رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه. وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه. اعتبر وجهاء اليهود أنفسهم أبرارا، في أيام يسوع، فقالوا "نعم"، ولكنَّهم لم يذهبوا، ولم ينفِّذوا قولهم، فدلّوا على عِماهم، كما وصفهم بولس الرسول بقوله "يُظهِرونَ التَّقْوى ولكِنَّهمُ ينكِرونَ قُوَّتَها"(2 طيموتاوس 3: 5). فقد قالوا إنهم يريدون إتمام مشيئة الله، ولكنَّهم كانوا يعصونها على الدَّوام. ولهم مظهر الخضوع، لكنَّهم لا يفعلون إرادة الله؛ فندّد يسوع بريائهم، لانَّ أقوالهم تعارض أعمالهم. وأكد لوقا الإنجيلي هذه المقولة بقوله "أَمَّا الفِرِّيسيُّون وعُلَماءُ الشَّريعَة فلَم يَعتَمِدوا عن يَدِه فأَعرَضوا عن تَدبْيرِ اللهِ في أَمرِهم" (لوقا 7: 30). لهم مظهر التدين، ولكن قلبهم خبيث رديء، لانَّهم يقولون ولا يعملون. كانت تقواهم في ظاهر سلوكهم فقط، ولم يكن لها أيُّ أساسٍ ثابت في قلوبهم. لقد عرفوا إرادة الرَبّ، فتظاهروا بأنَّهم يطيعونها طاعةً كاملة، فأقاموا الصلوات في المجامع، وقدَّموا الضحايا في الهيكل، واحتفلوا بالأعياد احتفالاتٍ عظيمة. ولكنَّ هذه الأعمال كانت مظاهر خارجيَّة فقط تنقصها القيمة الجوهريَّة، وهي طاعة قلوبهم، وتوبة ضمائرهم، وعملهم بإخلاص لأجل مجد الرَبّ. |
|