|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تطهير المعادن والثياب: 21 وَقَالَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ لِرِجَالِ الْجُنْدِ الَّذِينَ ذَهَبُوا لِلْحَرْبِ: «هذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى: 22 اَلذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالْحَدِيدُ وَالْقَصْدِيرُ وَالرَّصَاصُ، 23 كُلُّ مَا يَدْخُلُ النَّارَ، تُجِيزُونَهُ فِي النَّارِ فَيَكُونُ طَاهِرًا، غَيْرَ أَنَّهُ يَتَطَهَّرُ بِمَاءِ النَّجَاسَةِ. وَأَمَّا كُلُّ مَا لاَ يَدْخُلُ النَّارَ فَتُجِيزُونَهُ فِي الْمَاءِ. 24 وَتَغْسِلُونَ ثِيَابَكُمْ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ فَتَكُونُونَ طَاهِرِينَ، وَبَعْدَ ذلِكَ تَدْخُلُونَ الْمَحَلَّةَ». طلب ألِعازار رئيس الكهنة من الجند القادمين من المعركة أن يقدموا المعادن التي يمكن أن تجتاز النار مثل "الذهب والفضة والنحاس والحديد والقصدير والرصاص" (ع 22) لكي يُجيزونه في النار فيكون طاهرًا غير أنه يتطهر بماء النجاسة (الماء الذي يطهّر من النجاسة ع 19)، أما ما لا يدخل في النار فيُجيزونه في الماء. ورجال الحرب أنفسهم إذ لمسوا المديانيّين وقتلوهم يغسلون ثيابهم في اليوم السابع ليتطهروا وعندئذٍ يدخلون المَحَلَّة (ع 24). نلاحظ في هذه الشريعة: أولًا: صورة رمزيّة رائعة لجيش الله الروحي الذي غلب وانتصر على الخطيّة منطلقًا نحو المَحَلَّة الحقيقيّة، أورشليم "مسكن الله مع الناس" (رؤ 21: 3). إنهم ينطلقون نحو عريسهم ليستريحوا معه وفيه في أحضان أبيه القدوس وأعمالهم تتبعهم. يحملون معهم الذهب والفضة والنحاس والحديد والقصدير والرصاص، يحملون معهم ثيابهم وقد غسلوها وبيَّضوها في دم الخروف (رؤ 7: 14). ما هو هذا الذهب الذي اجتاز النار إلاَّ الحياة السماويّة التي انسكبت في حياة المجاهدين خلال الروح القدس الناري. وما هي الفضة إلاَّ الكرازة بكلمة الله التي صُفيت كما بنار سبع مرات (مز 12: 6) وهكذا يدخل المؤمنون إلى المَحَلَّة السماويّة يحملون أتعاب محبتهم، يقدمونها ثمرًا نفيسًا للعريس المتهلل بعروسه المقدسة فيه. أما الثياب المغتسلة بالدم فتشير إلى أجسادنا التي تقوم في يوم الرب العظيم وقد تقدست في دم المسيح لتشارك النفوس إكليلها الأبدي وأمجادها السماويّة. ثانيًا:العجيب أن الشريعة حسبت هؤلاء المجاهدين الذين صارعوا مع الخطيّة وغلبوا أنهم في حالة نجاسة، يلزمهم أن تغتسل ثيابهم في اليوم السابع ليدخلوا المَحَلَّة. كأن الرب أراد أن يؤكد أن جميع المجاهدين -مهما بلغت قامتهم الروحيّة- يتعرّضون للضعف، وهم محتاجون إلى التستر في دم السيد المسيح المطهّر من كل خطيّة. إنهم وإن حُسبوا أبطالًا لكن دخولهم المَحَلَّة لن يكون قانونيًا إلاَّ خلال السيد المسيح الذي يطهّر البشريّة من كل نجاسة. |
|