رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإعفاء في السنة السابعة
صلاة البدء أنت تدعو شعبك يا رب، وتدعونا نحن أيضًا، إلى أن نعفي قريبنا من دين لنا عليه. هكذا لن يكون محتاج في الأرض. هكذا لن يبيع الإنسان نفسه كي يفي دينه. قراءة النص في كل سبع سنين تجرون إعفاء، من الديون. وهذه طريقة الإعفاء: كل صاحب دين منكم يُعفي أخاه ممّا أقرضه. لا يطالبه لأن الرب قال بإعفائه... والرب يبارككم في الأرض التي يعطيكم إياها حتّى لا يكون بينكم محتاج. إذا كان عندك محتاج من أخوتك في إحدى مدنك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك، فلا تقسّي قلبك، ولا تبخل (=لا تغلق يدك) على أخيك المحتاج. بل تفتح له يدك وتقرضه مقدار ما يعوزه بسخاء. وتجنّب سؤ النيّة في قلبك فتقول: قربت السنة السابعة، سنة الإعفاء، فتصرف نظرك عن أخيك المحتاج ولا تعطيه، فيصرخ إلى الرب عليك، فيحسب ذلك عليك خطيئة. أعطه بسخاء، ولا يتورّع قلبك إذا أعطيته، وبذلك يباركك الربّ في كل أعمال يديك. فالأرض لا تخلو من محتاج. ولذلك أمرك اليوم أن تفتح يدك لأخيك المسكين المحتاج في أرضك (تث 15: 1-12). نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية: - إذا أقرضت مالاً لأحد، هل تكون قاسيًا معه؟ هل تعرف أن تتسامح، أن تعفيه من دينه؟ فالربّ هو الذي يعوّض عليك. - كيف تعطي المشاريع الخيريّة التي حولنا؟ بسخاء ويد مفتوحة، أو بيد مقبوضة؟ - هل نعرف أن نكتشّف المحتاج، أم نفعل وكأننا ما رأياه؟ وقد تميل بوجهنا عنه. دراسة النص في قلب سفر التثنية نجد الشرعة الاشتراعية (تث 12- 26) التي تجمع شرائع تتطرّق إلى العلاقات البشرية والدينيّة والسياسية داخل المجتمع. هي تستند قبل كل شيء إلى اعتبارات لاهوتية. ذُكرت السنوات السبع. كانوا يمتنعون عن فلاحة الأرض وزراعتها مرّة كل سبع سنوات. وبما أن لا غلّة، يُعفى الفلاّح من دينه الذي كان يدفعه عملاً في الحقل. وتطوّر الاقتصاد. فصار الدين مالاً يُدفع للمحتاج فامتدّت الشريعة القديمة، وصارت شريعة اجتماعيّة (لم تعد فقط شريعة زراعية) من أجل حماية الفقراء. هكذا يظهر حقّ الرب الذي يُشرف على كل حياة شعبه. كان يتهرّب "الغني" فلا يُقرض في السنة السادسة، لأنه يعرف أنه يُجبر على الإعفاء في السنة السابعة. ولكن الشريعة تحذّره. يصرخ المحتاج إلى الله فيسمعه الله ويعاقب ذاك الذي قبض يده وما فتحها. والنتيجة: بركة من عند الربّ. كما يطلب المشترع العطاء بسخاء. ويبقى واقعيًا: سيكون دومًا محتاجون في الأرض. وهكذا يُدعى المؤمن إلى العطاء. التأمل نعيد قراءة النصّ ونطلب من الرب عينًا نفتحها على شقاء الآخرين ويدًا سخيّة تجاه الفقراء. المناجاة ننطلق ممّا قرأنا، وممّا شاركنا فيه، ونسأل نفوسنا عن معاملتنا للذين حولنا نسمع كلام يعقوب: "أموالكم فسدت، وثيابكم أكلها العث، ذهبكم وفضتكم يعلوهما الصدأ" (5: 2- 3). تأوين النصّ نستطيع أن نطبّق هذا الكلام في الحياة الفردية، كما في الحياة الاجتماعية. المجتمعات المغلقة كما في المجتمعات المنفتحة. وكما تطوّر الوضع مع سفر التثنية، فكيّف الشريعة القديمة مع المعطيات الجديدة، هكذا نستطيع نحن أن نفعل في عالمنا المعاصر. أما المبدأ: لا يكون فيها بينكم محتاج. صلاة الختام الرب إلهنا هو الرب الواحد. أحب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قدرتك ولتكن هذه الكلمات التي أنا آمرك بها اليوم في قلبك (تث 6: 4- 6) |
|