رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صوت الآب: فيضّ الكلمة (مر 1: 11) تزوّدنا الآيات الإشعيائية الّتي توقفنا عليها قبلاً (اش 55: 1- 11) بمفتاح ذو أهميّة لّاهوتيّة خاصة بمقطع الإنجيل بحسب مرقس مما يساعدنا على فِهم السرّ الّذي يتم الاحتفال به في هذا الأسبوع الّذي يفصل بين الزمن الميلاديّ والزمن العادي بالليتورجيّة الكنسيّة. للوهلة الأوّلى تصلنا كمؤمنين رسالة واضحة من كلمات مرقس إذ تكشف عن إعلان أبويّ خاص، إذ يُسمعنا الإنجيلي صوت الله الآب، وهذا نادر بالعهد الجديد، يتحاور الله الآب داخل عالمنا البشري ويكشف عما هو جديد في ابنه ويصير هو بكلمته من العهد الأوّل للعهد الثاني حتى تصل لذروتها في الابن فيضّ الحبّ الأبويّ على البشر. في أوّل يّوم لخروج يسوع للحياة العلّانيّة، بحسب مرقس، أيّ بعد ثلاثين عام من ولادة يسوع ببيت لحم ونشأته بمدينة الناصرة بشكل سريّ، نسمع الله الآب متوجهًا نحو يسوع قائلاً: «أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت» (مر 1: 11). هذه هي "الرسالة" الإنجيليّة الّتي يحويها مقالنا، إذ هي فريدة لأنها تروي شكل الحب اللامتناهي والكامل والمجانيّ لإلهنا في صورة الآب والأم معًا وهو الّذي يكرر لي هذه الكلمات كل يوم ويدعو كلاً منا اليّوم إلى التشبه به في طريقته الخاصة في الحب، في أسلوب حياته، في طريقة حضوره بالعالم. لهذا السبب لا نشعر بالحاجة إلى أيّ شيء آخر، لدينا في يسوع، ابن الله، المرضى عنه، كلّ ما تحتاجه بشريتنا لتشعر بالحب. مدعوين اليّوم وكل يّوم لنتعلم يّومًا بعد يّوم أنّ نتضامن مثله مع الأخ والأخت الذين يسيرون في طريق حياتنا. |
|