منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 05 - 2023, 09:11 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,179

أيوب | الله يتحدى أيوب ليجيب على أسئلته



الله يتحدى أيوب ليجيب على أسئلته

فَقَالَ الرَّبُّ لأَيُّوبَ مِنَ الْعَاصِفَةِ: [1]
يرى البعض أن الكلمة العبرية المترجمة هنا "عاصفة" تختلف عن تلك الواردة بخصوص العاصفة في الأصحاح السابق. في الأصحاح السابق تُشير إلى حالة اضطرابٍ وهياجٍ وصخب وثورة عنيفة، أما هنا فتُشير مجرد عاصفة تملأ ذهن أيوب بالشعور بالمهابة والوقار لعظمة الله. كما تكلم الله مع موسى على جبل سيناء وسط الرعود والبرق (خر 19: 16-19) هكذا تكلم مع أيوب كعلامة على عظمة جلاله (مز 18: 9-13؛ حب 3: 3-6؛ مز 50: 3-4).
إن كان الله قد ظهر لأيوب كي يزكيه ويبرره أمام الحاضرين، لكن في غير محاباة كشف له عن ضعفاته، وأراد أن ينزع عنه تذمره وشكواه. ففي حنو الله بالإنسان يقدم له بركات لا حصر لها بعد أن يوجهه ليُنزع عنه أخطاءه وضعفاته.
* عندما فقد أيوب كل ثروته، عندما فقد أولاده، بدأ كل شيء يعمل ضده. لكنه إذ أحب الرب عملت كل الشرور التي حلت به لصالحه (أي 42: 9-17). ما حل بجسمه هيأه لإكليل السماء (أي 7: 5). قبل وقت التجربة لم يتحدث الله معه قط كصديقٍ مع صديقه (أي 38: 1؛ 42: 9). إذن لتحل الكارثة، لتسقط المحن، مادام المسيح يأتي بعد الفاجعة!

القديس جيروم
*ماذا إذن عن ذاك الذي أجاب أيوب من العاصفة والسحاب، البطيء في التأديب، والسريع في المعونة، الذي لا يسمح لعصا الخطاة أن تستقر على نصيب الأشرار (مز3:25) لئلا يتعلم الصديقون الشر؟

القديس غريغوريوس النزينزي
قد يتساءل أحد: لماذا تحدث الله مع أيوب خلال العاصفة؟
أولًا: خشي على أيوب من السقوط في الكبرياء بسبب ما سيقدمه من مديح له علانية، حيث يطلب من أصدقائه ليس فقط أن يعتذروا له، بل ويسألوه الصلاة عنهم، لذا أراد الله أن يحفظ حياة أيوب ونصراته بروح التواضع.
ثانيًا: حديثالله مع أيوب خلال العاصفة وليس خلال ملائكة، كما حدث مع بعض القديسين مثل دانيال النبي، أو خلال رؤى كما حدث مع حزقيال النبي، أو أحلام كما حدث مع يوسف الصديق، إنما ليوبخ أصدقاء أيوب، معلنًا كرامة هذا البار أن ينزل إليه الرب نفسه ليدخل معه في حوارٍ، الأمر الذي لم يتأهلوا هم له.
ثالثًا: يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله غطى أيوب بالسحب والعواصف كمن قد جاء ليتحدث معه من كرسي الرحمة الذي على غطاء تابوت العهد (عد 7: 89).
* في رأيي أن (الله) دبَّر في تلك اللحظة أن تغطي البار سحابة حتى ترفع أفكاره، وتقنعه أن هذا الصوت قادم من الأعالي كما في حالة عرش الرحمة الذي كان على تابوت الشهادة (عد 7: 89). فكما أن السحابة هي رمز للسماء، هكذا كأن الله أراد أن يضع السماء عينها على أيوب، وجاء بعرشه يقترب إليه. يبدو لي أن هذا نفسه حدث على الجبل عندما حلت سحابه كثيفة هناك (خر 19: 16) لكي ندرك أن الصوت جاء من الأعالي.
القديس يوحنا الذهبي الفم
ربما يتساءل البعض لماذا بدأ الرب بتوبيخ أيوب وتقديم تساؤلات له تكشف عن ضعفه عن إدراك أسرار الله وحكمته وخطته، مع أنه امتدحه قدام الشيطان وأيضًا دافع عنه أمام أصدقائه. هذا هو حب الله الفائق لمؤمنيه فإنه وإن كان يقف حازمًا معهم أحيانًا حتى في وسط ضيقاتهم وتجاربهم، لكنه يدافع عنهم أمام الغير ويُعد لهم أمجادًا فائقة. إنه يخشى عليهم من السقوط بسيف الكبرياء، لكن عينيه عليهم، يحفظهم ويقدسهم ويمجدهم أمام ملائكته والناس وحتى أمام الشيطان.
* بعد فقدان ممتلكاته، وموت أبنائه، وجراحات جسده، وكلمات زوجته لدفعه نحو الشر، ولغة السَّب الموجهة من معزيه، وسهام الأحزان الكثيرة التي تقبلها بشجاعة، كان يليق بالطوباوي أيوب أن يمدحه الديان من أجل مثل هذه القوة العظيمة للجلد، إذ قد اقترب الوقت لاستدعائه من هذا العالم الحاضر.
الآن قد حان الوقت لقبول ضعفين، ويسترد صحته السابقة حتى يمكنه أن يتمتع بممتلكاته المستردة له إلى وقت طويل. لهذا فإن الله يوبخ بعدالة حازمة، ذاك الذي حفظه حيًّا، لئلا بنصرته ذاتها يهلك بسيف الكبرياء.
البابا غريغوريوس (الكبير)
مَنْ هَذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟ [2]
كان يليق بأيوب أن يلقي ضوءً على حكمة الله، فيتعرف الغير عليها، لكنه عوض ذلك تحدث عن الظلم الساقط تحته. هكذا يصحح الله موقف أيوب الذي وإن كان بارًا، لكنه نطق ببعض كلمات العتاب فشوّه صورة خطة الله أمام الحاضرين.
يعاتبه الله قائلًا له: من أنت يا من تود أن تتحدث عن أسرار الله العميقة وعدله وعنايته، فإنك إذ لا تدركها تقدم تفسيرًا مظلمًا لها.
جاء النص في الترجمة السبعينية: "من الذي يخفي مشورة عني، ومن الذي يغلق على كلمات في قلبه ويظن أنه يخبئها عني". وجاء في الترجمة اليسوعية: "من هذا الذي يُسوِّد تبريري بأقوالٍ ليست من العلم بشيء؟" استخدم القديس كيرلس الكبير هذه العبارة في تفسيره لإنجيل لوقا (لو 22: 64) "وغطوه (عصبوا عينيه) وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين: تنبأ، من هو الذي ضربك؟"
* يقول في موضع ما خلال أحد أنبيائه القديسين: "من هذا الذي يخفي مشورة عني، ومن الذي يغلق على كلمات في قلبه؟" (أي 2:38) ذاك الذي يفحص القلوب والأذهان وواهب كل نبوة كيف يمكن ألا يعرف من ضربه (لو 64:22)؟ كما يقول المسيح: "الظلمة أعمت عيونهم؛ وأذهانهم قد أميت (راجع يو 40:12).
القديس كيرلس الكبير
* يشير الله إلى المسافة الشاسعة التي تفصلنا عنه. "أخبرني: من الذي يحاول أن يخفي نفسه عني أنا العارف بالأسرار بدقة؟!"
القديس يوحنا الذهبي الفم


