v إن رأيت إنسانًا ضخمًا له صفات حسنة، وطويلًا يفوق الآخرين في طول أطرافه، لا تعجب منه حتى تتأكَّد من حالة نفسه. يليق بنا أن نعلن عن الإنسان ونُطَوِّبه لا على جمال مظهره، بل الجمال الذي يتعلَّق بالنفس. كان داود قليلًا في جسمه، وقصيرًا في هيئته، ومع كونه قصيرًا هكذا وقليل الجسم، وذراعاه عاريتين (بلا أسلحةٍ)، أنزل بجيشٍ عظيمٍ بضربةٍ واحدةٍ، ذلك الجسم الذي كالبرج، بدون أن يقذف سهمًا، أو يستل سيفًا من غمده، إنما فعل هذا كله بحصاةٍ صغيرة. لهذا نُصِحنا هكذا: "لا تمدح الرجل لجماله... النحلة صغيرة في الخلائق الطائرة، ولكن ما تجنيه رأس كل حلاوة" (راجع سي 11: 2-3).