رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أهمية وخطورة الفكر إنَّ الإنسان هو شبكة فكرية تتصل بسائر أعضاء الإنسان، فلو كانت الشبكة جيدة ستُرسل أفكار إيجابية وروحية॥ فينمو الإنسان روحياً، ويتقدم في حياته العملية وتستقر علاقاته الاجتماعية، إمَّا إذا ضعُفت الشبكة وتم اختراقها بواسطة أفكار ملحدين وخطاة ومجرمين.. فبكل تأكيد سوف يُعاني الإنسان، لأنَّ ما يزرعه من أفكار سيحصده أعمال। صنع ملفات الذاكرة وهى من أهم وظائف الفكر، فالطفل يولد بملفات عقليّة نقية، وبمرور الوقت يُدرك ما يحدث حوله من مواقف وأحداث॥ فيبدأ العقل في فتح ملفات ذهنية لكل ما يحدث له أو يُصيبه، فإذا شعر بالخوف فتح العقل ملفاً للخوف، وكلما تكرر المواقف تصاعدت الأحاسيس ويتراكم الخوف في هذا الملف، ولأنَّ الطفل لا يستطيع تفسير كل ما يحدث، لذلك كثيراً ما تأتي تفسيراته خاطئة، فتتكون العقد والمشاكل النفسية التي يُعاني منها عندما يكبر! ولهذا يُعطي المربيون وعلماء النفس، أهمية كبرى لهذه المرحلة من حياة الإنسان، التي فيها تتشكل نفسيته وتتكون شخصيته। التأثير على الذهن والجسد وذلك عندما يبث أفكار متتالية لموضوع ما، فيربطها الإنسان بزمان أو مكان أو شخصية॥ ويدعمها باعتقاد حتى تصبح حقيقة وواقعاً ينتظره، وبمرور الوقت تُختزن هذه الأفكار بعمق في العقل الباطن، وأعتقد أننا رأينا أو سمعنا كثيرين يعتقدون أنَّهم يرون المستقبل أو أنَّ المستقبل ينتظرهم بأحداث سارة، لمجرد أوهام أو أفكار مغلوطة ترسبت في عقلهم الباطن! ويؤثر الفكر على الجسد ، فهو الذي يُرسل إشارات إلى الأعضاء يطلب منها أن تعمل هذا العمل أو ترفضه، ولهذا قرر من الآن أن تكون أفكارك بنَّاءة، لأنَّ ذلك سيؤثر على جسمك। ويؤثر الفكر أيضاً على السلوك، فالبداية فكرة ثم إحساس يدفعك إلى تنفيذ الفكرة، فيظهر سلوكك ولهذا يوصينا مُعلّمنا بولس الرسول أن يكون لنا فكر المسيح (1كو16:2)، ليكون سلوكنا متسامحاً وليس عدوانياً. التحكّم في المشاعر إنَّ الأحاسيس هي رد فعل طبيعيّ لِما يحدث بداخلنا من أفكار وملفات ذهنية، فقد يتكون لديك أفكاراً بأنَّ شخصاً يُحبُّك، فإذا قابلته سوف تبتسم فرحاً وتُصافحه مطمئناً، أمَّا إذا كنت تعتقد أنَّه يكرهك، فربَّما تُُكشّر في وجهه، أو تستخدم إشارات لتتجنب الحديث معه، كخفض الرأس أو تحريكها من جانب إلى آخر إشارة إلى الرفض أو هز الكتفين وهو منظر مألوف لإظهار أنَّ الشخص لا يرى أو لا يفهم نوعية الحديث، وإظهار الأسنان يُشير إلى العداء॥ تكوين صورة الإنسان الذاتية إنَّ كل إنسان يرسم في داخله صورة عن نفسه في جميع أركان حياته, وهذه الصورة الذاتية قد تكون من أهم أسباب نجاحه أو فشله، سعادته أو ألمه॥ وكل ذلك سببه الأفكار। فعن طريق الفكر يستطيع الإنسان أن يتقبّل ذاته أو يرفضها، أيضاً الفكر هو الذي يُشعره بقيمته وأنَّه عضو له قيمة في المجتمع، وعنده القدرة على الإنتاج والتقدم والإنجاز، كما أنَّ الفكر هو الذي يجعل الإنسان يُحِبذاته، وعندما نتحدث عن حُب الذات لا نقصد الكبرياء، بل أن يرضى الإنسان عن نفسه ويتقبّلها ويسعى بمداومة لتطويرها إلى الأفضل. استقرار أو اضطراب الحالة النفسية لو بحثنا عن معظم الاضطرابات النفسية التي تواجه الإنسان، سواء كانت اكتئاباً أو قلقاً أو خوفاً أو توتراً أو إحباطاً.. لوجدنا أنَّ أسبابها تبدأ أولاً في العقل عن طريق الفكر وطريقة التفكير. وليست الحالة النفسية مستقلة عن الجسد، بل هى ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً فكل ما يُفكّر فيه العقل يؤثّر على كافة أعضاء الجسم، وهذه التأثيرات تظهر على الوجه في تعبيراته، والجسم في حركاته، وقد تزداد ضربات القلب، ويرتفع ضغط الدم، وتتألم المفاصل.. نتيجة الحالة النفسية المضطربة بسبب اضطراب الفكر. |
|