رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عن مشاعر يسوع في أيامه الأخيرة كم أنت عظيم في تدبيرك! صديقي يسوع، ماذا بعد الاحتفاء والهوشعنا؟ أظن أن الأمر يزداد صعوبة يوما بعد يوم عليك، فأنت في نهاية الأمر إنسان، وها قد بدأ العد التنازلي، "هذه ساعتكم! وهذا سلطان الظلام" (لوقا 22) ولا يزال أمامك مهمات قبل الوصول إلى تلك الساعة، ساعة الخلاص، ساعة سر الفداء التاريخية، هناك معجزات أخيرة لابد من صناعتها، ونبوءات كثيرة لابد من تحقيقها كما جاء في الكتب المقدسة، فأنت أتيت لتكمل ما بدأه الآب، "مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ" (متى 5: 17). أعتقد ان أسبوعك الأخير والمقدس في آخر ايامك على الأرض، كان حافلاً بالمهمات والتحضيرات النهائية والتدخلات الأخير لخلق الإنسان الجديد، واحدة من هذه المهمات هي: صلاتك الكهنوتية، التي نظمتها بصورة عجيبة، وهنا اتذكر كلمات صاحب المزمور لساني قلم كاتب ماهر (مزمور 1:45) تلك الصلاة العميقة، التي صليتها من أجل أصدقائك الذين اخترتهم والتي قد وثَّقها الصديق الحبيب في فصله السابع عشر من كتابه، لا يزال صداها يتردد على مسامعنا بعد الفي سنة، تلك الكلمات الخالدة والتي خرجت من أعماق قلبك الأقدس بصوت فيه من الشجن والحزن على ما سيحدث من أحداث حتى هذا اليوم الذي اكتب فيه عنك، كنت تعلم كل شيء، (يوحنا 4:18) وحتى الرمق الأخير الذي قلت فيه: تم كل شيء، (يوحنا 30:19) كم من مهمات صنعت، و كم من ترتيبات وضعت، وكم من مرة أردت أن تجمع شعبك كما تجمع الدجاجة فراخها، (متى 23: 37) ولكن الفراخ تائهة ... صديقي يسوع، ونحن على أعتاب سر الفداء العجيب، في كل مرة أفكر فيها بالمشاعر التي انتابتك في أيامك الأخيرة، أكتشف شيئاً جديداً من الحُب، وبُعداً جديداً في طريقة تفكيرك وترتيبك لكل الأحداث، وسِرّاً عميقاً لا يُسبر غَوره، كم أنت عظيم في تدبيرك! أنت معلم بالحقيقة في كل شيء، نسجد لآلامك أيها المسيح، فأرنا قيامتك المجيدة، آمين. #في_الطريق_إليك |
|