كان عازف الكمان أي ال(Violin) الشهير Niccolo Paganini يعزف مقطوعة صعبة أمام جمهور كبير في ايطاليا. وبينما هو يعزف إنقطع فجأة أحد أوتار الكمان، لكن Paganini أكمل العزف على ثلاثة أوتار بمهارة خلاّقة. لكن سرعان ما إنقطع الثاني والثالث أيضا، ومع ذلك أكمل Paganini العزف على وتر واحد فقط.
أنهى العازف الشهير مقطوعته، ودوّت اصوات الصفيق في القاعة إعجابا وتقديرا. عندما إنتهى التصفيق، ولعجب الجميع، أومأ Paganini بيده الى قائد الأوركسترا قائلا له : Encore... نظر قائد الأوركسترا الى الجمع بتعجب وهتف قائلا: Paganini مع وتر واحد... ثم إبتدأ Paganini مع الأوركسترا يعزف المقطوعة نفسها من جديد على وتر واحد فقط...
علّق أحد معلّمي الكتاب المقدس قائلا: كلما تقدمت في العمر إزداد إقتناعي أن الحياة هي: عشرة في المائة ما يحدث لنا، وتسعين في المائة كيف نتفاعل مع ما يحدث لنا...
إن هذا بالفعل هو ما حدث لبولس وسيلا وهما في السجن. ضُربا كثيرا، ورُبطت أيديهما وأرجلهما بالسلاسل الحديدية، لكن ذلك لم يثنِ بولس وسيلا أن يسبحا الرب باصوات عالية. وكانت النتيجة أن الرب حرر بولس وسيلا، بل حتى أن حارس السجن آمن بالرب مع جميع أهل بيته.
أخي وأختي، لا تدع معوقات الحياة وضعفك الشخصي أن يكونان عائقا يعطّل عليك أن تمجد الرب في حياتك، وأن تعزف أمامه الحان الشكر والتسبيح التي تليق بشخصه الكريم.
قد تكون هناك أوتارٌ مقطوعة في كمان حياتك. قد تكون قد جُرِحت بسبب علاقة فاشلة. ربما لا تزال تتألم من موت شخص عزيز على قلبك. قد يكون المستقبل المجهول يقلقك، أو وحدة مطبقة تضعفك، لكن تذكّر أنه ولو قُطِعت كل الأوتار، فهناك وترٌ واحدٌ لن ينقطع أبدا، وهو محبة الرب يسوع لك، وقيمتك الغالية في قلب الرب يسوع.
انظر اليه يلمس الأبرص فيشفيه، إسمعه يبكي من أجل لعازر، ويتحنن على الأرملة التي فقدت ابنها الوحيد، حتى الأطفال والأولاد إهتم بهم... ثم أنظر اليه مثبتا وجهه نحو اورشليم. أنظر اليه والجنود الرومان يدقّون المسامير في يديه ورجليه، وانظر اليه قائلا: ليس لأحد حبٌ أعظم من هذا... أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبائه، ثم أنظر اليه ينكس الرأس ويسلم الروح، حتى يكونَ لكَ حياة ويكونَ لك أفضل...
حتى وان انقطعت كل الأوتار، ستبقى محبة الرب يسوع لك التي لا يستطيع أحدٌ أن يغيّرها أو أن يقلل من شأنها. حتى وأن قَطَعت أنت الأوتار بنفسك، فلن تستطيع أن تفعل شيئا يقلل من محبة الرب يسوع لك.
صلاتنا من أجلك هي أن تؤمن بذلك قولا وفعلا، وأن تسبّح الرب وتشكره في كل حين ومن أجل كل شيء.