رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحِبُّو البرّ يا أيها الذين يحكمون الأرض، وفكروا في الرب تفكيرًا صالحًا، والتمسوه ببساطة قلوبكم. [1] يربط الحكيم بين محبة البرّ، والتفكير الصالح في الرب، وطلب الرب. وكأنه يفتتح السفر بالدعوة إلى ثلاثة أمورٍ: الحب والتفكير المقدس والطلبة. يقصد بالبرّ الاستقامة أو الفكر الفاضل والعمل الجاد. يحذرنا الكاتب من عدم التفكير الصالح أو البسيط في الله، ولعله يقصد هنا عدم التذمر على أحكام الله، وتجاهل عنايته الإلهية وخطته الخفية من نحو محبوبه الإنسان. وذلك بسبب طول أناته على الأشرار، وسماحه للأبرار بالتجارب والضيقات. يتطلع الحكيم إلى الحكمة أنها ليست مجرد التمتع بخبرات بشرية زمنية والقدرة العقلية في التصرف وتدبير الأمور، لكنها مع تقديس الخبرات البشريَّة والعقل البشري فهي في جوهرها تمتع بالشركة مع "حكمة الله" بكونها أقنومًا إلهيًا، يسكن في النفس، ويقودها في الطريق الإلهي بإرادة مقدسة. خلال هذا المفهوم، يرى الحكيم وجود علاقة قوية بين الحكمة والإيمان والبرّ والخلود، ومن الجانب الآخر بين الحرمان من الحكمة والتجديف والإثم والموت الأبدي. ليس من فصل بين الحكمة والإيمان بالله القدير الصانع الخيرات، وبين الحكمة والسلوك بالبرّ حسب إرادة الله، فخلال هذه الحياة المقدسة يختبر المؤمن عربون الأبدية، ويعرف كيف يسلك في الحياة كقائدٍ نجحٍ، يسوس العالم. في حديث الكاتب مع الله يقول: "مٌكون الإنسان بحكمتك، لكي يسود الخلائق التي صنعتها، ويسوس العالم بالقداسة والبٌر، ويُجري الحكم باستقامة النفس" (حك 9: 2-3) |
|