رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"العودة وقيام مملكة يهوذا" تقطع هذه الأصحاحات التسلسل التاريخي لسير الأحداث التي يذكرها باروخ الكاتب، وهي تمثل مجموعة من أقوال النبي مأخوذة من مراحل مختلفة من خدمته. تسمى هذه الأصحاحات الأربع "سفر تعزية"، يمكن أن تُدعى "تسبحة نصرة الخلاص والحرية"، تعبر عن الرجاء المستقبلي أكثر منها الحكم والتأديب كما جاء في الأصحاحات السابقة. مع تحذيرات إرميا المستمرة ودموعه التي لا تجف وتأكيده للسبي لم يفارقالرجاء كلماته قط، فبالنسبة له لم تكن العقوباتغاية أو نهاية لأحاديثهبل وسيلة للكشف عن الدخول فيعلاقةٍ جديدةٍ مع الله وعهدٍ جديدٍ. يبقى الله أمينًا في مواعيده وغني في نعمته، يود أن يفيض بها على المؤمنين في الوقت المناسب، خاصة بعد عبور زمن التأديب. جاءت مقدمة هذه الأصحاحات (إر 30: 1-3) تحمل نغمة العزاء المملوء فرحًا، أماقمتها ففي (إر 31: 31-34). إن كانت العقوبات قد وُجهت ضد يهوذا لكنه يوجه العزاء إلى إسرائيل ويهوذا معًا (إر 30: 4)، يقدمه في شيءٍ من التفصيل لكي ينشغل به المؤمن في لحظات التأديب فلا يسقط في حالة قنوط بل يمتلئ رجاءً في الرب. يعلن الله لنبيه كما لكل نفسٍ مقدسةٍ عن مقاصده من جهة شعبه، حتى تطمئن وتستريح في الرب، مدركة أنه دائمًا يعمل لبنيان كنيسته ومجدها الأبدي. |
|