منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 09 - 2012, 10:04 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم

اللاويين

الأصحاح الحادى عشر تفسير سفر اللاويين




الإصحاح الحادى عشر

الآيات 1-8:- و كلم الرب موسى وهرaن قائلا لهما. كلما بني إسرائيل قائلين هذه هي الحيوانات التي تاكلونها من جميع البهائم التي على الارض. كل ما شق ظلفا وقسمه ظلفين ويجتر من البهائم فاياه تاكلون. الا هذه فلا تاكلوها مما يجتر ومما يشق الظلف الجمل لانه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم. والوبر لانه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم. والارنب لانه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم. و الخنزير لانه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم. من لحمها لا تاكلوا وجثثها لا تلمسوا انها نجسة لكم.



الحيوانات المحللة والمحرمة

يقسم اليهود الحيوانات إلى أربعة أقسام 1- البرية 2- المائية 3- الهوائية 4- السربية الهوامية (جماعات من الهوام والحشرات)

ونجد في التقسيمات الموجودة هنا أن الله لا يهتم بالجانب العلمى بل ما يلاحظه الناس. لأنه كما قلنا إن الله يطلب من الشعب الملاحظة والتأمل فمثلًا:-

أ‌- يوضع الخفاش مع الطيور مع أنه حيوان لكنه يطير. فالناس تراه يطير. لكن وُضِع آخِر الطيور ربما ليشير أنه ليس بطير بل يشبه الطيور

ب‌-يوضع الوبر والأرانب مع الحيوانات التي تجتر مع أنها لا تجتر لكنها تحرك شفتيها دائمًا كمن تجتر، فهذا ما يبدو للناس. وكأن الله يريد أن يقول أنا ما أهتم به هو الداخل أي القلب وليس ما تصنعه الشفتين "هذا الشعب يسبحنى بشفتيه فقط، أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا" المعنى الله لا يقبل الرياء أش 29: 13

والله طالب الشعب بأن يأكل الحيوانات التي هى 1) مشقوقة الظلف 2) مجترة

وهذه الحيوانات تتصف بأنها ليست من آكلات اللحوم بل تتغذى على الحشائش. إذًا

أول صفة للحيوان الطاهر أنه لا يأكل حيوان أخيه:- أي لا يظلم وغير متوحش

ثانى صفة للحيوان الطاهر أنه مشقوق الظلف:- والظلف هو جسم ميت في الحيوان وهذا يشير إلى شق ماهو ميت فينا أي الجسد والمعنى صلب شهوات الجسد

ثالث صفة للحيوان الطاهر أنه يجتر:- وهذا يشير للهج الدائم والتأمل المستمر في كلمة الله والإجترار هو إعادة الطعام للفك ومضغه جيدًا. فالحيوان يأكل كمية ضخمة أولًا ويبلعها ثم يستعيد جزء منها ويعيد مضغه جيدًا ثم يبلعه ثانية. ويقول البعض أن الإجترار فيه فائدة للحيوان فاللعاب يلاشى تأثير بعض السموم التي في الطعام وهذا ما أشار إليه القديسون أن نحفظ كل يوم الآيات ونلهج فيها طول النهار هذا ما يعطى غذاء للروح وشبع روحي "خبأت كلامك في قلبى لكيلا أخطئ إليك بوصايك ألهج وألاحظ سبلك مز 119: 11، 15". وراجع حز 2: 8 - 3: 3 فهنا نجد حزقيال يأكل كلام الله. وهكذا فعل يوحنا (رؤ 10: 9) وأرميا (15: 16) وداود (مز 119: 103). أما عن شق الظلف (جزء ميت كالأظافر) فكان يجب أن يكون الشق كاملًا من أعلى إلى أسفل. وكون أن المشقوق هو الظلف فهذا يعنى طريقة سير المسيحي وهي صلب أهوائه مع شهواته وهذا ما يرسم له ويحدد سلوكه.