اُشْدُدِ الآنَ حَقْوَيْكَ كَرَجُلٍ،
فَإِنِّي أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي [3].
بينما ظهر الله في العاصفة حيث لا يقدر إنسان أن يقف أمامها، إذا به يطلب من أيوب أن يتمنطق كمن يُعد نفسه لعملٍ غاية في الخطورة (خر 11:12، 1 مل 46:18).
جاءت كلمة "رجل" גֶבֶר هنا في العبرية geber لتعني بطلًا. كأن الله يقول له: لتنزع من فكرك كل المخاوف، ولتقف في شجاعة كبطل أمامي، أقدم لك سلسلة من الأسئلة، إذ تجاوبني عليها تجاوب على نفسك بنفسك بخصوص الأسئلة التي كنت تستعرضها على أصدقائك من نحوي.
أما قوله "أشدد حقويك" أو تمنطق، فإذ كانت الثياب واسعة في القديم، كان الإنسان يلتزم بالتمنطق للجري أو العمل أو الدخول في معركة. إلى يومنا هذا يتمنطق أغلب الجند والقادة أثناء المعارك الحربية.
* إذ سقط أيوب في حالة تثبط، رده الله بهذه الكلمات عما فيه.
*التمنطق هو جزء من سير النفس، اسمع ما يقوله الله لذاك البار: "أشدد الآن حقويك كرجلٍ، فإني أسألك فتعلمني" (أي 3:38). هذا يقوله أيضًا لكل الأنبياء. يقول لموسى أن يتمنطق. وهو نفسه ظهر لحزقيال (حز 11:9) LXX. متمنطقًا. لا، بل والملائكة أيضًا يظهرون لنا متمنطقين (رؤ 6:15) بكونهم جنودًا. إذ تتمنطق نقف أيضًا بشجاعة، وبوقوفنا تتمنطق .
القديس يوحنا الذهبي الفم
*أيوب أيضًا أمره الرب أن يمنطق نفسه، كما لو كان نوع من العلامة على النضوج (الرجولية) والاستعداد للعمل. قال لأيوب: "منطق حقويك كرجلٍ" (أي 38: 3).
القديس باسيليوس الكبير
*بهذا أيضًا يفتخر القديس داود أنه يتمنطق بقوة الله (مز 32:18)، ويتحدث عن الله نفسه أنه ملتحف بالقوة (مز 1:93)، ويتمنطق بقوته -ضد الأشرار- وإن كان البعض يفضلون أن يروا في هذا إعلانًا عن فيض قوته، كما لو كانت تبدو مقيدة، إذ هو ملتحف بالنور كثوبٍ (مز 2:104). فإنه من يحتمل قوته غير المحدودة ونوره؟
القديس غريغوريوس النزينزي
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | إذ انتهت المحاكمة لم يترك الله أيوب ليموت في وسط آلامه
أيوب | دعوة أيوب إلى التأمل جيدًا في كلمات الله العجيب
أيوب | يتحدى أليهو أيوب
الأنبا أنطونيوس قصة أيوب إبليس لم يكن هو القوي، بل الله الذي سلم إليه أيوب لامتحانه
ليس من محنة في الوجود خطيرة ومخيفة سوى محنة واحدة، هي محنة الخطيئة


الساعة الآن 12:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024