رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خميس العهد " روحيا عقيديا طقسيا " اليوم الخامس من الشعانين للقمص مكسيموس وصفى - مقدمة تحتفل الكنيسة بعيد خميس العهد ويسمى بالخميس الكبير، وهو من الأعياد السيدية الصغرى، وهذا العيد من أكثر الأيام روحانية إذ يحمل إلينا ذكريات الأربعة والعشرين الساعة الأخيرة من حياة السيد المسيح على الأرض إذ بحلول هذا اليوم اقتربت الساعات من الصليب. في هذا اليوم أحداث جليلة تتذكرها الكنيسة في احتفالها بهذا العيد، ففيه أسّس المخلص سر الإفخارستيا (التناول)، وقد أسبقه بإعلان تواضعه حيث انحنى يغسل أرجل الرسل، كما أنه تحدث إليهم بالخطاب الوداعي، ومن أحداث هذا اليوم صلاته في البستان وجهاده، وفي ختام الأحداث كانت مؤامرة الخائن يهوذا والقبض على السيد المسيح. وقد أوصت الكنيسة منذ عصر الرسل بالاحتفال بهذا العيد، واستمرت تحتفل به بمصر كاحتفال عام مهيب حتى القرن السابع، ويذكر التاريخ " أن البابا يوحنا السمنودي خرج راكبا دابة و الأرثوذكسيون يحيطون الموكب وهم يسبحون ويرتلون حتى وصلوا إلى البيعة (الكنيسة ) وكان يوافق يوم خميس العهد، فصلى صلاة اللقان وغسل أرجل الشعب وقدم السرائر المقدسة و ناول الشعب، ورجع إلى قلايته بسرور زائد ". و يتضح من هذا كرامة هذا العيد وكيف كان يُحتفل به حتى الأزمنة المتأخرة . وسوف تجد في هذه الصفحات شرحا لأحداث هذا اليوم المقدس مع إلقاء بعض الضوء على طقس الفصح اليهودي وكيف تمجد السيد المسيح في ليلة آلامه وربطه بسر محبته في ذبيحة التناول إذ أعطى جسده ودمه في هذا السر المقدس " السر المكتوم منذ الدهور ومنذ الأجيال لكنه الآن قد أظهر لقديسيه، الذين أراد الله أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الأمم الذي هو المسيح فيكم.. . " (كو 1: 25-27). يوضح حقيقة هامة أن يهوذا سمعان الإسخريوطي لم يشترك في العشاء السري (التناول) بل اشترك في الفصح اليهودي فقط والذي مارسه الرب حسب التقليد اليهودي وبذلك نعرف أن سر التناول هو سر الحياة في المسيح الذي مات عنا على عود الصليب. وليس هناك طريق آخر للملكوت. ليت الله يجعله عيدا مباركا تشترك فيه الكنيسة بقلب واحد في المحبة وروح كامل في الاتضاع في جسده المقدس ودمه الكريم لغفران خطايانا. آمين. |
|