رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة في جثسيماني (ع39-46): ذكر أيضًا ما حدث في البستان في (مت26: 30-46؛ مر14: 26- 42). 39 وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. 40 وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41 وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42 قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43 وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44 وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45 ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. 46 فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». ع39: خرج: من مدينة أورشليم. جبل الزيتون: فعند سفحه يوجد بستان جثسيماني الذي دخله. كان المسيح معتادًا أن يذهب إلى بستان في جبل الزيتون مع تلاميذه، يقول البعض أنه كان ملكًا لمرقس الرسول، فذهب إليه بعد أكل الفصح والعشاء الربانى. ع40: عند وصولهم إلى البستان في الجبل، دعا تلاميذه للصلاة إذ هم مقبلون على أحداث صعبة، وهي رؤية معلمهم مقبوضًا عليه ثم مصلوبًا، وتعرضهم للخوف والتشكك وكل الحروب التي أعدها إبليس لهم، فالصلاة تحميهم من السقوط في التجربة والابتعاد عن الله. ع41: رمية حجر حوالي 20 مترًا، وهي مسافة قريبة تسمح للثلاثة تلاميذ أن يروه ويسمعوه. ترك المسيح ثمانية من تلاميذه في مدخل البستان، وابتعد عنهم مع الثلاثة الباقين ثم دخل إلى عمق البستان مسافة حوالي 20 متر، حتى يختلى وحده في الصلاة وكل مجموعة تصلى مع بعضها. ع42: ركع المسيح كإنسان معلنًا ثقل الآلام المقبلة، ليست فقط الآلام الجسدية في الصليب بل أيضًا النفسية، بإنكار وابتعاد التلاميذ عنه ووقوف الجموع التي خدمها تطلب صلبه، وأيضًا الآلام الروحية في حمله كل خطايا البشر وهو البار. لذا طلب في الصلاة كإنسان أن تعبر عنه كأس الآلام لأنها ثقيلة جدًا، ولكن في نفس الوقت ينفذ أعلى تدريب في المسيحية وهو تسليم الإرادة لله، فيقول لتكن لا إرادتى بل إرادتك يا الله. ومع انه إله كامل ويعلم أنه سيتمم حمل الصليب، أظهر أن له ناسوت كامل يتوجع من الألم. وقد صلى هذه الصلاة ثلاث مرات، إذ كان يعود إلى تلاميذه الثلاثة فيجدهم نيامًا ويوقظهم للصلاة ويرجع ويصلى وحده كما يذكر إنجيل متى. ع43: تجاوبت السماء مع المسيح المتألم لأجلنا، أما البشرية فكانت تعد له الموت وحتى أقرب الناس إليه، وهم تلاميذه، لم يقفوا معه بل غلبهم النوم. وهنا تظهر محبة الملائكة للبشر، فقد أتت لتعين المسيح كإنسان، لتظهر استعدادها لمعاونة البشر في كل ضيقاتهم. ع44: استمر المسيح في صلاة حارة شاعرًا بكل الآلام الآتية عليه، وكان عرقه يتصبب مثل قطرات دم أي يعتصر من الحزن (كلمة جثسيماني معناها معصرة). ع45-46: عاد المسيح ينظر إلى تلاميذه بعد صلاته فوجدهم قد تثقلوا من النوم، إذ كانوا حزانى لما سمعوه منه عن الآلام المقبلة عليه، فنبههم المسيح ليستيقظوا ويواصلوا الصلاة حتى لا تغلبهم التجربة. |
|