رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا كيرلس السادس البابا كيرلس السادس اختبر حياة الرهبنة قبل الدير.. وتعلم في مدرسة «تواضروس» البابا كيرلس السادس نشأ في أسرة محبة للكنيسة اختبر حياة الرهبنة قبل دخول الدير فعاش حياة الزهد والتجرد، وعُرف بأمانته ومحبته للصلاة ومساعدته للمحتاجين منذ طفولته، مروراً برهبنته وبجلوسه على كرسى مار مرقس الرسـول حتى نياحته، كان إنساناً بسيطاً عميق التفكير، يرى أن الصلاة حل لكل المشكلات. ولد «عازر يوسف عطا»، وهو الاسم العلمانى للقديس البابا كيرلس السادس، فى يوم السبت 8 أغسطس ١٩٠٢، بمدينة دمنهور التابعة لمديرية البحيرة، وله شقيقان وشقيقتان، حيث أنجبت والدته حنا وعازر وميخائيل وشفيقة وعزيزة. يرى أن الصلاة حل لكل المشكلات.. وتأثر بوالديه اللذين ربياه تربية مسيحية حقيقية نشأ «عازر» فى أسرة محبة للكنيسة ووالدين مؤمنين، ربياه تربية مسيحية حقيقية، فوالدته هى ربة منزل مثالية فى معاملة أبنائها، حرصت على أن تؤلف بين قلوبهم وتنمى محبتهم لبعضهم بعضاً، ووالده «يوسف عطا» كان يعمل وكيلاً لإدارة أعمال كبار الملاك بمديريات البحيرة والغربية والمنوفية، وبعدها عمل بمحافظة الإسكندرية وانتقلت الأسرة إلى هناك وكان «يوسف» شماساً مشهوداً له بحسن السيرة وجمال الصوت والخط. أصدقاؤه كانوا يلتفون حوله للاستماع إلى آيات الكتاب المقدس وسير الشهداء والقديسين فوهب وقت فراغه لتعليم شمامسة القرية الصغار الألحان والكتابة والحساب، وأحياناً يقوم بنسخ بعض كتب الصلوات المسيحية، وأيضاً كان متمسكاً بتعاليم الكنيسة مواظباً على الصلاة حريصاً على الأصوام، مشجعاً للمذبح العائلى حيث كان أبناؤه يلتفون حوله ليستمتعوا بقراءة الكتاب المقدس، أو ليقص عليهم سير الشهداء والقديسين التى كانت مشوقة لقلوبهم، وكانت أيقوناتهم تملأ أركان المنزل، ماثلة أمام عيونهم، فيقدسونهم ويحفظون مواعيد أعيادهم ويحتفلون بها، إما بكنائسهم أو بالمنزل، ويحرصون على زيارة الكنائس والأديرة. ألحقه والده بكُتاب القرية بدعوة من الشيخ أحمد علوش صديق العائلة كانت الأسرة تستقبل كثيراً من الآباء الرهبان، وتهتم بشئونهم واحتياجاتهم، فنما الطفل «عازر» فى بيت يكن الاحترام والتقدير لآباء الكنيسة، وأيضاً تنفيذ الأسرة لتعاليم الكتاب المقدس، وكلاهما ترك آثاره على «عازر»، الذى ألحقه والده بكُتاب البلدة بدعوة من الفقيه الشيخ أحمد علوش الذى كان دائم الزيارة لعائلته، وواظب الطفل على الكُتاب حيث وجد فيه متعة وفى إحدى المرات اقترح الشيخ عليه أن يحضر معه إنجيلاً ليدرس فيه، فأعطاه أبوه إنجيل يوحنا مكتوباً بحروف كبيرة، وما كان من «عازر» إلا أن حفظ الإنجيل وأيضاً الفقيه. تلقى «عازر» تعليمه بمدرسة الأقباط الخيرية -حالياً مدرسة المحبة الخاصة بمدينة دمنهور- وهى نفس المدرسة التى تعلم بها قداسة البابا الحالى «تواضروس الثانى»، وتقدم فى تعليمه حتى حصل على البكالوريا «الثانوية العامة حالياً»، وبدأ حياته العملية بشركة «كوك شيبينج للملاحة» بمدينة الإسكندرية، ولتأثره بوالده كان مولعاً بنسخ الكتب الدينية وحفظ الألحان الكنسية وتعليمها لأولاد الكنيسة، وأيضاً كان مهتماً بقضايا ومشكلات وطنه. تعلق قلب «عازر» فى فترة شبابه