وبتأمل هذه الصفات للحيوانات الطاهرة نفهم صفات المسيحي الطاهر أمام الله فهو يتغذى على مراعي كلمة الله الخضراء وليس على لحم إخوته أي لا يظلمهم. وهو يجتر كلمة الله طول النهار ويلهج فيها ليهضم ما تناوله منها ويكون له قوة للسلوك في طريق الله وتغيير طباعه والإقلاع عن عاداته الرديئة وبذلك نجد إقتران الحياة الداخلية (اللهج أو الإجترار) بالحياة الخارجية (الظلف أو السلوك)

وكان لا يجب أكل حيوان يجتر لكنه لا يشق الظلف أو العكس فمثلًا الجمل والأرنب والوبر تجتر أو تبدو هكذا لكنها غير مشقوقة الظلف والخنزير له الظلف المشقوق ولكنه لا يجتر. فالله لا يقبل مظاهر بدون حياة داخلية فهذا رياء، ولا يوجد حياة داخلية دون أن يصاحبها سلوك.



أمثلة للحيوانات النجسة

كان الهنود والمصريين يمنعون أكل الجمل ويقولون أنه يصيب آكله بالقساوة والحقد وحب الانتقام فهذه صفاته. ولا نقصد القول أن من يأكل لحمه تصيبه صفاته، لكن كما قلنا أن على اليهودى التأمل في صفات الحيوان النجس وأن يمتنع عن مثل هذه الصفات حتى لا يكون هو نجسًا أيضًا. والوبر والأرنب يمثلان الرياء فهما يبدوان كحيوانين مجترين لكنهم غير ذلك. وبعض الحيوانات غير الطاهرة كانت تتعرض لأمراض تنقلها للإنسان فالخنزير يصيب الإنسان بالدود والأرنب بنوع من الجدرى وقد دلت الإحصاءات أن الشعب اليهودى كان أقل من غيره في الأوبئة مثل الطاعون والكوليرا وكان متوسط أعمارهم أكبر من باقي الشعوب. وربما يرى اليهودى الأرنب في جبنه ويتعلم أنه كمؤمن بالله لا يجب أن يخاف فالله يحميه. والوبر يُعرف بأنه شرس وبغضته مؤذية.



نجاسة الخنازير

يرمز للشره في الأكل والدنس والنهم. والخنزير يرمز لكثرة الكلام (بسبب ضجيجه المستمر) ولنهمه الدنس وتهوره في العلاقات الجنسية بطريقة دنسه شهوانية فاسقة كما أنه يتمرغ في الوحل. يأخذ في الصراخ إذا جاع ولا يهدأ إلا لو نال أكله من جديد. له نابان قويان يضرب بهما خصمه وهو شديد المكر والشراسة يتظاهر بالهروب أمام مطارديه حتى إن كان مطارده يركب حصانًا فإذا ما تعب مطارده كر عليه راجعًا وضربه بنابه ليقتله مت 7: 6. وكأن الوحي حين يمنع أكل الخنزير يمنع اليهودي عن مثل هذه التصرفات. ونهاية الخنزير يسمن للذبح والهلاك. هذه نهاية الشهوانيون النهمون وفي أيام المسيح كان البعض يرعى الخنازير لا لأكلها بل لبيعها لليونان وللجيش الروماني. وكان هؤلاء الرعاة يمثلون الإنسان محب المال على حساب طهارتهم ونقاوتهم، لذلك أعطى الرب درسًا لرعاة خنازير كورة الجرجسييم حينما سمح للشياطين أن تخرج من المجنونين وتدخل في القطيع فإندفع كله من على الجرف للبحر ومات في المياه وليظهر الله نجاسة الخطية شبه مصير الابن الضال بأنه أكل مع الخنازير.

جثثها لا تلمسوا = الموت مقترن بالخطية والعقوبة واللعنة فهو دخل بسبب الخطية وهناك حكمة صحية فالحيوان الميت يبدأ في التحلل والتعفن ويصبح مأوى للجراثيم.



الآيات 9-12:- و هذا تاكلونه من جميع ما في المياه كل ما له زعانف وحرشف في المياه في البحار وفي الانهار فاياه تاكلون. لكن كل ما ليس له زعانف وحرشف في البحار وفي الانهار من كل دبيب في المياه ومن كل نفس حية في المياه فهو مكروه لكم. ومكروها يكون لكم من لحمه لا تاكلوا وجثته تكرهون. كل ما ليس له زعانف وحرشف في المياه فهو مكروه لكم.

الحيوانات المائية تعلن عن حاجة المؤمن إلى وسائط النعمة المختلفة من أسرار مقدسة وصلوات ومطانيات حتى يمارس الحياة الإيمانية العملية في الرب. ولا نكتفى بالإيمان العقلى أو الإمتناع العقلى.

