منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 04:12 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة الخطيئة الكبري في حياتك
حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة الخطيئة الكبري في حياتك


حياة الفضيلة والبر

بقلم قداسة البابا شنودة

الخطيئة الكبري في حياتك



كثيراً ما يخطئ الإنسان ، وينسي ما قد ارتكبه . ولكن تقف خطية معينة أمامه ، لا يستطيع أن ينساها ...
مثال ذلك داود النبي : إنه يقول للرب في صلاته " إن كنت للآثام راصداً يارب ، يارب من يثبت ؟! "{مز3:130}. " لت تدخل في المحاكمة مع عبدك ، فإنه لن يتزكي قدامك اي حي {مز3:143}. خطايا شبابي وجهالاتي لا تذكر "{مز6:25}.
كل هذه يطلب من الله ألا يذكرها ، لأنها كثيرة ، وجهلات ، ولن يتزكي منها أحد . وهي مثل السهوات اتي يقول عنها " السهوات { الهفوات } من يشعر بها . من الخطايا المستترة يارب أبرئني {مز12:19}.
***
ومع كل ذلك هناك خطية يقول عنها " خطيتي أمامي في كل حين "{مز3:15}.
لقد تركت عمقاً معيناً في مشاعره ، وعمقاً آخر في ذاكرته ، بحيث لم يستطع أن ينساها هي التي هزته هزاً فقال " تعبت في تنهدي ، أعوم كل ليلة سريري ، وبدموعي أبل فراشي " {مز6}.
كذلك شمشون : لاشك أنه ارتكب خطايا كثيرة ، شرحها في سفر الخطاة . ولكن خطية كبري هزت كيانه كله . وهي أنه باح بسره لدليلة ، مما أدي إلي كسرنذره ، وإنتصار أعدائه عليه ، وفقاً عينيه ، وأخذه أسيراً يجر الطاحون {قض16}.
هذه الخطية لم ينسها مطلقاً .........
***
ومثل داود وشمشون ، هناك سليمان .
لقد غرق في الملاذ العالمية إلي أعماقة ، ولم يتعب ضميره شئ من ذلك كله {جا2: 9، 10}. ثم أرتكب خطيته الكبري التي ذهب فيها وراء عشتاروت إلهة الصيدونيين ، وملكوم رجس العمونيين ، وبني مرتفعة لكموش رجس الموآبيين .. ولمولك رجس بني عمون {1مل11: 5- 7}.
هذه ليس فقط سليمان لم ينسها .
بل الله نفسه ، لم يتركها له .
وهكذا فرض الله عليه عقوبات " وغضب الرب علي سليمان ."{1مل11: 9-13}. ونفذ الله وعده فيه ، حينما قال عنه "إن تعوج أؤدبه بقضيب الناس ، وبضربات بين آدم "{2صم14:7}. وهكذا أقام الرب عليه خصوماً لتأديبه " هذه الأدومي ورزون بن اليداع ويربعام بن نباط ..{1مل11: 14، 23، 26}.
***
مثال ذك فتاة تخطئ في علاقاتها بشباب ...
ويمر ذلك عليها سهلاً ، تفيق من علاقة لتدخل في أخري ، بضمير نائم ، ثم تصحو منزعجة علي خطية كبري تفقد فيها بكارتها ، وقد تحبل . وتجد نفسها مساقة إلي عملية إجهاض لتقتل جنيناً . والعملية تحتاج إلي مال كيف يحصل عليه ؟ ويحتاج الأمر كله إلي مجموعة من الأكاذيب لتغطيته ، فيحفر في عقلها وفي أحاسيسها وقائع لا يمكن أن تنسي !!
***
إنها كاخطأ الذي يقع فيه الإنسان ، فيضيع مستقبله كله .
كطالب يضبط في غش ، ويرفت سنتين من الكلية ، وتضيع سمعته ، وتلاحقه انظار الناس وألسنتهم . أو شاب آخر يقع في إدمان المخدرات . وتكون هي الخطية الكبري في حياته ، تحكم نفسيته وأعصابه وسمعته ، سواء شفي من الإدمان لو لم يشف . وأصعب من هذين ، إنسان يصاب بمرض الإيدز الذي يحطم صحته وسمعهت ، ويجره نحو الموت جراً . ويصرخ في داخله : كيف سقطت ؟! وكيف ضعت ؟! إنها غلطة العمر ....
***
وغلطة البشرية كلها ، هي خطية آدم وحواء .
بكل ما جبلته من نتائج خطيرة استمرت دهوراً .


