رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوصية واللذة الروحية "لأن شهاداتك هي درسي، وحقوقك هي مشورتي" [24]. كأن المرتل يقول وإن كان الأشرار أصحاب السلطان الزمني قد اجتمعوا على ليدخلوا بي إلي قبر العار والخزي ويختموا عليه كي لا أقوم، إلا أنني لا أبالي بمشوراتهم ولا بتصرفاتهم، إذ انشغل بأمرٍ واحدٍ هو دراسة شهاداتك والتلذذ بوصاياك. فإن "شهاداتك هي درسي وحقوقك هي مشورتي" أو كما جاء في ترجمة أكيلا: "شهاداتك هي لذتي مثل أهل مشورتي" أو ترجمة سيماخوس: "لكن بالأكثر شهاداتك هي سبب سروري، كالإنسان القريب من قلبي". كأنه يقول: ليهاجمني كل الأشرار بكل فكرهم وقدراتهم ولتبقى وصيتك هي الصديق الأوحد القريب جدًا إلي قلبي، بل في داخلي، هي مصدر قوتي ونصرتي ولذتي وشبعي! * يغتاب رؤساء هذا العالم عبيد الله ويتقاولون عليهم، أما هم فلا يبالون، بل يهتمون بدراسة حقوق الله، مواظبين عليها. أنثيموس أسقف أورشليم إذ أدرك المرتل أنه في أرض الغربة طلب من الرب: 1. أن يحسبه ولو كأجيرٍ ليهبه أجرة فيعيش، إذ أوشك أن يموت جوعًا بين الخنازير، وقد وعده ألا يعود بعد إلي عصيان وصيته [17]. 2. لا يكفيه في غربته أن يعيش وإنما يحتاج إلي استنارة [18]، فيعاين عجائب الله، فإنه ماذا ينتفع بكنوز ثمينة وثروات طائلة وهو لا يقدر على معاينة ما هو حوله أو ما في داخله؟! 3. تكشف الوصية للمؤمن عن حقيقة موقفه أنه غريب على الأرض [19]، وتذكره بهذا التغرب حتى يطلب المواطنة في السماء، وترافقه في غربته فلا يشعر بالعزلة، وتسنده في طريقه، وترفعه إلي السماء! إنها رفيق عجيب يدخل أعماق القلب ليلازمه كل الطريق بلا توقف، يلهبه بالشوق نحو المجد الأبدي [20] 4. تهب الوصية الغريب شبعًا داخليًا وسندًا في جهاده، كما تعطيه قوة على مقاومة الشر دون تخوف من الأشرار المتكبرين. تهبه روح الوداعة فيصير كسيده الحمل الوديع المبذول لأجل الآخرين وأيضًا كأسدٍ يقاوم الشر ويحطمه [21]. 5. ترافقنا الوصية في غربتنا حتى تدخل بنا كما إلي الجلجال (دحرجة)، إلي أرض الموعد، أو إلي الحياة الجديدة، فتدحرج عنا عار الخطية. 6. التصاقه بالوصية في أرض غربته تشغله عن مؤامرات الأشرار الذين يبذلون كل الجهد ليدحرجوا عليه العار والخزي [23]. 7. عوض مقابلة مؤامرات الأشرار وخططهم بالمؤامرات ينشغل المرتل بدراسة كلمة الله وطلب المشورة الإلهية [24]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | الوصية نور حقيقي |
مزمور 119 |الوصية استنارة |
مزمور 119 | الوصية حياة |
مزمور 119 |الوصية غنى الشاب |
لا تخش صعوبة الوصية او الممارسات الروحية |