والشرط هنا لتكون السمكة طاهرة أن تكون لها زعانف تساعدها على السباحة في الماء وحرشف أي قشور أو فلوس يحميها من البيئة التي تحيط بها. والزعانف والحرشف هذه هي وسائط النعمة التي تسند المؤمن ليسبح وسط مياه هذا العالم ووسط تياراته المختلفة بفعل روح الله الساكن فيه دون أن تجرفه التيارات المائية أما الحرشف هو عمل وسائط النعمة في أن تحميه بالرب من كل مقاومة للشر ضده. ونجد في مثل السيد المسيح مت 13: 48 أن الصيادين يجلسون ليميزوا السمك الطاهر من النجس. وهذا ما كان الصيادين يفعلونه فعلًا فالشبكة تصطاد أي شئ. ومعلوم أن كل الأسماك ذات الزعانف والقشور هي أسماك صالحة للأكل ولا شك فيها، أما الأخرى فبعضها صالح للأكل وبعضها سام لا يؤكل وعليهم تجنب كل المشكوك فيه. وهكذا علينا في الأمور التي فيها شك تجنبها كلية دون مخاطرة وهكذا قال بولس الرسول لن آكل لحمًا 1كو 8: 13

ويلاحظ أنه يقول يكون مكروه لكم وهذه تناظر كلمة نجس كأن الله يطلب أن نكره الخطية






الآيات 13-19:- و هذه تكرهونها من الطيور لا تؤكل انها مكروهة النسر والانوق والعقاب. والحداة والباشق على اجناسه. وكل غراب على اجناسه. والنعامة والظليم والساف والباز على اجناسه. والبوم والغواص والكركي. والبجع والقوق والرخم. واللقلق و الببغا على اجناسه والهدهد والخفاش.



الطيور

إن كانت الحيوانات الطاهرة تشير لإرتباطنا بكلمة الله والإيمان الحي فينا الظاهر في سلوكنا. والحيوانات البحرية تكشف عن الحاجة إلى وسائط النعمة. فإن الطيور تعلن عن الحاجة إلى السلوك العملى نحو إخوتنا. فالطيور التي تؤكل صفاتها

1- لها أجنحة وتحلق في السمويات بها.فهى لا تهتم بالأرضيات.

2- لا تأكل الجيف والقاذورات

3- لا تأكل اللحوم ولا تخطف وتشير لمن يحيا في سلام مع إخوته وليس بالدم يعيش.

4- لا تأكل أشياء نجسة مثل الثعابين والمعنى أن المؤمن الطاهر لا يعاشر الخطاة ولا يعيش على الخطية كما يأكل الثعبان طين الأرض.

5- أن تكون طيور طاهرة مثل الحمام واليمام وهذه تعتبر ضعيفة جدًا بالنسبة للطيور القوية ولكنها طاهرة والطيور القوية نجسة

6- لا علاقة لها بالأوثان فبعض الطيور الممنوعة قدستها الشعوب للأوثان أو كان لها علاقة بالتفاؤل والتشائم كالبوم مثلًا وهذا ممنوع للمؤمن

7- لا تعرف بأنها طيور تنقض على فريستها وتلتهمها (الهراطقة يخطفون المؤمنين)

وهذه الصفات التي يريدها الله أن تكون في شعبه



أنواع الطيور الممنوعة

1- النسر :- يسمى ملك الطيور بسبب قوته وضخامته مع حدة بصره وإرتفاعه عاليًا في طيرانه. وعرفت النسور برعايتها الفائقة لصغارها، إذ تحوم حولها حتى تقدر النسور الصغيرة على الطيران (خر 19: 4) لذلك يشبه الكتاب المقدس الله في محبته ورعايته بالنسر تث 32: 11. ويشبه المؤمن بالنسر مز 103: 5 لأن النسر يعمر طويلًا. وأحد الكاروبين له شكل النسر. وإنجيل يوحنا الذي يحدثنا عن لاهوت المسيح يرمز له بالنسر. ولكن لأن النسر في نفس الوقت رمز للعنف والسرعة في الخطف إعتبر نجسًا لا يأكلوه. بل شبهت الأمم المعادية لهم بالنسر لأنها ستقوم بإختطاف أولادهم في السبى حب 1 : 8 + تث 28: 49، 50. ونفس الشئ حدث مع الأسد. فالمسيح شبه بالأسد "هوذا الأسد الخارج من سبط يهوذا" والشيطان شبه بالأسد الزائر الذي يلتمس من يبتلعه. والنسر له عادة لطيفة فهو يأخذ صغاره على جناحيه ويطير عاليًا ويهبط فجأة تاركًا صغاره ليتعلموا الطيران ولكن عينيه تكون عليهم فإذ يخوروا يأخذهم على جناحيه ثانيًا. وهكذا فالله يعلمنا أن نجاهد لنحلق في السماويات هازمين عدو الخير، لكن في بعض الأحيان يبدو أنه قد تركنا لكن عيناه تكون علينا دائمًا.