خطية فسدت بها الطبيعة البشرية كلها . وكان يلزم لعلاجها التجسد والفداء . وبلغ من خطورتها ان ترك الله آثار باقية حتي الآن . بقوله لآدم " بعرق جبينك تأكل خبزاً ، حتي تعود إلي الأرض التي أخذت منها ، لأنك تراب وإلي التراب تعود " .وبقوله لحواء " تكثيراً أكثر اتعاب حبلك ، وبالوجع تلدين أولاداً "{تك3: 16- 19}. واستمرت آثار هذه الخطية ، مها حاول الإنسان أن يتمرد علي ذلك ..
هناك خطايا تسببت في هلاك مقترفيها .
وماتوا في خطاياهم هالكين : مثل خطية يهوذا . ولاشك أن يهوذا كانت له خطايا كثيرة ، ومنها أنه " كان سارقاً . وكان الصندوق عنده ، واكن يحمل ما يلقي فيه " {يو6:12}. ولكن خيانته لسيده ، كانت الخطية الكبري التي لم يستطع أن يحتملها ، فمضي وخنق نفسه "{مت5:27}.
كذلك خطية أولاد عالي الكاهن التي قال عنها الرب " لا يكفر عن شر بيت عالي بذبيحة او بتقدمة إلي الأبد "{1صم14:3}. وبنفس الغضب حكم الرب علي عالي نفسه " من أجل الشر الذي يعلم أن بنيه قد أوجيوا به اللعنة علي أنفسهم ، ولم يردعهم {1صم13:13}.
ايضاً خطية حنانيا وسفيرا ، التي استحقا بها الموت مباشرة دون إعطائهما فرصة للتوبة {اع5}.
***
وهناك خطايا أمتدت آثارها اجيالاً طويلة .
مثل لعنة كنعان ، للإستهانة بكرامة الأب . ومع أنها خرجت من فم ابينا نوح {تك25:9}. إلا أنها استمرت إلي ايام السيد المسيح نفسه الذي استخدمها في حديثه مع المرأة " نبلبل ألسنتهم "{تك7:11}. ولا تزال بلبلة الألسنة قائمة إلي يومناً هذا .....
***
هناك خطايا عديدة لم تسجل في الكتاب المقدس ، الذي قال بصيغة إجمالية " الكل قد زاغو معاً وفسدوا . وليس من يعمل صلاحاً ، ليس ولا واحد "{مز3:14}.
ومع ذلك سجل الكتاب خطايا معينة . وسجل معها أيضاً عقوبات لها .
سجل خطاياالزنا الجماعي ، الذي أدي إلي الطوفان {تك6}. وسجل الشذوذ الجنسي الذي أدي إلي حرق سادوم {تك19}. وسجل محاولة إتصاب سر الكهنوت التي وقع فيها قورح وداثان وابيرام ، ففتحت الأرض فاها وابتلعتهم {عد16}. وسجل خيانة أبشالوم لأبيه داود {1صم18:16}. وسجل إنكار بطرس {مت26}. ومسامحة الرب له {يو21}. وسجل طمع آخاب في حقل نابوت اليزرعيلي {1مل21}. وسجل عبادة الأصنان علي يد يربعام بن ناباط ، وعلي يد آخاب وغيرهما {1مل12}. وسجل خطايا أخري لا تنسي حتي للأنبياء ...
***
إن شاول الطرسوسي لم ينس مطلقاً إضطهاده للكنيسة .
علي الرغم من ا،ه فعل ذلك بجهل قبل غيمانه بالمسيح ، وعلي الرغم من توبته واختياره رسولاً وصنع عجائب وآيات علي يديه ، وتعبه الكثير في نشر رسالة الإنجيل ... إلا اننا نراه يقول عن نفسه " أنا الذي نت قبلاً مجدفاً ومضطهداً ومفترياً . ولكنني رحمت لنني فعلت ذلك بجهل في عدم إيمان "{1تي13:1}. ويقول عن ظهور السيد المسيح بعد قيامته " وآخر الكل ، كأنه للسقط ظهر لي أنا ، لأني أصغر الرسل . انا الذي لست اهلاً لأن أدعي رسولاً ، لأني إضطهدت كنيسة الله "{1كو15: 8، 9}. إنه لم يستطع مطلقاً أن ينسي اضطهاده للكنيسة .
***
خطورة الخطايا ليست في كثرتها ، بل في بشاعتها .
خطية سيمون الساحر ، لم تكن في عددها ، إا انه لم يكررها . لكن خطورتها كانت في بشاعتها ، غذا أنه اراد أن يشتري موهبة الله بدراهم {أع8: 18-20}.
كذلك كانت خطية هيرودس الذي قبل من الناس قولهم له " هذا صوت إله ، لا صوت إنسان " فضربه في الحال ملاك الرب ، لأنه لم يعط المجد له ، فصار يأكله الدود ومات {أع12: 22، 23}.
وخطية بطرس في إنكار ، لم تتكرر . إنما بشاعتها في نوعيتها .



