"اُنظر عمل الله: لأنه من يقدر على تقديم ما قد عوَّجه؟! في يوم الخير كن بخيرِ، وفي يوم الشر اعتبر. إن الله جعل هذا مع ذاك لكيلا يجد الإنسان شيئًا بعده" [13-14].
يُطالب الجامعة الإنسان أن ينظر عمل الله، قبل أن يعترض أو يتذمر. فإنه لا يستطيع المال ولا الأصدقاء ولا المواهب على تغيير طبيعتنا وإصلاح اعوجاجها وفسادها، لكن الله وحده بحكمته بكونه المخلِّص يعرف كيف يروِّضنا تارة بالبركات الزمنية وأخرى بالتأديبات... وفي كلا الحالتين هو العامل فينا. أنه يجعل هذا مع ذاك، أي يخلط أيام الفرج بالضيق حتى ليستحيل على الإنسان أن يكتشف (يجد) ما سيحدث له بالغد، فيكون دومًا مستعدًا باتكاله على الله مخلصه. بمعنى آخر، من صالحنا أن نقبل حكمة الله القادرة على إصلاح طبيعتنا دون أن نتذمر على الأحداث التي تحل بنا.
أخيرًا يقدم الجامعة خبرته الشخصية في هذا الأمر، فإنه في أيام بُطله، أي في الأيام التي انحرف فيها عن الله لم يكن يدرك لماذا لا يخلص الأبرار من الضيقات بينما يتأنى الله كثيرًا على الأشرار، حتى يبدو كأنه ليس من عدالة وإنصاف.