2- الأنوق:- يسمى كاسر العظام فهو يجد لذته في كسر عظام الحيوانات التي سبق وأكلتها الجوارح من قبل بأن يحملها عاليًا ويلقيها على الصخور فتنكسر ليأكل نخاعها

3- العقاب :- من الطيور الكاسرة ويتغذى على الجيف

4- الحدأة:- من الجوارح ولونها أسود

5- الباسق :- تشبه الحدأة ومن الجوارح وتكثر الصياح والصراخ

6- الغراب :- يسمونه طائر الليل لشدة سواده وهذا معنى أسمه فى العبرية راجع نش 5: 11. يأكل الجيف لذلك لم يرجع لفلك نوح. ومن شراهته يملأ الجو نعيبًا إذا جاع. وهو مغرم بتقوير عين فريسته. ولذلك كان من الإعجاز الذي قصده الله أن غرابًا يطعم إيليا النبي والأنبا بولا. وإذ أن أفراخه يكون لونها أبيض يخاف منها ويتركها ولا يطعمها، لكن الله ( الذى يعطى طعامًا لفراخ الغربان مز 9:147) أعطى أن تفرز هذه الفراخ سائل له رائحة تجذب الحشرات فتتغذى الفراخ عليها حتى يسود لونها فيعود لها والديها.

7- النعامة :- معروفة بالرعونة والجفاء. هي تضع بيضها ثم تضعه في صف وتحضن كل بيضة مدة وتتركها لتحضن غيرها. غير أنها وصفت بالحمق لأنها تنسى بيضها وتحضن بيض غيرها، ولأنها لا تصنع عشًا تضع فيه بيضها ولأنها تدفن رأسها في الرمال حين ترى الصياد وصوتها كالصراخ والنحيب

8- الظليم :- ذكر النعام

9- السأف :- يقتات على الأسماك والحشرات والجيف

10-الباز :- من الجوارح ويأكل لحم بنى جنسه حتى إن كانت زوجته أو والديه
11-البوم :- تسكن الخرائب والصخور وتختفي بالنهار وتظهر بالليل وتأكل الفئران
والحشرات وتهاجم الطيور في أعشاشها وتفترسها وتأكل بيضها وأفراخها.
12-الغواص :- وهو طائر يغوص في الماء ويصطاد السمك ليأكله. وقال أحدهم أنه رأى
طائر غواص وقد أصطاد سمكة وخرج بها من الماء فخطفها منه غراب فغاص ثانية
وخرج ومعه سمكة فخطفها منه الغراب وتكرر هذا لمرة ثالثة فلما أنتهى الغراب من
الثالثة هاجمه الغواص وأمسك برجله وغاص به في الماء حتى غرق الغراب فالغواص له قدرة علي البقاء تحت الماء لفترات طويلة.

