البابا كيرلس هذا الرجل لم يكن إنسانا عاديا ، إندمجت فيه الروح بل تحول إلى روح . ومن كثرة ما إندمج فى الروح صار فى مقدوره وهى موهبة غير عادية كنا نسمع عنها أو نقرأ عنها فى الكتب بالنسبة لبعض الآباء الكبار ، لكن الرجل كان عنده مقدرة وهذه عطية نتيجة مواصلة العبادة، أن روحه كانت تنفذ من جسده مع إتصالها بالجسد ، وهذا ما يمكن أن نسميه بالطفو الروحى ، وكان يذهب إلى أناس فى بيوتهم وهو فى الجسد ، لم يكن حلماً ، ولا رؤية ، كان يذهب بشخصه ، عندنا أمثلة قليلة جدا فى السنكسار لبعض رجال الكنيسة ، هذه أشياء تبدو لبعض الناس أنها خرافة ، لكن لا.. ليست خرافة ، يصل لبعض الناس من فرط العمق الروحانى أنه روح تنطلق من جسده ، تخترق الجسد مع إتصالها به دون أن تنفصل عنه ، لأن الإنفصال معناه الموت . إنما هذه شفافية ، شفافية غير عادية ، الجسد وصل ، تروحن ، الجسد نفسه تروحن وأصبح فى مقدور الروح أنها تغادر الجسد أو تخترق الجسد كما يخترق النور الزجاج .