بحبه لله، واتضح ذلك فى سلوكه، فقد كان يقضى وقت فراغه فى الكنيسة مواظباً على حضور القداسات والصلوات، يقضى الليل فى حجرته ساهراً بقراءة الكتاب المقدس أو يصلى ويبغض المزاح، ويقضى يومه فى تأمل مستمر فى تعاليم الله، وأصبحت حجرته قلاية للنسك والتعبد والصلاة، إذ كان يعد نفسه للحياة الرهبانية الديرية. وكان لاستقبال الأسرة الكثير من الآباء الرهبان أكبر الأثر على «عازر» فأدى ذلك إلى زيادة علاقاته وشغفه بهم، فتعلق قلبه بالقمص تادرس البراموسى، الذى كان ينام على ركبتيه، لدرجة أن والدته اعتذرت للراهب، فقال لها: «دعيه لأنه من نصيبنا» وقد كان حيث صار عازر حقاً من يومها «من نصيبهم»، وكان «عازر» يقوم بتقليده، حيث كان يرتدى مريلة سوداء اللون فوق ملابسه وهو ابن أربع سنوات تشبهاً بالآباء الرهبان، فى زيهم. وفاجأ الشاب «عازر» الجميع بتقديم استقالته من عمله، وحاول مديره صرفه عن هذا القرار فلم يفلح، كما اعترضت أسرته فى البداية على ذهابه للدير ولكنهم وافقوا أمام إصراره، وبعد أن قضى «عازر»، مدة الاختبار بالدير التى بلغت نحو تسعة أشهر، أجمع الآباء الرهبان بدير البراموس على تزكيته لرسامته راهباً لدى رئيس الدير الذى أكد موافقته، وفى ٢٥ فبراير ۱۹۲۸، تمت رسامته بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بدير البراموس باسم الراهب «مينا البراموسى». وكان لكتابات مار إسحق السريانى، الأثر الأكبر فى تكوين شخصيته النسكية، وتشكيل فكره وصياغة عقله ونمو وجدانه وعواطفه تجاه الارتباط بالله، ثم التحق الراهب مينا بالمدرسة اللاهوتية بحلوان ليدرس بها، وفى يوم الأحد ١٨ يوليو ١٩٣١ وأثناء صلوات القداس الإلهى قام نيافة الأنبا ديمتريوس مطران المنوفية بسيامة الراهب مينا البراموسى قساً. وفى عام ١٩٣٤، أراد «البابا يوأنس» سيامته مطراناً للغربية والبحيرة، فما أن علم بذلك حتى هرب إلى «دير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين» بسوهاج، وبعد عودته إلى ديره، توحد فى مغارة فى الصحراء تبعد عن الدير مسافة ساعة سيراً على الأقدام. وعندما طرد سبعة من رهبان الدير، خرج معهم لخدمتهم، وقابل البطريرك وأوضح له الأمر، فعاد الآباء إلى ديرهم، وانتقل هو ليعيش فى طاحونة بصحراء من ٢٣ يونيو ١٩٣٦ وحتى ٢٨ أكتوبر ١٩٤١، بدأ كثيرون يسعون للتبرك من «الراهب مينا البرموسى المتوحد»، ثم أسندت إليه رئاسة «دير أنبا صموئيل المعترف» بجبل القلمون، ورقى قمصاً فاهتم «القمص مينا البرموسى» بالدير، وعمره وكان يتنقل بين الطاحونة والدير، ومع بدء الحرب العالمية الثانية، ترك الطاحونة وعاش متنقلاً بين «دير الملاك القبلى وكنيسة السيدة العذراء ببابليون الدرج». وبعد نياحة البابا يوساب الثانى البطريرك الـ115، رشح الأنبا أثناسيوس القائم مقام البابا، القمص مينا دون علمه فكان المرشح الخامس وبعد الانتخابات حصل 280 صوتاً ليصبح المرشح الثالث ثم أعلنت القرعة الهيكلية البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116 فى تاريخ الكنيسة ليصبح أول بطريرك ينتخب وفقاً للائحة ٢ نوفمبر ١٩٥٧، وقد استقبل البابا كيرلس نتيجة القرعة الهيكلية ببكاءً حاراً خلال صلاة القداس الإلهى بدير مارمينا بمصر القديمة ورفض دق أجراس كنيسة الدير. |
|