13-الكركى :- له صياح كصياح البوم ويعيش في الأماكن القذرة والكهوف والخرائب
14-البجع :- يتغذى على الأسماك والضفادع ومنه أنواع سوداء وكريهة الرائحة
15-القوق :- يسكن البرارى والخرائب
16-الرحم :- اسمه مشتق من كلمة رحمة فهو مشهور بالعطف على صغاره ولكنه يسكن
الخرائب ويأكل الحشرات والجيف فهو يشير للإنسان الذي يختلط فيه أعمال البر وأعمال الشر
17-اللقلق :- له جناحان لونهما أسود وقويان (زك 5: 9) يعيش على الضفادع والحشرات وإن لم يجد ما يقتات به منهما يقتات على القاذورات
18-الببغاء :- يكرر كلام الناس دون أن يدرى معناه. ومعنى اسمه في العبرية غضوب أوقاس
ويأكل الهوام والفئران لذلك إعتبر نجسًا.
19-الهدهد :- يدعى إسمه فى العبرية dukiphath وهذه قد تنقسم إلى دوك (بمعنى ديك) + فت (بمعنى زبل) ويكون معنى اسمه ديك الزبل أو دو (ذو) + كيفا (الصخر) ويكون معنى اسمه ذو الصخر. فهو يبنى أعشاشه في الصخور وفي الزبل ولذلك فهو كريه الرائحة في أثناء فترة إحتضانه للبيض (أسبوع). ويأكل أحشاء الجيف ونفايات الطعام ومن مميزاته أنه لو ماتت زوجته يظل يصيح ويقلل أكله ولا يتزوج بغيرها إلى أن يموت
20-الخفاش :- هو حيوان ثديي لا يبصر جيدًا في النور الساطع لذلك يختفى في النهار ويبصر جيدًا في النور الضعيف لذلك فهو يطير في بداية الليل ليصطاد الهوام كالذباب والبعوض ليأكلها. وهو لا يبصر في الظلام الحالك ومع ذلك لا يصطدم لأنه يرسل أصواتًا تصطدم بالأجسام التي في طريقه وترتد له فلا يصطدم بها. ومنه أخذت فكرة الرادار. وهو يسكن الأماكن القذرة والكهوف وهو كريه الرائحة


الآيات 20-23:- و كل دبيب الطير الماشي على اربع فهو مكروه لكم. الا هذا تاكلونه من جميع دبيب الطير الماشي على اربع ما له كراعان فوق رجليه يثب بهما على الارض. هذا منه تاكلون الجراد على اجناسه والدبا على اجناسه والحرجوان على اجناسه والجندب على اجناسه. لكن سائر دبيب الطير الذي له اربع ارجل فهو مكروه لكم.



الحشرات والهوام

وأسماها دبيب الطير. فهي تطير وتزحف وقوله الماشى على أربع = أي ما يمشى على أرجله كذوات الأربع. إذًا المقصود بدبيب الطير الحشرات التي لها أجنحة وتطير وفي نفس الوقت لها أرجل تسير بها علي الأرض. وفي هذا تختلف عن قوله دبيب فقط (آية 29) فهنا يشير لما يدب على الأرض فقط وليس له أجنحة. والحشرات بوجه عام مكروهة، أي يجب الإمتناع عنها ما عدا أربع أنواع وهى الجراد والدبا والحرجوان والجندب. وجميعها من أنواع الجراد، والدبا هو الجراد عند خروجه من بيضه. والجراد له ستة أرجل. والحرجوان هو نوع كبير من الجراد ذو سنام وذنب والجندب اسمه في العبرانية حجب لأنه يستر ويغطى الأرض ويتلف الحقول وهو ذو ذنب وبلا سنام. والحرجوان لأن جسمه كبير يثب ولا يطير.

وقد حلل أكل الحشرات الطيارة التى لها كراعان أي ساقان أو كارعان والمقصود بهما أن الرجلين الخلفيتين أطول من الأماميتين لأن بهما ساقين طويلتين. وكأن الرجل الخلفية تتكون من ثلاثة أجزاء:- جزء يقابل الفخذ في الحيوان وجزء يقابل الساق (الكراع) وجزء يقابل القدم وهذا التركيب يساعد على القفز.

وبذلك نفهم أن الجراد ينطبق عليه هذه المواصفات فهو له أربع أرجل مقدمة + رجلان (كراعان) للقفز + أجنحة للطيران. وهذا معنى دبيب الطير الماشى على أربع وما له كراعان يثب بهما. وقوله إلا هذا لا تأكلونه أن كل الحشرات يمنع أكلها إلا ما ينطبق عليه هذه المواصفات.



الآيات 24-28:- من هذه تتنجسون كل من مس جثثها يكون نجسا إلى المساء. وكل من حمل من جثثها يغسل ثيابه ويكون نجسا الى المساء. وجميع البهائم التي لها ظلف ولكن لا تشقه شقا أو لا تجتر فهي نجسة لكم كل من مسها يكون نجسا. وكل ما يمشي على كفوفه من جميع الحيوانات الماشية على اربع فهو نجس لكم كل من مس جثثها يكون نجسا إلى المساء. ومن حمل جثثها يغسل ثيابه ويكون نجسا إلى المساء انها نجسة لكم.



