"إلى فمك بالبوق، كالنسر على بيت الرب" [ع1].
إذ فتح الله عن بصيرة النبي أدرك ما سيحل بالشعب من مرارة بسبب رفضه العلاج من يد طبيبه الحقيقي، فأنَّت نفسه فيه ولم يدري ماذا يفعل، لكن الله أمره أن يمسك بالبوق ويضعه في فمه فقد حان وقت الإنذار. طالبه أن يضرب بالبوق ليجتمع الشعب كله ويرى العدو مهاجمًا كنسر سريع ينقضّ على الفريسة ويحلق في الجو.
لئلا يظن الشعب أن الله لن يسمح لهم بالسبي، لأنه شعب مختار من قبل الله، أكدّ الله نفسه "كالنسر على بيت الرب"، وكأنه يقول: إني أعرف أنكم بيت الله (عب 3: 6) لكنني سمحت للعدو أن ينقضّ عليكم كالنسر لأنكم أفسدتم مقدسي ودنستموه. إنني أحب بيتي وأسكن فيه واحفظه بملائكتي، لكنني أرسل عليه العدو كنسر ينقضّ ليخطف ويحلق، إن تجاسرتم عليَّ واِزدريتم بمقادسي.