رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذا حَفِظتُم وَصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي كَما أَنِّي حَفِظتُ وَصايا أَبي وأَثبُتُ في مَحَبَّتِه "فَرَحي" فتشير إلى البهجة والسُّرور وانشراح الصَّدر والرِّضى، وثمرة الفصح (يوحنا 20: 20). وهو ثَمرة من ثِمار الرُّوح القُدس (غلاطية 5: 22)، وعلامة مميَّزة لملكوت الله (رومة 14: 17)، وفي الكتاب المقدس ينحصر معناه غالبًا في السُّرور الدِّيني (عزرا 6: 16). وقلَّما يكون في السُّرور الدَّنيوي (1 صموئيل 18: 6) ويعلق الطُّوباويّ يوحنّا هنري نيومان " فَرَح الرُّسل لم يكن "كما يُعْطي العالَم " (يوحنا 14: 27)، بل كان الفَرَح الذي يُعطيه هو، والنَّابع من الألم والحزن". وهذا الفَرَح يأتي من العلاقة الثّابتة مع يسوع المسيح من خلال الإصغاء إلى كلامه (يوحنا 3: 29)، ويتغذَّى بالصَّلاة والشُّكر المتواصلين (1 تسالونيقي 5: 16). إنّه فَرَح نقيٌ ثابتٌ ودائمٌ، تخلقه في النَّفس مَحَبَّة الله ومَحَبَّة يسوع المخلص، كما يقول النَّبي حبقوق "أمَّا أَنا فأَتهَلَّلُ بِالرَّبَّ وأَبتَهِجُ بإِلهِ خَلاصي" (حبقوق 3: 18)، ويتجاوز هذا الفَرَح تقلبات الظُّروف، ويكمن في مَحَبَّة يسوع لنا ومحبتنا له. وقد قدَّم يسوع القائم من بين الأموات هذا الفَرَح للتلاميذ الذين يحيون الحياة الجديدة علمًا أنَّ الفَرَح في العهد القديم مُرتبط بالخلاص، كما ترنَّم صاحب المزامير "أردُدْ لي سُرورَ خَلاصِكَ" (مزمور51: 14). وفي هذا الشَأن أيضًا يقول النَّبي أشعيا: "أُسَرُّ سُرورًا في الرَّبّ وتَبتَهِجُ نَفْسي في إِلهي لِأَنَّه البَسَني ثِيابَ الخَلاص" (أشعيا 61: 10) ويقول القدِّيس يوحنا الذهبي الفم: "الفَرَح بالرَّب". فالفَرَح هو علامة الحياة وميزة الخلاص والسَّلام في نهاية الأزمنة (أشعيا 9: 2). ويعلق القدِّيس فرنسيس في خبرته الخاصة "في مواجهةِ مكائدِ العدوّ وحيَلِه جميعِها، يبقى التَّحلّي بروح الفَرَح أداة الدِّفاع المثلى التي أتسلّحُ بها. إذ يقفُ إبليسُ عاجزًا أمام خادم المسيح الممتلئ فَرَحا وحبورًا مقدّسًا، إلاّ أنّ النَّفسَ المغتمّة والكئيبة تنقادُ بسهولة إلى مشاعر الحزن وتستأثرُ بها المَلذّات والأهواء الزائفة". |
|