إنه ربنا يسوع المسيح القدوس، ”الْكَلِمَةُ“ الذي ”صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا“، ”اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ“؛ الابن الأزلي وغرض مسرة قلب الله الأبدي، هو ”حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ“. إنه المُبارك الذي هو في حِضْنِ الآبِ في الأزل، قبل الخليقة، هو الذي تجسد في رِحِم العذراء مريم، ووُلِدَ في مذود بيت لحم، واعتمد في نهر الأردن، وجُرِبَ في البرية، وتجلى على الجبل، وانحنى ليُصلي في جثسيماني، هو الذي سُمِّرَ على الخشبة، ومات ودُفن في قبر، وأُقيم من بين الأموات. وهو بذاته الذي يجلس على عرش العظمة في السماوات.
إنه هو المٌخلِّص الذي أخذ خطايانا على نفسه، عندما كان مُمثلنا على الصليب، وأخذ مكاننا، وتلقى من يد العدل الإلهي كل ما نستحقه. هو الذي حمَلَ كل آثامنا وكل خطايانا وكل تعدياتنا وكل تجاوزاتنا. إنه الذي لم يعرف خطية، ولم يكن له علاقة إطلاقًا بها. هو نفسه الذي مات مكاننا. ذاك المجيد الذي كل حياته الإنسانية كانت رائحة زكية صاعدة إلى عرش الله، هو نفسه سُلِمَ للموت حاملاً كل خطايانا!