معرفتنا بالله وصفاته مطلب يُسرّ قلبه،
عبَّر عنه لإرميا قديما قائلاً: «لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهَذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهَذِهِ أُسَرُّ يَقُولُ الرَّبُّ» (إر9: 23، 24).
ومعرفتنا بالله وصفاته أمر عظيم الأهمية والفائدة ولكنه ليس سهلاً. بادئ ذي بدء علينا أن نعترف ونقر بأن الله وصفاته هما أكبر بما لا يُقاس من إمكانياتنا وقدرتنا المحدودة على الفهم، والكتابة في هذا الموضوع هي محاولة للسباحة في محيط لا يُعبر، ولكن المحاولة ستجعلنا نتحرك في الاتجاه الصحيح، آملين أن تنفتح شهيتنا الروحية حتى ما نُفتن ونُبهر ونُعجب بالله وصفاته، فتتكرَّس حياتنا بالكامل لنعرفه أكثر ونعرفه أفضل.