رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد كم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب!نش4:10 الاحد 21 اكتوبر 2012 بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث عبارة الطيب تتكرر كثيرا في سفر النشيد:فهي في أوله وفي آخره خلال إصحاحاته الثمانية: ففي أولهرائحة أدهانك الطيبةاسمك طيب مسكوب1:3 عبارة الطيب تتكرر كثيرا في سفر النشيد:فهي في أوله وفي آخره خلال إصحاحاته الثمانية: ففي أولهرائحة أدهانك الطيبةاسمك طيب مسكوب1:3 وفي آخرهاهرب يا حبيبي.وكن كالظبي..علي جبال الأطياب8:14. وفي داخلهكم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب4:10وأيضا حبيبي نزل إلي جنته إلي خمائل الطيب,ليرعي في الجنات6:2قطفت مري مع طيبي5:1. يضاف إلي هذا,ذكر كثير من مركبات الطيب: وأخصهاالمروهو عطر سائل,طعمه مر,ورائحته زكية جدا..مثال ذلك اذهب إلي جبل المر,وإلي تل اللبان4:7يداي تقطران مرا5:5.ومجموعة كبيرة من مركبات الطيب فينش4:14ناردين وكركم وقصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان مر وعود, مع كل أنفس الأطياب4:14 في العهد القديم: هذا الطيب يذكرنا بالدهن الذي للمسحة المقدسة في العهد القديم. هذه المسحة التي كان يتم بها مسح الملوك والكهنة والأنبياء في العهد القديم,فيحل عليهم الروح القدس بمواهبه. كما كان يمسح بها بيت الله ومذابحه وكل أوانيه فتصير مقدسة للرب... حقا إننا ننظررائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب. عن هذا الدهن قال الرب لموسي النبيوأنت تأخذ لك أفخر الأطياب:مرا قاطرا ..وقرفة عطرة..وقصب الذريرة..وسليخة..وزيت الزيتون وتصنعة دهنا مقدسا للمسحة عطر عطارة,صنعه العطار,دهنا مقدسا للمسحة يكون,وتمسح به خيمة الاجتماع,وتابوت الشهادة,والمائدة وكل آنيتها والمنارة وكل آنيتها,ومذبح البخور,ومذبح المحرقة وكل آنيته والمرحضة وقاعدتها.وتقدسها فتكون قدس أقداس كل ما مسها يكون مقدسا.وتمسح هرون وبنيه,وتقدسهم ليكهنوا لي وتكلم بني إسرائيل قائلا:يكون هذا لي دهنا مقدسا للمسحة في أجيالكخر30:22-31مقدس هو ويكون مقدسا عندكمخر30:32. حقا,ما أعجب أدهانك أيتها الكنيسة,التي هي قدس أقداس وكل ما مسها سيكون مقدسا!إنهاأطيب من كل الأطياب. وفعل موسي حسب كل ما أمره الرب,هكذا فعلخر40:16أخذ موسي دهن المسحة,ومسح المسكن وكل ما فيه وقدسه,ونضح منه علي المذبح سبع مرات,ومسح المذبح وجميع آنيتهوصب من دهن المسحة علي رأس هارون ومسحه لتقديسه..لا8:10-12. إنه دهن طيب عطر,مقدس كان الروح القدس يعمل من خلاله للتقديس.. ونسمع بعد ذلك أن صموئيل النبيأخذ قنينة الدهن,وصب علي رأس شاول ومسحه1صم10:1فكانت النتيجةأن الله أعطاه قلبا آخروحل عليه روح الله فتنبأ حتي قال الشعبأشاول أيضا بين الأنبياء1صم10:9-11وصار شاول بهذه المسحة ملكا... كذلك مسح صموئيل الفتي داود بهذا الدهن المقدسفحل روح الرب علي داود من ذلك اليوم فصاعدا1صم16:13. حقا,إن رائحة أدهانك أفخر من كل الأطياب. والدهن المقدس في العهد القديم كان يمسح به الأنبياء أيضا,كما مسح إيليا اليشع نبيا عوضا عنه1مل19:16. في العهد الجديد: 0 أول طيب نذكره هو اسم الله وبه ننال المعمودية. يقول سفر النشيد-حسب الترجمة البيروتية-اسمك دهن مهراقنش1:3ولكن أفضل من هذه الترجمة,الترجمة التي نستخدمها في طقسنا القبطيطيب مسكوب هو اسمكالقدوس. اسم الله هو طيب عطر,نستخدمه في كل صلواتنا وبهذا الاسم نتعمد كما قال الرب لتلاميذه القديسينوعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدسمت28:19,وكما قال القديس بطرس الرسول لليهود في يوم البندكستيتوبوا وليعتمد كل واحد منكم علي اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا..أع2:38. وهكذا في المعمودية,أخذنا طيب التبرير والميلاد الثانيتي3:5وغفران الخطاياأع2:38. إن اسم الرب الذي دعي علينا نأخذ البنوة له في المعمودية. وبه نبدأ كل عمل وكل صلاة وباسمه نبدأ كل يوم من أيام حياتنا ,ونذكر قول المرتل في المزمورمز63:5,4. باسمك أرفع يدي,فتشبع نفسي كما من شحم ودسم. حقا إناسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنعأم18:10.وما أجمل ما نقوله للرب في التسبحةاسمك حلو ومبارك:في أفواه قديسيك. +++ 0الطيب المقدس الذي نأخذه بعد ذلك هو دهن الميرون المقدس. ونلاحظ أنه يشتمل علي الأطياب التي وردت في مركبات مسحة العهد القديم فيخر30وأيضا ما ورد في أطياب سفر النشيدنش4:14. وبهذا الدهن المقدس ننال التقديس وسكني الروح القدس فينا. نصبح هيكلا للروح القدوس,والروح القدس يسكن فينا1كو3:116كو6:19 ويعمل فينا روح الله,وندخل في شركة روح القدس,ألا يليق بنا ونحن نري هذا أن نقول للكنيسة المقدسةرائحة أدهانك أفخر من كل الأطياب. ذلك لأن الأب الكاهن بينما يرشم المعمد بهذا الدهن المقدسزيت الميرونيقول هذه الصلوات: مسحة الروح القدس,آمين..مسحة عربون ملكوت السموات,آمين...مسحة مقدسة للمسيح إلهنا,وخاتم لاينحل آمين. كمال نعمة الروح القدس ودرع الإيمان والحق آمين. وبهذا الدهن المقدس يقدس كل أطراف المعمد ومفاصله وفتحات جسمه ويبدأ الروح يعمل فيه,بقوته ومواهبه,وإرشاده. حقا:رائحة أدهانك-أيتها الكنيسة-أفخر من كل الأطياب. +++ 0 الطيب الرابع الذي نأخذه من الكنيسة هو عمل الكهنوت. وكان عمل الكهنوت..في العهد القديم-يبدأ بسكب الطيب المقدس علي رأس رئيس الكهنة كما يقول المزموركالطيب الكائن علي الرأس,الذي ينزل علي اللحية لحية هرون النازلة علي جيب قميصهمز133,132. لاشك أن الكهنوت هو طيب في الكنيسة ننال به كل نعم الأسرار المقدسة,وننال به الرعاية والعناية. ننال به مغفرة الخطايا,حسب قول الرب لتلاميذهمن غفرتم خطاياه غفرت لهيو20:23ما حللتموه علي الأرض يكون محلولا في السماءمت18:18وننال بالكهنوت نعمة العمادمت28:19والميلاد الثاني وتجديد الروح اقدستي3:5والمسحة التي لنا من القدوس1يو2:20والتناول من جسد الرب ودمه1كو11. وبالكهنوت ننال التعليم الصحيحتي2:1حيث من فم الكاهن تطلب الشريعةملا2:7وهو يفصل كلمة الحق باستقامة2تي2:15. أيتها الكنيسة المقدسة هذه هي رائحة أدهانك الطيبةنش1:3 بل من الكهنوت أيضا,نأخذ البركة في ختام كل اجتماع بل البركة في كل وقت.كما علم الرب موسيهكذا تباركون..قائلين لهم:يباركك الرب ويحرسك يضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك,ويرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاماعد6:23-26. وطيب الكهنوت لايشمل فقط الأسرار والتعليم والبركة وإنما يشمل أيضا العمل الروحي كله. ومنه خدمة المصالحة,كما قال القديس بولس الرسول..وأعطانا خدمة المصالحة..إذن نسعي كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا,نطلب عن المسيح:تصالحوا مع الله2كو5:20,18. وفي هذه الخدمة كل ما يتعلق بالرابطة الروحية بين الله والناس كل ما يتعلق بتكميل القديسين,وعمل الخدمة,وبنيان جسد المسيحأف4:12,11. حقا ياكنيستنا المقدسة,رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب. +++ 0طيب آخر تقدمه لنا الكنيسة المقدسة وهو رائحة المسيح الزكية في حياتنا: وهكذا تكون الكنيسة مصدرا للطيب لرائحة الحياة الطيبة كما يقول الرسولشكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته..ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكانلأننا رائحة المسيح الزكية لله2:15,14رائحة حياة لحياة2كو2:16. رائحة الحياة الطيبة, هي طيب تقدمه الكنيسة إلي العالم. وهي-في قداستها وطهرها-معطرة بالمر واللبان وكل أذرة التاجرنش3:6يري الناس أعمالها الحسنة فيمجدون الآب الذي في السمواتمت5:16. إن استير الملكة كانت مثالا حينما بدأت حياتها كملكة بأن وضعوها في العطور والأطياب مدة ستة أشهرإس2:12. ورقم ستة في الكتاب المقدس يرمز إلي كمال العمل كما خلق الله العالم في ستة أيام وقام بعمل الفداء في اليوم السادس وفي الساعة السادسة... وكانت الملكة أيضا-كما في حياة أستير توضع أيضا في زيت المر ستة أشهر والمر عطر له رائحته الطيبة وطعمه المر,يرمز إلي طيب الكنيسة في آلامها. وعن طيب الحياة قيل عن الكنيسة في قدسية حياتها: المر والميعة والسليخة من ثيابكمز45. يعطينا هذا مثلا عن ثوب البر الذي ينبغي أن نلبسه أمام الله أو الثياب البيضاء التي نظهر بها هنا وكان يظهر بها الملائكة كما في ظهوراتهم في قصة القيامةيو20:12. وكما يخدم الآباء الكهنة في الهيكل بثياب بيض.. ثياب القديسين غير المدنسة من الجسديه23كانت طيبا أمام الله وكانت بركة أمام الناس ونذكر في هذا المجال أنه قيل عن القديس بولس الرسولكان يؤتي عن جسده بمناديل أو مآزر إلي المرضي فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرةأع19:12 إنها معطرة روحيا أمام الله. +++ وقد أشاد الله بالعطر ورائحته في كتابه المقدس: فقد أمر الرب موسي النبي من جهة البخور الذي يجب إعداده لتقديمه للرب إنه يكونبخورا عطرا صنعه العطارخر30:25كما يرمز الطيب إلي الحياة الطيبة. إن الكنيسة بالطيب الذي تظهر به في حياتها الطيبة تبدو كما قيل في سفر الرؤيا كعروس مزينة لعريسهارؤ21:2 ولعل هذا يذكرنا بقول أبينا إسحق أبي الآباء في مباركة ابنه يعقوب:رائحة ابني كرائحة حقل باركه الربتك27:27. حقا إن الرب يحب الرائحة العطرة ويريدها: والطيب أيضا يظهر في التقدمات والذبائح التي تقدمها الكنيسة للرب. وقد قيل عن أبينا نوح بعد رسو الفلك:إنهأصعد محرقات علي المذبح فتنسم الرب رائحة الرضا وقال الرب في قلبه:لا أعود ألعن الأرض أيضا بسبب الإنسان..تك8:21,20. +++ آخر طيب في حياتنا هو الطيب الخاص بتكفين الإنسان بعد موته. إن المرأة التي سكبت علي السيد زجاجة طيب من ناردين غالي الثمن ولامها بعض التلاميذ قائلينلماذا هذا الإتلاف؟!لأنه يمكن أن يباع هذا الطيب بكثير ويعطي للفقراءفقال لهم الربلماذا تزعجون المرأة فإنها قد عملت بي عملا حسنا فإنها إذا سكبت هذا الطيب علي جسدي إنما فعلت ذلك لأجل تكفينيمت 26:8-12. وحدث هذا فعلا في تكفين السيد المسيح أن أتي نيقوديموس وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منافأخذ هو ويوسف الرامي جسد السيد ولفاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوايو19:40,39كذلك في فجر الأحد جاء إلي القبر النسوةحاملات الحنوط الذي أعددنهلو24:1. أجساد القديسين الطاهرة التي عاشوا بها علي الأرض كانت طيبا صاعدا إلي السماء استقبلها الملائكة قائلينمن هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان وكل أذرة التاجرنش3:6. أجساد كانت طيبا يعطر الكنيسة ولما تنيح أصحابها صعدت أرواحهم إلي السماء كطيب عطر وبقينا نضمخ رفاتهم بالطيب. المقصود أن الإنسان كما تكون حياته علي الأرض طيبا فإن الطيب يفوح من جسده أيضا عند تكفينه ودفنه. وهكذا نفعل مع رفات القديسين إذ تضمخ الرفات بالأطياب والحنوط حتي تصبح رائحة رفات القديس عطرة باستمرار... |
|