![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() انهزام إسرائيل مرتين: 14 فَاجْتَمَعَ بَنُو بَنْيَامِينَ مِنَ الْمُدُنِ إِلَى جِبْعَةَ لِكَيْ يَخْرُجُوا لِمُحَارَبَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 15 وَعُدَّ بَنُو بَنْيَامِينَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْمُدُنِ سِتَّةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ، مَا عَدَا سُكَّانَ جِبْعَةَ الَّذِينَ عُدُّوا سَبْعَ مِئَةِ رَجُل مُنْتَخَبِينَ. 16 مِنْ جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ سَبْعُ مِئَةِ رَجُل مُنْتَخَبُونَ عُسْرٌ. كُلُّ هؤُلاَءِ يَرْمُونَ الْحَجَرَ بِالْمِقْلاَعِ عَلَى الشَّعْرَةِ وَلاَ يُخْطِئُونَ. 17 وَعُدَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ، مَا عَدَا بَنْيَامِينَ، أَرْبَعَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ. كُلُّ هؤُلاَءِ رِجَالُ حَرْبٍ. 18 فَقَامُوا وَصَعِدُوا إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَسَأَلُوا اللهَ وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «مَنْ يَصْعَدُ مِنَّا أَوَّلًا لِمُحَارَبَةِ بَنِي بَنْيَامِينَ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «يَهُوذَا أَوَّلًا». 19 فَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الصَّبَاحِ وَنَزَلُوا عَلَى جِبْعَةَ. 20 وَخَرَجَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ لِمُحَارَبَةِ بَنْيَامِينَ، وَصَفَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ لِلْحَرْبِ عِنْدَ جِبْعَةَ. 21 فَخَرَجَ بَنُو بَنْيَامِينَ مِنْ جِبْعَةَ وَأَهْلَكُوا مِنْ إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل إِلَى الأَرْضِ. 22 وَتَشَدَّدَ الشَّعْبُ، رِجَالُ إِسْرَائِيلَ، وَعَادُوا فَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ فِي الْمَكَانِ الَّذِي اصْطَفُّوا فِيهِ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ. 23 ثُمَّ صَعِدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَبَكَوْا أَمَامَ الرَّبِّ إِلَى الْمَسَاءِ، وَسَأَلُوا الرَّبَّ قَائِلِينَ: «هَلْ أَعُودُ أَتَقَدَّمُ لِمُحَارَبَةِ بَنِي بَنْيَامِينَ أَخِي؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «اصْعَدُوا إِلَيْهِ». 24 فَتَقَدَّمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى بَنِي بَنْيَامِينَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، 25 فَخَرَجَ بَنْيَامِينُ لِلِقَائِهِمْ مِنْ جِبْعَةَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، وَأَهْلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَيْضًا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ رَجُل إِلَى الأَرْضِ. كُلُّ هؤُلاَءِ مُخْتَرِطُو السَّيْفِ. 26 فَصَعِدَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكُلُّ الشَّعْبِ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَبَكَوْا وَجَلَسُوا هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَصَامُوا ذلِكَ الْيَوْمَ إِلَى الْمَسَاءِ، وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ أَمَامَ الرَّبِّ. 27 وَسَأَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّبَّ، وَهُنَاكَ تَابُوتُ عَهْدِ اللهِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، 28 وَفِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ وَاقِفٌ أَمَامَهُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، قَائِلِينَ: «أَأَعُودُ أَيْضًا لِلْخُرُوجِ لِمُحَارَبَةِ بَنِي بَنْيَامِينَ أَخِي أَمْ أَكُفُّ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «اصْعَدُوا، لأَنِّي غَدًا أَدْفَعُهُمْ لِيَدِكَ». اجتمع من رجال إسرائيل أربعمائة ألف رجل مخترطو سيف [2]، وأما من بنيامين ستة وعشرون ألفًا ماعدا سكان جبعة وهم سبعمائة رجل منتخبون عُسر، وكان هؤلاء السبعمائة يجيدون الهدف يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون [16]. والعجيب أن يكون في سبط بنيامين الذي يعني (ابن اليمين) هذا العدد من العُسر الذين يعملون بيسارهم ما يعمله غيرهم بيمينهم. لقد سألوا الله من يصعد منهم أولًا لمحاربة بني بنيامين فقال الرب: يهوذا أولًا [18] ومع ذلك انهزم إسرائيل أمام بني بنيامين وقُتل منهم 22 ألفًا. وتشدد الشعب مرة أخرى وصعدوا أمام الرب وبكوا إلى المساء وسألوا: "هل أعود أتقدم لمحاربة بني بنيامين أخي؟ فقال الرب: اصعدوا إليه" [23]، وفي هذه المرة أيضًا انهزم إسرائيل ومات منهم 18 ألفًا. وعادوا مرة ثالثة إلى بيت إيل حيث بكوا وجلسوا أمام الرب وصاموا اليوم كله حتى المساء وقدموا محرقات وذبائح سلامة أمام الرب وسألوا الرب حيث تابوت العهد قد نقل إلى بيت إيل...، فجاءت الإجابة: "اصعدوا لأني غدًا أدفعهم ليدك" [28]. لماذا انهزم بنو إسرائيل في المرة الأولى والثانية مع أنهم سألوا الرب؟ أولًا: ربما لأن إسرائيل لم يستشر الرب من أعماق قلبه إنما يمارس ذلك من قبيل الشكليات بعد أن أعد نفسه للحرب وأخذ قراره: "لا يذهب أحد منا إلى خيمته ولا يميل أحد إلى بيته" [8]، وألقوا القرعة ودبروا اختيار العشر منهم للحرب... وكأن سؤالهم للرب إنما هو عمل ثانوي تكميلي، فلا يحتل الله المركز الأول في حياتهم ولا يسألونه المشورة في انسحاق ولتضاع وتسليم. ثانيًا: كان سؤالهم في المرة الأولى: [مَنْ يصعد لمحاربة بني بنيامين أخي؟] وكأنهم أخذوا القرار بمحاربة أخيهم وبقى أن يسألوه عمن يصعد للحرب، وكأن اللائق بهم أولًا أن يسألوه هل يصعدون أم لا؟ لعل الله كان يرشدهم إلى مشورة أخرى بها ينزع الفساد دون سفك كل هذه الدماء. ثالثًا: في الدفعتين الأولى والثانية لم يقل لهم: "إني... أدفعهم ليدك"، فسمح لهم بالحرب لكن لم يعدهم بالنصرة لأنه إن كان أهل جبعة قد صنعوا هذا الفساد المرّ، فإن الفساد كان قد دبّ في الأسباط كلها، فكان لزامًا أن يتأدب إسرائيل أولًا حتى إذ يقدم توبة صادقة يعود الرب فيؤدب سبط بنيامين. الله لا يطلب صرخاتنا ولو طالت اليوم كله، إنما يطلب أولًا توبتنا ورجوعنا إليه، فإن تقدست أعماقنا يستجيب حتى للصرخات الخفية وتنهدات القلب غير المسموعة. ليتنا لا نكون كهذه الأسباط نمتلئ غيرة ضد فساد الآخرين بينما لا نبالي بالفساد الذي يدب في حياتنا الداخلية، حتى وإن بدا فساد الآخرين فاحشًا إن قورن بتصرفاتنا الخفية أو الظاهرة. بمعنى آخر لينق إسرائيل ما بالداخل حتى يقدر بالرب أن ينزع فساد الغير. |
|