رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طلب مشورة الله: 1 فَتَقَدَّمَ كُلُّ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ وَيُوحَانَانُ بْنُ قَارِيحَ، وَيَزَنْيَا بْنُ هُوشَعْيَا، وَكُلُّ الشَّعْبِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، 2 وَقَالُوا لإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «لَيْتَ تَضَرُّعَنَا يَقَعُ أَمَامَكَ، فَتُصَلِّيَ لأَجْلِنَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ لأَجْلِ كُلِّ هذِهِ الْبَقِيَّةِ. لأَنَّنَا قَدْ بَقِينَا قَلِيلِينَ مِنْ كَثِيرِينَ كَمَا تَرَانَا عَيْنَاكَ. 3 فَيُخْبِرُنَا الرَّبُّ إِلهُكَ عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي نَسِيرُ فِيهِ، وَالأَمْرِ الَّذِي نَفْعَلُهُ». [1-3]. اقترب الكل، الرؤساء مع الشعب، الكبير مع الصغير، بروحٍ واحدٍ إلى إرميا يحملون مظهر الاتضاع والاحتياج إلى صلوات إرميا من أجلهم، ويعترفون أنهم صاروا قليلين من كثيرين، ويسألون مشورة الله. ربما استطاعوا بمظهرهم وكلماتهم أن يخدعوا النبي إلى حين، لكنهم لن يخدعوا الله فاحص القلوب والعارف بأسرارهم وأفكارهم الخفية. طلبوا صلوات إرميا لكنهم لم يشاركوه الصلاة، فلا يكفي أن نطلب من الغير، حتى إن كانوا أنبياء الصلاة لأجلنا دون أن نصلي نحن أيضًا لأجل أنفسنا. لم يقولوا "إلهنا" بل الرب "إلهك"، حيث الإحساس بالبُعد عن الله؛ إذ لم يشعروا بإمكانية الاقتراب إليه بثقة. اعترفوا أنهم صاروا قليلين من كثيرين دون أن يذكروا السبب وهو عصيانهم المستمر لكلمة الرب التي نادى بها الأنبياء. لقد انتظروا من الرب أن يجيبهم حسب شهوة قلوبهم، إذ ظنوا أنه لن يسمح الله ببقاء البقية في يهوذا ليقتلها نبوخذ نصر انتقامًا لمقتل جدليًا ومن معه، بل بالضرورة يعلن الله لإرميا أن يهربوا إلى مصر! لقد أرادوا أن يكشف الله لهم عن الطريق الذي يسلكوه بأمان للذهاب إلى مصر، وما يفعلوه، لا أن يعلن لهم إن كانوا يذهبون إلى مصر أم يبقون في يهوذا. |
|