رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الْمَنّ يمكن أن يُحتقر. فقد اُحتقر في بداية رحلة الشعب من اللَّفيف الذي في وسطهم (عد11: 4-6 ؛ مز106: 14،15) واللَّفيف هم جمع مختلط ويُقصد بهم أُناس من غير بني إسرائيل خرجوا معهم عند خروجهم من أرض مصر، ربما كانوا من عشرائهم أو ارتبطوا بهم بالمصاهرة أو بالصداقة. وكما أُحتقر الْمَنّ في بداية الرحلة، هكذا أيضًا أُحتقر في نهاية الرحلة، ولكن في هذه المرة كان الاحتقار شديدًا «وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين: لماذا أصعدتُمانا من مصر لنموت في البرية؟ لأنه لا خبز ولا ماء. وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف» (عد21: 5). وما أكثر اللَّفيف الآن، في دائرة الاعتراف المسيحي، من المسيحيين الاسميين، المهتمين بأمور هذا العالم وبما نهى الله عن الاهتمام به، والذين لا يفهمون للْمَنّ السماوي معنى، ولا يدركون له قيمة، ولا يقدرون أن يعيشوا عليه، ولا يجدون كفايتهم ولذتهم وشبعهم فيه. بل إنه كلما قاربت رحلة الكنيسة في البرية على نهايتها، كلما كثر «المعلَّمين الكذبة» من القادة الدينيين واللاهوتيين العصريين الذين «يَدسُّون بدع هلاكٍ» (2بط2: 1) ويتهجمون على شخص الرب يسوع المسيح: الْمَنّ السماوي، فيشككون في أزليته ولاهوته، وفى حقيقة ميلاده العذراوي، وفى حقيقة موته الكفاري بديلاً عن الخطاة، ويشككون في حقيقة قيامته في الجسد، وينكرون ما لموته تحت الدينونة الإلهية من قيمة كفارية غير محدودة لكل من يؤمن به، وينكرون أنه يجب أن يملك ويُستعلن مجده للعالم الذي أهانه، ليسترد لنفسه اعتباره، ويضع جميع الأعداء تحت قدميه. |
|