|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دخل يسوع إلى أورَشَليم ملكًا كي يضمن الأمن والسَّلام والازدهار والعدل ويمنح ذاته لشعبه. لكن الشَّعب الّذي كان ينتظره هناك، رفض السَّلام الذي قدَّمه، لأنّه كان ينتظر قائدًا حربيًا، يقود جيًشا بالسَّلاح، لطرد المُستعمِر الرُّوماني من هذه البلاد. أمَّا يسوع فدخل أورَشَليم، ولم يدخل أي مدينة أخرى بهذه الصُّورة سوى هذه المرة لإعلان نفسه ملكًا بالصَّليب؛ فقد تخلى عن مظاهر أبَّهة المُلوك (ارميا 17: 25)، ودخلَ أورَشَليم لا كمُحتَلٍّ مظفَّرٍ مكلَّلٍ بالمجدِ، بل وديعًا متواضعًا كي يكون انتصاره بالتَّواضع والبساطة: " رابطٌ بِالجَفْنَةِ جَحشَه وبَأَفضَلِ كَرمةٍ آبنَ حِمارتِه" (تكوين 49: 11). وصفة التَّواضع يمتاز بها المسيح الملك (أشعيا19: 1). لم يقبل يسوع في هذه الأرض تاجًا إلاّ تاج الشَّوك (مرقس 15: 17-18). وقال فيه الكتاب المقدس "لَن يُخَاصِمَ وَلَن يَصِيحَ، وَلَن يَسمَعَ أحَدٌ صَوتَهُ فِي السَّاحَاتِ" (متى 12: 19). للأنَّ يسوع لم يدخل إلى أورَشَليم لكي يُحقّق انتصارًا بسلطة السَّلاح أو القوى البشريَّة، كما ظنّ بيلاطس وأعيان اليهود، إنَّمَا ليتمّ انتصاره على إبليس ومملكته. ويعلق البابا فرنسيس "دخل يسوع إلى أورشليم ليصعد جبل الجُلجُلة حاملاً خشبة الصليب" (عظة أحد الشعانين 24/3/2013). لماذا الصليب؟ ولماذا يحمل يسوع على ذاته الشَّر، والأرجاس، وخطيئة العالم، ويحمل أيضًا خطيئتنا نحن، نحن جميعًا، ليَغسلها بدمه، وبرحمته، وبمحبة الله. |
|