رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا تواضروس الثانى مائة درس وعظة ( 25 ) من هو الأعظم ؟ الاتضاع » « إذا أراد أحــد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادما للكل ( مر ٩ : ٣٥) تحاجج التلاميذ بعضهم مع بعض فيما هم في الطريق عمن يكون الأعظم فيهم ؟ من الممكن ان يدور هذا السؤال بين زوج وزوجة ، أو بين الذين من الخدام أو اثنين من الآباء في كنيسة واحدة ، وهنا يكشف هذا السؤال عن خطية رابضة في قلب الإنسان ، وقد يأتي السؤال في صورة من هو الأقوى أو من هو الأفضل؟!. أولا . خطورة الكبرياء ١- غياب المسيح كيف فكر تلاميذ السيد المسيح بهذه الطريقة قد غاب عنهم شيء مهم جدا أن بينهم المسيح له المجد في شخصه المبارك وهو الأعظم منهم كلهم فلم يشعروا بوجوده ٢- عباب النعمة الكبرياء يوقف عمل النعمة في الإنسان ، فيعطل طريقه للملكوت ، ويمنع الإنسان أن يكون له نصيب في السماء شعور بالاستغناء. ثانيا من الأعظم ؟ ١- قامة الملكوت ليست العظمة بالرئاسة أو السلطان أو المناصب أو الألقاب ، ولا هي بالقدرات والمهارات ، ولا السن أو الغني ، فليست هذه عظمة. العظمة أن يكون في حياتك قامة الملكوت . ۲- اتضاع الطفولة المسيح له المجد أقام طفلا في وسطهم واحتضنه ليعلن محبته لهذه القامة الروحية قامة الطفولة . ٣-خدمة الكل « إذا أراد أحد أن يكون أولا فيكون اخر الكل وخـادمـا للكل ، ( مـر ٣٥:٩ ) هذه هي العظمـة وارجوكم يا إخوتي لا تتلوث عقولكم بمفاهيم العالم ، فالعالم له مفاهيم أخرى في العظمة عظمة منظر- عظمة لقب - وعظمة مكانة ، ولكن كل هذا لا يوجد في حياتنا المسيحية ، العظمة في مسيحيتنا هي أن يكون الإنسان أخر الكل وخادما الكل ثالثا إجابة السؤال المسيحية تجيب على سؤال من هو الأعظم » بثلاث درجات ١- المسيح أولا : « فإذا كنتم تاكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا ، فافعلوا كل شيء لمجد الله ( اکو ۳۰:۱۰ ) . اجعل المسيح أولاً في كل أمور حياتك ، في تكوين أسرة جديدة في بداية عمل .. ۲- الآخر ثانيا : « من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني ( مت ۳۷:۱۰ ) ۳- نفسك ثالثة إن أردت أن تكون عظيما وتكون الأول في عين المسيح ، ليس مهما ان تكون اولا في عين الناس ، وتكون آخر الكل ، وسيصنع مع المسيح كما فعل مع تلاميذه ( أقام طفلاً واحتضنه ) ، وتسمع صوت المسيح كانه يقول لك هوذا فتاى الذي اخترته ، حبيبي الذي سرت به نفسی ، ( مت ١٨:١٢) . رابعاء ، طريق الاتضاع:- ۱- قبول الذات : ادرس ذاتك التي تتمرد عليك فقد تحرمك من ابديتك ، قد لا تستطيع أن نقول أنا متآسف او انا اخطيت ، مع أن قول انا اخطيت يمكن ان يحل المشكلة. ۲- غسل الأرجل : غسل الأرجل هو درس الاتضاع الذي قدمه ربنا يسوع السيح قبل الصليب مباشرة ، طبق المسيح بذاته أن يكون أخر الكل وخادما للكل ، ( مر ٩ :٣٥ ) . تعلم الانحناء بالاتضـاع ، وهذا لا يلغى شخصيتك ابدا بل يحفظها ويحفظ كرامتك مصونة - تعلم ان تنحني بالاعتذار ، وتعلم أن تنحني للآخر ، وتعلم أن تقدم الآخرين حتى لو كانوا اصغر أو أقل منك. ٣- وعود الكتاب فهذا وعد من فم السيد السيح ( إذا أراد) الاختيار لك ، إذا أراد أحد أن يكون أولا فيكون أخـر الكل وخـادما للكل . خامسا، أمثلة للتواضع 1 - ابو الاباء : على الرغم من أن أبانا إبراهيم هو الأكبر عندما تنازع رعاته مع رعاة ابن أخيه ا لوط ، إلا أنه تصرف بكل وداعة ، وأحضر إبراهيم لوطا ليختار الأرض التي تناسبه أولا ، هذا العظيم جعل نفسه اخر الكل. ٢- العذراء مريم : من هي الأعظم أمنا العذراء مريم التي حبلت بإبن الله القدوس ، أم اليصابات التي حبلت بيوحنا المعمدان ۳- يوحنا المعمدان كان يوحنا له مكانته ومهابته في المجتمع ، لكن عندما يأتي إليه المسيح يقول له : الست أهلا أن انحنى واحل ســيـور حذائه ، ( مر ٧:١ ) العظمة فيها تواضع مع طاعة ، إن أردت أن تكون عظيما ضعها قاعدة أمامك الإنجيل يقول أخر الكل وخادما للكل ، ( مر٣٥:٩ ) ، هذه هي العظمة المحسوبة لك في السماء. |
|