منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 04 - 2025, 07:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

في المسيح كانت الطبيعتان الإلهية والبشرية متحدتين بلا تغيّر ولا انفصال ولا انقسام


“إلهي إلهي لماذا تركتني؟” (متى 46:27). ينبغي تفسير هذا القول بطريقة أرثوذكسية، في إطار التحليل التفسيري لآباء الكنيسة القديسين، وإلاّ قد يكون هرطوقياً. هذا لأن بعض السكولاستيكيين والعقلانيين يحاولون تفسير هذه الكلمات بقولهم أنّ هذا الألم أتى من ترك الطبيعة الإلهية للطبيعة البشرية للحظات على الصليب حتى يحسّ المسيح بالألم.
في الدرجة الأولى، هذا القول مرتبط بأحد مزامير داود الذي هو مزمور مسيحاني بامتياز كونه يشير إلى تجسد المسيح وآلامه الخلاصية والذي يبدأ كما يلي: “لماذا يا ربّ تنساني؟” (مزمور 1:22). هذا مزمور نبوي لأنّه يظهِر آلام المسيح على الصليب. لم يكن المسيح يكرّر المزمور آلياً بل بالتكرار كان يحقق النبوءة. بالطبع رؤيا النبي أتت أولاً والمسيح جاء ليحقق كل النبوءات التي قيلت عنه.
القديس غريغوريوس اللاهوتي، مفسِّراً هذه الصرخة، يقول أن المسيح لم يكن متروكاً لا من أبيه ولا من ألوهيته، وكأنّه خائف من الآلام أو منكمشاً من العذاب. إذاً ما الذي جرى؟ بهذه الصرخة “وضع المسيح على نفسه ختمَ ما علينا”. بتعبير آخر، في تلك اللحظة تكلّم المسيح عنّا، لأننا نحن كنّا المتروكين والمهمّشين ومن ثمّ اتُّخِذنا وخُلِّصنا بآلام غير المتألّم. وفي تفسيره لهذا، القديس كيرللس الإسكندري، يقول أن المسيح: “تخلّى عن فهم الآلام وغفرانها”. إن إخلاء الذات عند المسيح الذي بدأ بتجسده بلغ ذروته وهذا ما سُمّي تخلياً.
لقد ركّزنا في التحليل السابق على أنّ في المسيح كانت الطبيعتان الإلهية والبشرية متحدتين بلا تغيّر ولا انفصال ولا انقسام، بحسب تحديد المجمع المسكوني الرابع. هذا يعني أنّهما لم تنفصلا ولم تنقسما ولا حتّى افترقتا ولهذا السبب نحن نشترك في جسد المسيح ودمه. إذاً صرخة المسيح إلى الآب تعبّر عن صرختنا لفقداننا الشركة مع الله بالخطيئة. إلى هذا، لقد تألّم المسيح عنّا.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تعاليم المسيح تغيّر القلب من الداخل
لا ينال (المسيح) نعمة تُوهب له، إنما يمثل الوحدة التي بلا انقسام
إن اتحاد الطبيعة الإلهية والبشرية في أقنوم الكلمة، في رحم العذراء
انفصال يوحنا المعمدان فقد كانت برية يهوذا بيته
الديوفيزيس (الطبيعتان) في اللاهوت الأنطاكي


الساعة الآن 07:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025