رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جهله قوة الله في الجو والظواهر الطبيعية أَتَرْفَعُ صَوْتَكَ إِلَى السُّحُب،ِ فَيُغَطِّيَكَ فَيْضُ الْمِيَاهِ؟ [34] سبق فرأينا أن السحب تشير إلى أنبياء العهد القديم ورسل العهد الجديد، فالله يتكلم خلال رجاله القديسين كما من السحب، وهو وحده يغطي الإنسان بمياه نعمته وعطية روحه القدوس. لقد جاء الرب يتكلم بين السحب حيث شهد له الأنبياء ويكرز به الرسل، وقد قبلت الشعوب كمياه كثيرة الإيمان به، وكأنه قد غطاه فيض المياه. لم يكن ممكنًا لأيوب البار ولا لغيره من رجال العهد القديم إدراك هذا السرّ بوضوح كما تحقق بمجيء السيد المسيح. أَتُرْسِلُ الْبُرُوقَ فَتَذْهَب،َ وَتَقُولَ لَكَ: هَا نَحْنُ؟ [35] تشير السحب إلى الرسل الذين جالوا يكرزون بالإنجيل، أما البروق التي تصدر عن السحب فهي الآيات والعجائب التي وهبها الله للرسل للشهادة عن الحق الإلهي. إحدى هذه البروق الصادرة عن السحب، ما قاله بطرس الرسول للأعرج: "ليس لي فضة ولا ذهب، ولكن الذي لي فإياه أعطيك. باسم يسوع المسيح الناصري قم وامشِ" (أع 3: 6-7). كما أن السحب تخضع لله هكذا البرق يشهد له في طاعة. مَنْ وَضَعَ فِي الطَّخَاءِ حِكْمَة،ً أَوْ مَنْ أَظْهَرَ فِي الشُّهُبِ فِطْنَةً؟ [36] 41. يترجم البعض الطخاء بالإعصار. أما الشُهب فهي شعلة نار ساطعة. جاءت الترجمة السبعينية: "من يعطي النساء مهارة الغزل (النسيج) ومعرفة التطريز؟" * لاحظوا هذا: إنه يتحدث عن الجانب العملي. إنه يخلط الأمور الصغيرة بالكبيرة. القديس يوحنا الذهبي الفم يرى القديس أمبروسيوس في هذه العبارة إشارة إلى نسج الصدرية السماوية التي للسيد المسيح بكونه رئيس الكهنة الأعظم، هذه التي تُنسج من قوة الله وحكمته وبرِّه، ومزينة بالحجارة الكريمة. أو هو ثوب العرس السماوي المزين بحجارة متنوعة، ومنسوج بالذهب، إنه نسيج الإيمان العامل.مَنْ يُحْصِي الْغُيُومَ بِالْحِكْمَةِ، وَمَنْ يَسْكُبُ أَزْقَاقَ السَّمَاوَاتِ [37]. "أزقاق" جمع كلمة "زق" أي زجاجة. هل يستطيع إنسان مهما بلغت حكمته أن يحصي الغيوم التي في السماء، ويضعها بدقة، ويحدد حجمها ووزنها؟ ومن يستطيع أن يتحدث عن الأمطار التي تنسكب من السماء كما من زجاجات ضخمة؟ إِذْ يَنْسَبِكُ التُّرَابُ سَبْكًا، وَيَتَلاَصَقُ الطِّينُ؟ [38] إن كان الأشرار كالعصافة في مهب الريح (مز 1: 4) أو كالتراب أو الغبار الطائر في الجو، لأنهم بلا محبة تجمعهم معًا بالروح؛ فإن الله في محبته يهبهم روح الحب ليتلاصقوا معًا ككتل الطين النافعة. |
|