لمس الحيوانات الميتة نجاسة

من هذه تتنجسون = أي أن لمس ما يأتي يسبب نجاسة. ونلاحظ أنه كمبدأ عام فالموت يعتبر نجاسة، لأنه ناشئ عن الخطية والتلامس مع ميت رمزيًا يشير للتلامس مع الخطية أو معاشرة الخطاة. فإذا كان الميت حيوان نجس تأكدت النجاسة. أضف لهذا السبب الطبى وهو احتمال نقل عدوى من الجثث.فالله أقام من نفسه طبيبًا لهذا الشعب الجاهل. هو كان لهم كل شيء.

ونلاحظ هنا تدرج النجاسة فمن مس جثتها فقط يصير نجسًا إلى المساء ولكن من حملها (ربما يحمل جثة إلى خارج المحلة) هذا يتنجس أكثر ويضطر لغسل ثيابه وهذا يشير إلى احتياجه للماء للغسل والتطهير. فمن مس فقط هذا يشير لمن يلمس بدون علم ولكن من حمل فهو يعلم أنها خطية وإرتكبها، هذا يحتاج للتطهير والتوبة (غسل بالماء)

كل ما يمشى على كفوفه = الكفوف تعنى البراثن أي كل الحيوانات التي أطرافها ذوات أصابع أو براثن كالأسد والدب والقرد والذئب والهر والكلب.... الخ

والنجس حتى المساء = هو ممنوع أن يدخل بيت الرب أو يخالط الأطهار أويأكل من الذبائح أو يمس شيئًا مقدسًا.



الآيات 29، 30:- و هذا هو النجس لكم من الدبيب الذي يدب على الأرض ابن عرس والفار والضب على اجناسه. والحرذون و الورل والوزغة والعظاية والحرباء.

الدبيب نجد هنا الدبابات النجسة. فأكلها ينجس ومس جثثها ينجس

1- إبن عرس :- شكله كالنمس يفترس الفئران والحيوانات الصغيرة ويأكل الجيف كما يؤذى الأطفال الصغار ويخطف الأشياء اللامعة كالنقود ويخفيها في جحره

2- الفأر :- مخرب للغاية ويحمل الأوبئة ويهاجم الكتب ويفسدها ويفسد الطعام ويسرقه

3- الضب :- حيوان برى يشبه التمساح يسكن البرارى ويتلون بحسب البيئة التى يوجد فيها.

4- الوزغة :- اسمها بالعبرية لطاه من لطأ بالأرض ومعناها لصق بالأرض

5- الحرذون:- ومعنى اسمه صراخ وعويل ونواح وهو يشبه البرص وعلى ظهره بقع بيضاء كالبرص (ولذلك يسمونه أبى بريص)

6- الورل :- قريب جدًا من الحرباء ويتلون حسب البيئة ولا يبنى لنفسه بيتًا بل يغتصب بيوت الآخرين

7- العظاية :- نوع من الوزغ شكلها يقارب الحرباء



الآيات 31-40:- هذه هي النجسة لكم من كل الدبيب كل من مسها بعد موتها يكون نجسا إلى المساء. وكل ما وقع عليه واحد منها بعد موتها يكون نجسا من كل متاع خشب أو ثوب أو جلد أو بلاس كل متاع يعمل به عمل يلقى في الماء ويكون نجسا إلى المساء ثم يطهر. وكل متاع خزف وقع فيه منها فكل ما فيه يتنجس واما هو فتكسرونه. ما ياتي عليه ماء من كل طعام يؤكل يكون نجسا وكل شراب يشرب في كل متاع يكون نجسا. وكل ما وقع عليه واحدة من جثثها يكون نجسا التنور والموقدة يهدمان انها نجسة وتكون نجسة لكم. الا العين والبئر مجتمعي الماء تكونان طاهرتين لكن ما مس جثثها يكون نجسا. واذا وقعت واحدة من جثثها على شيء من بزر زرع يزرع فهو طاهر. لكن اذا جعل ماء على بزر فوقع عليه واحدة من جثثها فانه نجس لكم. واذا مات واحد من البهائم التي هي طعام لكم فمن مس جثته يكون نجسا إلى المساء. ومن اكل من جثته يغسل ثيابه ويكون نجسا إلى المساء ومن حمل جثته يغسل ثيابه و يكون نجسا إلى المساء.



