منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 02 - 2025, 05:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

تنشئة الأطفال والمجد الباطل

تنشئة الأطفال والمجد الباطل

للقديس يوحنا الذهبي الفم
أهمية تربية الأطفال

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن ذبيحة الشكر التي يُقَدِّمها الآباء لله عن أطفالهم هي أن يقوموا بتربيتهم بما يُسر الله. فلا يضع الآباء في أذهانهم أنهم يقومون بهذا العمل، لكي يسروا الأطفال أو يبتهج والداهم أو بلدهم، بل يسروا أولاً الله نفسه (فصل 90). خلال هذه المَسرَّة يتمتع الكل بالسرور.
ميلاد الطفل هو بركة من عند الله، هبة يُقَدِّمها للوالدين، فيليق بهما أن يُكَرِّساه لله الذي يُحبَّانه ويعرفانه بكونه خالقهما وأباهما. بدون هذا لا يظهران حبهما لله. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن كل طفل يصير بالمعمودية والميرون والإفخارستيا ابنًا لله بالمسيح بواسطة الروح القدس الساكن فيه. فمسئولية الوالدين هي أن يبقى الطفل ابنًا لله، وأن يتبع وصايا المسيح وتعاليمه، وأن يجاهد في فضائل الحياة المسيحية. وقد قَدَّم الذهبي الفم نصائح للوالدين تساعدهما على نمو الطفل مع إزالة العقبات التي تواجه الطفل في نموه، مُقَدِّمًا الجوانب الإيجابية والسلبية.
قد يناسب هذا المقال مدينة أنطاكية في القرن الرابع، لكنه بالحق إذ يحمل فكرًا إنجيليًا، يناسب أيضًا العصر الحالي إلى حدٍ كبيرٍ.
تربية الأطفال عمل مقدس!
يتطلع الذهبي الفم إلى دور الآباء في تربية أطفالهم أنه عمل مقدس، يمارسه الآباء ليُقَدِّموا لله ذبائح شكر موضع سروره وبهجته. يؤكد أنه لا يطلب أن يمارس كل طفلٍ الحياة الرهبانية أو أن يُعد لها، إنما يُعَلِّم الآباء أبناءهم أن "يكونوا وقورين (في الرب) من شبابهم المُبَكِّر" (فصل 19).
إذ يدعوه عملاً مقدسًا، يجعل من الوالدين أن يقتربا إلى أطفالهما، لا منذ ولادتهم بل وهم في البطن كما إلى مقدسات إلهية، بروح التقوى، مسنودين بروح الله القدوس، ليُقَدِّموا لله ما يليق به. إنهم عطية الله، وكلاء عن هذه العطية الفائقة.
v أن يكون (للشخص) أطفال هذا يمس الطبيعة، أما تربيتهم وتعليمهم في الفضائل فهو أمر يخص الفكر والإرادة.
v لا أعني بالالتزام بالتنشئة ألا يُترَك الأطفال يموتون جوعًا فحسب، كما يقف كثيرون عند هذا الحد بخصوص أطفالهم، فإن هذا تُعلِنه الطبيعة نفسها كما بصوت عالٍ، ولا يحتاج إلى كتبٍ أو سننٍ لتعليمه. إنما ما أتكلم عنه هو الاهتمام بقلوب الأطفال والتقوى.
هذا واجب مقدس، من ينتهكه يرتكب بصورة ما جريمة قتل للأطفال.
v هذا الالتزام يخص الآباء كما الأمهات أيضًا.
يوجد آباء يضحون بكل شيءٍ، لكي يؤَّمِنون لأطفالهم معلمين للتمتُّع بالملذَّات، ويجعلون منهم ورثة أغنياء. أما أن يصير الأولاد مسيحيين ويمارسون التقوى، فلا يبالون كثيرًا بهذا.
يا للعمى الذي يُحسَب جريمة!
إنه إهمال سخيف، مسئول عن الارتباك الذي يجعل المجتمع في مرارةٍ.
لنفترض أنك تُعد لهم ممتلكات عظيمة. فإنهم إن كانوا يجهلون كيف يسلكون في حياتهم، فحتمًا لن تدوم هذه الممتلكات معهم. إنها ستتبدد، وتهلك مع أصحابها، ويصير ميراثًا غاية في الخطورة!
v سيكون أبناؤك في غِنَى بما فيه الكفاية على الدوام، إن تَقَبَّلوا منك تنشئة صالحة، قادرة أن تُدَبِّر حياتهم الأخلاقية وسلوكهم. هكذا ليتك لا تجاهد لتجعلهم أغنياء، بل لتجعلهم أتقياء، سادة على أهوائهم، وأغنياء في الفضائل.
عَلِّمهم ألا يُفَكِّروا في احتياجات مخادعة، فيحسبون أنهم يُكرمون حسب مستواهم الزمني (العالمي المادي). راقب بلطفٍ تصرُّفاتهم، ومعارفهم وأصدقاءهم، ولا تتوقَّع أية رحمة تحلُّ من عند الله إن لم تُتَمِّمْ هذا الواجب.

لتقتدوا بالآباء المهتمين بأبنائهم
v لتقتدوا بأيوب الذي كان يهتم باستمرار بأبنائه، وقَدَّمَ ذبائح لأجل الرحمة من أجل أي فعل خاطئ ربما ارتكبوه خفية (أي 1: 5).
لتقتدوا بإبراهيم الذي لم يشغل نفسه بطلب الغنى، مثل انشغاله بحفظ كل عضوٍ في بيته شريعة الله، والذي شهد الرب له. "لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب ليعملوا برَّا وعدلاً" (راجع تك 18: 19).
إذ قارب داود من الموت، أراد أن يترك لسليمان ميراثًا أكيدًا، دعاه ليكرر على مسمعه التعاليم التالية الحكيمة: "لكي يقيم الرب كلامه الذي تكلم به عني قائلاً: إذا حفظ بنوك طريقهم، وسلكوا أمامي بالأمانة من كل قلوبهم، وكل أنفسهم، قال لا يُعدَم لك رجل عن كرسي إسرائيل" (1 مل 2: 4).


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يطلب لنفسه الكرامة والمجد الباطل
تنشئة الأطفال اللائقة
شياطين الزنا والمجد الباطل
الزنى وحب المال والمجد الباطل
الصوم حرية من الذات والمجد الباطل


الساعة الآن 08:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025