رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا تأخرت ؟ كثيرا ً ما نصرخ معاتبين ونقول للرب : لماذا تأخرت ؟ كم صليت بدموع ٍ ، وكم طلبت منك بلجاجة ٍ لكي تأتي الي وتخرجني من هذا المكان أو من هذا الظرف أو من هذا المأزق ، لماذا لم تأتي حين دعوتك ، لماذا تأخرت يا رب ؟ هذا ما حدث تماما ً مع الاختين مريم ومرثا أختي لعازر ، لقد تمنتا أن يأتي يسوع اليهما وأخوهما ما يزال على قيد الحياة لكنه حسب الظاهر تأخر ، فهما تؤمنان ان الرب يسوع يستطيع ان يشفي المريض لكن الامنية لم تتحقق فقد مات لعازر وعندما وصل الرب يسوع الى القبر ، كان رجاءهما قد مات والميت قد انتن . لا شك ان مريم ومرثا عاتبتا الرب في داخلهما وقالتا في نفسيهما : يا سيد اين كنت ؟ ألم نستدعيك ونخبرك ان لعازر الذي تحبه مريض ؟ ألم تصلك رسالتنا ؟ أم انك لم تهتم بالامر ، يا سيد لماذا تأخرت هوذا الذي تحبه قد مات ولا ينفع مجيئك المتأخر . لكن المسيح طمأن الاختين طالبا ً منهما أن يؤمنا به فقط . ربما فكرتا وتهامستا قائلتين : ان كل محاولة ٍ لاسعافه ستفشل ، انه لم يمت منذ دقائق أو حتى منذ ساعات لكنه في القبر منذ اربعة ايام ، قد انتن . نحن نؤمن ان المسيح هو ابن الله لكن حالتنا اصبحت مستعصية والرب تأخر جدا ً . هذه القصة تتكرر ، وتتكرر معنا نحن . كثيرا ً ما نكون كالطفل الذي يريد اللعبة في هذه اللحظة ، ويتأخر الرب ، فنفقد كل بهجة ٍ في الحياة ونركز كل حواسنا على ما نحن فيه وعلى ما نريده ونتوقعه ونصلي بكل ما نملك من قوة ٍ طالبين تحقيق رغبتنا في الوقت المناسب لنا وقد يتأخر الرب ثانية ً . فنفشل وربما يصيبنا اليأس ، قد نقبل الامرلكن بمرارة ، ونستسلم لكن على مضض . ثم يأتي الرب يسوع الى المكان الذي قُبرت فيه اشتياقاتنا وتوقعاتنا ويحس بما يجوز في نفوسنا ويبكي معنا فنجري الى حضنه معاتبين : يا سيد لماذا تأخرت ؟ لماذا لم تتدخل في الوقت المناسب ؟ فيجيبنا بمحبة : يا بني انت لا ترى الصورة َ كاملة ً . انت محصور ٌ فقط في حاضرك ترى فقط الجزء المظلم والظلال الباهتة أما انا فارى الصورة كاملة ً بحاضرها ومستقبلها . اراها جميلة ومتكاملة ، أما هذه القتامة فهي أحد مصادر روعتها . اصبر حتى يأتي الوقت الذي فيه تنقشع الغيوم وتسطع الشمس من جديد . يقول لنا الرب : هل تعتقد انني اغلقت اذني َّ عن صلواتك وتضرعاتك ؟ لا يا بني ، لا يا ابنتي انني حسب وعودي اسير معك خطوة ً بعد الاخرى لكن احيانا ً أغلق الابواب واسمح بالتأخير لان توقيتي لم يحن بعد . هل تظن انني تركت يوسف لمؤامرات اخوته او لافتراء زوجة فوطيفار ؟ هل نسيه ساقي الملك ؟ لا ، انني انا الذي رتبت كل هذه الاحداث حتى يأتي الوقت الذي فيه امهد الهضاب واكسّر مغاليق الحديد وافتح الابواب المغلقة في لحظة " فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ " ( اشعياء 60 : 22 ) آمن فقط إن آمنت ترى مجد الله . ان الهنا المحب والامين لا يتركنا فريسة ً للعواطف لكي تطيح بنا يمنة ويسرى وكأنها هي التي تسيّر سفينة حياتنا لكن لنعلم يقينا ً انه هو ورائها يأمرها لتتحرك ويأمرها لتهدأ وفي كلتا الحالتين تطيعه . فلنصلي معا ً قائلين : يا رب افتح أعيننا لنرى الصورة الجميلة التي تراها انت واذا لم نكن لنراها هبنا ان نؤمن بوجودها لانها بالحقيقة هي موجودة ، يا رب اعن ضعف ايماننا وثبت ثقتنا في شخصك حتى لا تزعزعها رياح الحياة لكن تزيدها رسوخا ً وقوة ً ، آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
زكريا الكاهن| لماذا تأخرت إجابة الرب |
لماذا تأخرت استجابة الصلاة هذه المدة الطويلة؟ |
تأخرت كثيرا فى حبى لك |
من قال تأخرت ... |
يا رب مهما تأخرت معونتك ، |