مس جثث الدبيب ينجس

من مس جثث أي من هذا الدبيب يتنجس إلى المساء والسبب أن الدبيب الذي يدب على الأرض ملتصق بالطين والأرض والله يريد شعبه أن يرفع عينيه للسماء ويترجاها وتكون صفاته سماوية. أضف لهذا أن الموت نجس ويساوى الخطية. والسبب الصحى الطبى آية (32) إذا سقطت جثة أحدها على إناء يمكن غسله كإناء خشب أو ثياب من الصوف أو الكتان أو الجلد يجب أن تغسل ولا يستعمل حتى المساء حتى يطهر من أي احتمال للعدوى والبلاس = قماش مصنوع من شعر المعزى أو غيره كمسوح آية (33) إن سقطت الجثة في أناء خزف يكسرونه، فالميكروبات يمكن أن تتسلل إلى مسامه. والآنية الخزفية تشير للإنسان فهي من طين الأرض والإنسان من طين الأرض وهي ضعيفة والإنسان ضعيف (2كو 4: 7 + أر 18، 19). فإذا فسد الإنسان وكان لا أمل في توبته يكسر أي يهلك. فلا يوجد سوى طريقتين

أ‌- متاع يمكن غسله بالماء، إذًا يغسل ويتطهر (إشارة لإمكانية التوبة)

ب‌-متاع أو إناء خزفى لا يمكن غسله يكسر (إشارة لهلاكه)

فلنقدم توبة ونغتسل من خطايانا لئلا نهلك.

آية (34) إن سقط على طعام به سائل كالماء أو الزيت لا يؤكل، واليهود فهموا أن قوله ماء هنا مقصود به إعداد الطعام بالماء أو أي سوائل كالزيت.

آية (35) تنور = تن + نور وكلمة تن = مخبز أو أتون ونور تعنى نار إذًا تنور تعنى فرن. ولو سقط على الفرن يهدم ويعاد بناؤه فهو لا يمكن غسله.

آية (36) لو سقط على عين أو بئر مجتمعى المياه = تكونان طاهرتين لأن ماءهما متجدد ويكتفى بنزح الماء منها حيث سقطت الجثة.

وقارن هذه الآية مع آية (34) ففي (34) الجثة سقطت على ماء راكد داخل إناء فيتنجس الإناء ولكن إذا سقطت على ماء جارى لا يتنجس. فالخطية إذا أصابت إنسان لا يعطى فرصة للروح أن يعمل فيه تنجسه الخطية ومن تصيبه خطية لكن يعطى فرصة للروح القدس أن يبكته فيتوب هذا لا يتنجس. الماء الجارى يشير لعمل الروح القدس المستمر في تجديد طبيعة الإنسان= "روحك القدوس جدده في أحشائنا "

الآيات (37، 38) إن سقط على بذور جافة لا تحسب نجاسة أما إذا كانت البذور مبللة فلا تستخدم. فالزرع والنبات الحي كالماء المتجدد لأنه ينمو إذًا هو حى لا يتنجس وهو يستمد دائمًا مواد جديدة من التربة والهواء لأن له جذور هكذا كل من يشرب من الماء الذي يعطيه المسيح أي يستمد قوة تطهير مستمرة من الروح القدس هذا لا يتنجس. أما لو وضع البذور في أناء ووضع عليه ماء ثم سقط عليه جثة نجسة يتنجس فالماء هنا يساعد على تفتيح البذور فتصبح عرضة للتلوث مثل من تفتحت حواسه لخطايا العالم.

آية (39) حتى الحيوانات الطاهرة لو ماتت تصبح نجسة. هذا يعنى لو ماتت بطريق غير الذبح. فالموت يشير للخطية كما قلنا.

آية (40) ومن أكل من جثته = يعنى من أكل دون أن يعلم أنه ميت فإن من يأكل جثة حيوان مات بغير طريق الذبح تقطع تلك النفس تث 14: 21.



الآيات 41-45:- و كل دبيب يدب على الأرض فهو مكروه لا يؤكل. كل ما يمشي على بطنه وكل ما يمشي على اربع مع كل ما كثرت ارجله من كل دبيب يدب على الأرض لا تاكلوه لانه مكروه. لا تدنسوا انفسكم بدبيب يدب ولا تتنجسوا به ولا تكونوا به نجسين. اني انا الرب الهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لاني انا قدوس ولا تنجسوا انفسكم بدبيب يدب على الارض. اني انا الرب الذي اصعدكم من ارض مصر ليكون لكم الها فتكونون قديسين لاني انا قدوس.

