رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
منطق التفكيـر بـ “إمـا أن تُحب الله أو تحب مريم” الذين يهاجمون الكنيسة الكاثوليكية يـميلون عند تفسير الكتاب الـمقدس الى عقليـة “إمـا/أو”. فمثلاً إما أن تحب يسوع أو مريم، أو إمـا أن تطيع يسوع أو تطيع بابا الكنيسة الكاثوليكية، فلا يمكن أن تحب أو تطيع الإثنيـن معاً. لـم يضع أبداً الكتاب الـمقدس مريم العذراء في مكانـة الـمنافسة مع يسوع، وأيضاً لـم تفعل الكنيسة الكاثوليكية هذا ولـم تُعلّم بـه، بل وضعت يسوع وأمه مريـم كفريق واحد ينفذا مشيئة إلهيـة واحدة هى تـمجيد الله. ان يسوع في صلاتـه الأخيرة قبل أن يُصلب ويـموت ويقوم من بين الأموات قال:” أنـا قد مجدّتك على الأرض وأتممتُ العـمل الذي أعطيتني لأعمله”(يوحنا4:17)، ومريم العذراء أم يسوع هتفت عندمـا حيّتهـا وكرّمتهـا اليصابات وهى ممتلئة بالروح القدس قائلـة:”تعظم نفسي الرب”(لوقا 46:1). ففى كل مرّة يُقدم الإكرام للعذراء مريـم ترفعـه هـى للـه تعالـى (لوقا46:1-55)، فلا مـجال لذلك الـمنطق العجيب من أنـه لا يُـمكن تقديـم الـتمجيد للـه إذا مـا أطعنـا تعاليـم الكنيسة. ان الحب ليس سلعة مادية كلما تعطيها لأحد فلا يتبقى منها للأخر كما انها ليست محدودة فيعتاد عليها، ان “الله محبة”(1يوحنا16:4) ولذا فإذا ما فكرنا في “الحب” أو “المحبة” فعلينا ان نعتبره ليس من العالم المادي بل انه مشاعر ما فوق الطبيعة لأن الله بلا حدود. فإذا ما نفذنا وصية الرب يسوع ” أحبب الرَبَّ إلهكَ بكلَ قلبكَ وكلِّ نفسكَ وكل ذهنك … أحبب قريبكَ حبكَ لنفسكَ”(متى 22: 37-40)، فهذا الحب الذي يغمر قلوبنا يجعلنا نحب القريب ونحب جميع المخلوقات الأرضية والسماوية. ان الرب يسوع ربط ما بين حب الله وحب القريب ولهذا فمحبة الله لا تبعدنا عن محبة الآخرين (1يو10:3) و(1يو21:4). ان الموضوع ليس اذن ان نحب الله او القديسة مريم فنحن مدعوون ان نحب يسوع كلية ونقبله في قلوبنا، وكيف ان عمل يسوع من خلال مريم عندما تجسد كذلك ان عملنا نحن ويسوع فينا من خلال الآخرين لمجد اسمه تعالى. فإذا ما تصورنا ان حبنا لمريم سيعيق حبنا ليسوع فهذا عكس خطة الله وتدبيره من أجل خلاصنا. أن طاعتنا لله تعالى تتطلب طاعتنا لتعاليم كنيسته وطاعتنا لكلمته المتجسدة ولكلمته المعلنة والمدونة في الكتاب المقدس وأيضا لإلهامات روحه القدوس التي تعلنها المجامع المسكونية الكنسية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حدث بشارة الملاك لمريم مُظهراً نفس منطق علاقة الله بالإنسان |
ففضيلة الطاعة تعلو فوق كل منطق، ليقود الله حياة من يطيعه |
منطق آخر من الله |
منطق الله مختلف |
منطق الله لامحدود غير منطقنا البشري المحدود |