"يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه" فتشير إلى بذل يسوع نفسه في سبيلنا نحن الخاطئين كما جاء في تعليم الرَّسول بولس: " لَمَّا كُنَّا لاَ نَزالُ ضُعَفاء، ماتَ المسيحُ في الوَقْتِ المُحدَّدِ مِن أَجْلِ قَوْمٍ كافِرين، ولا يَكادُ يَموتُ أَحَدٌ مِن أَجْلِ امرِئٍ بارّ، ورُبَّما جَرُؤَ أَحَدٌ أَن يَموتَ مِن أَجْلِ امرِئٍ صالِح. أَمَّا اللهُ فقَد دَلَّ على مَحبتِّهِ لَنا بِأَنَّ المسيحَ قد ماتَ مِن أَجْلِنا إِذ كُنَّا خاطِئين " (رومة 5: 6-8)، فغاية المَحَبَّة أن يضع الإنسان نفسه فدية عن الآخرين، وهذا ما عمله المسيح ليلة موته على صليب الجلجلة، كما ورد في تعليم يوحنا الرَّسول: "ِإنَّما عَرَفْنا المَحَبَّة بِأَنَّ ذاكَ قد بَذَلَ نفْسَه في سَبيلنِا. فعلَينا نَحنُ أَيضًا أَن نَبذُلَ نُفوسَنا في سَبيلِ إِخوَتِنا" (1 يوحنا 3: 16)؛ وهذه المَحَبَّة تحثُّنا أن نبذل نفوسنا للآخرين على مثال مَحَبَّة المسيح لنا. ولا يستطيع أحد أن يُحبَّ صديقه أكثر من الذي يضع نفسه وحياته وكل ما لديه من لأجله.