حقاً إن الخطايا لا تعد ، إنما توزن .
***
فإذا أضيف إلي بشاعتها تكرارها ، يكون الأمر أصعب وأخطر . وبخاصة تلك الخطايا التي ترسخ في العقل الباطن ، وتتعمق جذورها فيه . وتصبح مصدراً لأحلام ، وأفكار ، وظنون ، وشهوات ، ويحاول الإنسان أن يتخلص منها فلا يستطيع ..! وقد اصبحت كأنها طبع فيه ، أو كأنها طبيعة له ، وجزء من تكوين شخصيته .. وعادة تعودها فلصقت به ..
وكأنه قد ذاق شيئاً فإستطعمه ، وما عاد يستغني عنه !!
وهو مستعد أن يتوب عن جميع خطاياه ، ويتركها ، ما عدا هذه !! هذه التي صارت تجري في دمه ، وفي عمق مشاعره وعمق شهواته ...
***
هناك من يذكر خطية ، ولا يستطيع أن ينساها ، لأنها تتعب ضميره في توبته . لذلك هو يصرخ في داخله ، في الم عميق : كيف وصل بي الحال أن انحدر إلي هذا المستوي ؟!
وهناك من يذكر خطيته الكبري ، وهو أسير لها ، عاجز عن مقاومتها وهذا أصعب ..
إنه يحتاج إلي دفعه كبيرة من الخارج ، تنقذه من الهوة التي تهبط إليها ، وتمرز عنه الربط التي تقيد بها .. ويحتاج إلي عمل من النعمة ومن روح الله القدوس لكي يكره هذه الخطية ، ولا يعود فينجذب إليها .
***
هناك خطايا أخري تتعب الإنسان .
وتهز ضميره هزأ متي استيقظ ، مثل خطية الإرتداد ، وخطية التجديف ، وخطايا الشك . نعم الشك الذي يقال عنه إنه من السهل أن يدخل إلي عقل الإنسان ، ومن الصعب جداً أن يخرج . الشك الذي يفقد به الشخص ما كان له من بساطة الإيمان ، ويتوه ذهنه في عقلانيات لا تنتهي . هذا إن كان شكاً في الله . أما إن كان شكوكاً في إنسان ، فإنه يفقد الثقة ويعجز عن استرجاعها ...
***
وخطايا أخري لا ينساها الإنسان بسبب نتائجها .
مثل زرج أهان زوجته إهانة كبيرة جداً لم تستطع إحتمالها ، فتركت بيت الزوجية إلي بيت ابيها . وعجزت كل محاولات المصالحة من أجل عمق ما احست به المرأة ، مما جعلها تقفد محبتها لذلك الزوج ، وما اخذت من فكرة عن طباعه ومعاملاته .. وهو نفسه يذكر ذلك الخطأ في ندم ، معتبراً أنه الخطية في حياته الزوجية .. ويزداد الأمر خطورة وعمقاً ، إن كان قد وصل إلي قضايا ومحاكم ....
***
وقد تصبح الخطية هي الكبري في الحياة ، إن كان لا يمكن علاجها ...
كراهب مثلاً قد تزوج ، وفقد نذره ورهبنته وبتوليته وسمعته . وفقد كهنوته أيضاً إن كا كاهناً ..! ولم يعد باسطاعته ان يسترجع كل هذا . ثم فقد هذه الزوجة او أختلف معها ، ووجد نفسه في فراغ كامل . وفي فراغ روحي وجسدي
وإجتماعي ، وعقيدي ايضاً .
***
من الجائز أن تكون خطية الإنسان الكبري بسبب فيه :
كخطية محبة الأخبار مثلاً ، التي تفقده كل أصدقائه وغير الأصدقاء ايضاً .
فهو جوعان أخباراً ، يحب أن يعرف الأخبار ويبحث عنها ، ويسأل عنها الناس ويفتش ويسمع ويتسمع ، ويستنتج ، ويسأل سوالً محرجاً ، لكي يعرف منه خبراً . ويتقاض مع غيره من محبي الأخبار ، لكي يعطيهم خبراً مقابل معرفة خبر .
ثم يجد نفسه يحمل كنزاً كبيراً من الأخبار يثقل عليه حمله .
***
فيتحول من جامع أخبار إلي ناقل أخبار .
وتصبح سمعة الناس مضغة في فمه ، يلقيها في آذان الناس كعليم ببواطن الأمور ، ومتداخل في اسرار الناس . وقد يسمعها الناس منه ، وقد يتهرب البعض خشية ان يسمع ما يؤذيه روحياً . وقد يتحاشاه البعض خشية أن يصبحوا هو أيضاً هدفاً له ولمحبته للأخبار . ويجد أن الأخبار قد ابعدت الناس عنه . وايضاً قد أتعبت أفكاره ، فما عاد يثق بأحد ...


وقد يتحول من ناقا للأخبار إلي مؤلف للأخبار !!
***
أصعب خطية هي التي تلتصق بالإنسان ، أكثر مما يلصق جلده بلحمه .
كإنها جزء من كيانه ، ومن صفات شخصيته . وقد تتحول في حياته إلي مرض نفسي يتوالد في داخله ، وتنشأ عنه أمراض أخري خلقية وأجتماعية ، صعبة الشفاء .

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة من عوائق الفضيلة سوء الفم او عدم الفهم
حياة الفضيلة والبر ((6)) بقلم قداسة البابا شنودة 18\7\2010
حياة الفضيلة والبر ((7)) بقلم قداسة البابا شنودة 25\7\2010
حياة الفضيلة والبر ((8)) بقلم قداسة البابا شنودة 1\8\2010
حياة الفضيلة والبر ((9)) بقلم قداسة البابا شنودة 8\8\2010


الساعة الآن 03:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024