رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رأفة قلب يسوع وتحننه على البشر اقرن الرب يسوع بصفاته السنية ومزاياه العلوية حنوا تجاوز الحدود فقال : ان تنعمي بين بني البشر (امثال 8 : 31). اما وداعته فقد تفاقمت عذوبة حتى انها اثرت في قلوب اعدائه الالداء انفسهم ، فإنهم قدموا امامه امرأة زانية فلم يرذلها بل اخزى المشتكين عليها. فترك الخطأة ان يقتربوا منه لا بل خالطهم واراد ان يدعى محب العشارين والخطأة ، بل من تشاهد منطرحا على قدميه المقدستين متخذا اياهما مأوى وملجأ؟ انك تشاهد المجدلية الخاطئة الشهرية التي غفر لها بفعل واحد من محبته كل ما ارتكبت من الاثام وسببت من الشكوك. فيا ايتها المجدلية السعيدة لست انت التي خطوت الخطوة الاولى نحو هذا المعلم الالهي ، بل هو البادئ الذي قرع باب قلبك وتوقع ان تأتي وتنطرحي على قدميه وتغسليهما بدموعك وتمسحيهما بشعر رأسك ، فقد غفر لك كثيرا لانك احببت كثيرا او بالاحرى لانه احبك كثيرا. ابدى المسيح عنايته حتى بالاطفال وهم غير قادرين ان يعرفوه ، لكنهم انجذبوا اليه بمجرد وداعته ، ولما اراد الرسل ان يطردوهم منعهم قائلا : (دعوا الصبيان يأتون الي) فباركهم واحتضنهم ولاطفهم ، اذا تركهم ابواهم اعتنى هو بهم. فإن نسيت الام بنيها فهو لا ينساهم. افما رأيت كيف قبل الابن بنيها فهو لا ينساهم.افما رأيت كيف قبل الابن الشاطر الذي انطرح على قدميه وقال لابيه : (لست اهلا لان ادعى لك ابنا)؟ اما هو فبادر اليه وعانقه وضمه الى صدره والدموع تهطل من عينيه. وحالما اظهر علامات الندم اعاد اليه حقوق الوراثة والانعطاف الوالدي. جال هذا الراعي الصالح وهو يحسن وينعم فرأى حظيرته قد كثر مرضاها وثخنت جراحاتها وسكب عليها زيتا وخمرا وابراها. فتح عيون العميان وشفى.وماذا تقول عن كيفية سلوكه مع تلاميذه انفسهم؟ وبكم من الصبر الجميل احتملهم؟ فقد خانه يهوذا ، اما هو فما زال يلقبه بإسم صاحب قائلا : يا صاحب ابهذا اتيت (متى 26 : 50) انكره بطرس فإلتفت اليه بلطف ودون ان يوبخه او يشكو منه ، ابكاه بكاءا مرا. ونقول بإجمال : ان حياة المخلص لم تكن الا وداعة وحلما ومحبة للبشر. خبر في احدى ليالي اعياد الميلاد دخل القديس هيرونيمس الملفان العظيم في بيت لحم وشرع بتأمل سر ولادة مخلص العالم ، فظهر له بغتة يسوع الطفل محفوفا بأنوار بهية والقى عليه نظرات سماوية تشف عن رقة عجيبة لا يتجرأ اللسان البشري ان يصف سموها ، وجرت بينهما هذه المخاطبة المؤثرة وهي : قال يسوع : الا يا هيرونيمس ، ماذا تعطيني في ميلادي؟ فقال هيرونيمس : ايها الطفل الالهي ها انذا اعطيك قلبي. قال يسوع : حسنا ، لكن هب لي شيئا آخر. قال هيرونيمس : اقدم اليك جميع صلواتي وعواطف قلبي المغرم بمحبتك المقدسة. قال يسوع : حسنا ... حسنا قال هيرونيمس : حسنا كل مالي وكل ما انا عليه اهبك نفسي بجملتها يا حبيبي قال يسوع : اريد ان تعطيني شيئا آخر قال هيرونيمس : لم يبقى لي شيء آخ يا الهي ، فتنازل وقل لي اي شيء تريد ان اقدم اليك. قال يسوع : الا يا هيرونيمس اعطني خطاياك. قال هيرونيمس : ماذا تروم يا الهي ان تفعل بها؟ قال يسوع : اعطني خطايات لاغفرها لك بكليتها. قال هيرونيمس : آه ما الطفك با يسوع المحبوب ، فإسمح لي ان اسكب على قدميك عبرات التعزية والفرح. فهاجت اذ ذاك عواطف الحب في قلب القديس هيجانا لا يوصف ولم يتمالك ان افاض الدموع الغزيرة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هو الحياة وبدونه الموت محتم |
في (مزمور 103) يقول الكتاب عن لطف الله وتحننه |
لعل من محبة الله،وتحننه علي صغار المواهب |
رقة قلب الله وتحننه |
تأمل في رأفة قلب يسوع وتحننه على البشر |