الزواحف هى مكروهة لأنها تدب على الأرض وتلمس التراب فهي تشبه الإنسان الذي يشتهى تراب هذا العالم فإنحط قدره ووصل للتراب. والله يسميها مكروهة ليرفع أنظارهم للسماويات.

آية (42) هذا الدبيب ثلاثة أنواع وما يمشى على بطنه = كالحية ليذكرهم بعقوبة الحية وأنها ستأكل التراب تك 3: 14 وما يمشى على أربع = كالعقارب وما كثرت أرجله مثل أم أربعة وأربعين والدود وآية (43) تشديد ثلاثى بمنع النجاسة ليؤكد المعنى.

لاني انا قدوس = لا ارضي....تكونون قديسين = أي لا تشتهوا الارضيات النجسة.

آية (45) أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر = بعد أن حررتكم لا تعودوا للعبودية ثانية.



الآيات 46، 47:- هذه شريعة البهائم والطيور و كل نفس حية تسعى في الماء وكل نفس تدب على الارض. للتمييز بين النجس و الطاهر وبين الحيوانات التي تؤكل والحيوانات التي لا تؤكل.

هى شريعة أبدية. وقوله الحيوانات التي تؤكل = هي أخص من قوله الحيوانات الطاهرة فقد يكون هناك حيوان طاهر ولكنه لا يؤكل، فمثلًا لأنه مات وليس بطريق الذبح



ملاحظات ختامية

1- لاحظ أن اليهودى كان عليه أن يسير حذرًا في كل لحظة يراقب الأرض لئلا يلمس ما يدب أو يلمس جثة حيوان وعليه أن يراقب الهواء (الطيور) والماء (السمك) وهكذا هو في كل لحظة يراقب ما حوله حتى لا يتنجس، وهم تدربوا على هذا جيدًا وعلى كل مسيحي أن يفعل نفس الشئ ويراقب كل ما حوله لأن خصمنا إبليس يجول يلتمس من يبتلعه.

2- رأى بطرس الرسول السماء مفتوحة وإناء نازلًا عليه مثل ملاءة عظيمة بها كل أنواع الحيوانات طاهرة ونجسة وصوت قائل إذبح وكل‘ وتكررت ثلاث مرات وتكرر الصوت ثلاث مرات يشير إلى أن الحياة المقامة في المسيح لم يعد فيها هذا التمييز. وتشير لقبول الأمم الذين كانوا قبلًا معتبرين نجسين لانفصالهم عن الله وبعد المسيح صار الكل واحدًا 1تى 4: 4. إذًا فقد كانت نجاسة هذه الحيوانات في كونها رمز والرمز إنتهى بمجيء المرموز إليه.

3- آية 42 بها كلمة بطن وكلمة بطن هنا في العبرية بها حرف "واو" وهو يتوسط حروف الأسفار الخمسة وكان الكتبة يستخدمونه كدليل لمراجعة صحة النقل وذلك بعد الحروف حرفًا حرفًا فيما قبله وفيما بعده وهذا يبين الاهتمام الكبير الذي به صان اليهود نص العهد القديم القرون الطويلة

4- صفات المسيحي الطاهر في ضوء هذا الإصحاح

أ‌- يلهج في كلمة الله (يجترها) + يصلب الأهواء والشهوات (يشق الظلف) + يتغذى على مراعي الله الخضراء أي كلمة الله (وليس آكل لحوم البشر) = شريعة الحيوانات الطاهرة

ب‌-يستعمل وسائط النعمة (صلاة وصوم + أسرار.......) لتساعده في أن يسلك في وسط تيارات العالم وتحميه من الأوساط المعادية = شريعة الأسماك الطاهرة

ت‌-يحلق فى السماويات (طير) + لا يخطف ولا يعيش على الجيف = شريعة الطيور الطاهرة

ث‌- لا يشتهى الأرضيات ويلتصق بالطين = شريعة نجاسة الدبيب

ج‌- لقد حررنا المسيح فلنضع نحن القيود على أنفسنا بحريتنا ونتقدس لأن إلهنا قدوس.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - الأصحاح العاشر
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - الأصحاح السادس عشر من سفر العدد
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الأصحاح السادس عشر تفسير سفر اللاويين
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الأصحاح الثالث عشر تفسير سفر اللاويين
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الاصحاح العاشر تفسير سفر اللاويين


الساعة الآن 09:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024