رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صوت الله في كل خصومة يتسابق الكل على من تكون له الكلمة الأخيرة التي يُختم بها الحوار، الآن نرى الرب ترك الحوار مفتوحًا بين أيوب وأصدقائه الثلاثة حتى توقف الكل، ثم تدخل أليهو وتحدث حتى توقف، وأخيرًا تدخل الله لينهي كل حكم بشري ويعلن حكمة الإلهي النهائي. في تدخل الله وظهوره وحواره العلني صورة رائعة لاهتمام الله الفائق بالنفوس المجروحة، التي لا تجد من يسأل عنها ويترفق بها. قد يأخذ موقفًا حازمًا، لكنه في حزمه يعلن أبوته وحنوه، ويشرق ببهائه على المتألمين فيصيرون مطوبين! حقًا لم يجب الله على أسئلة أيوب مباشرة، لكنه أعطاه الفرصة للحوار مع خالقه القدير، وأمسك بيده ليلمس بنفسه رعاية الله بكل البشرية، وأعماله الفائقة من أجلها. دخل بأيوب أمام سرّ حب الله الفائق للإنسان، فصمت أيوب وشعر بالعجز تمامًا، فرفعه الله إلى ما لم يكن في ذهنه؛ قدم له أكثر مما سأل وفوق ما طلب. جاءت الاتهامات ضد أيوب بواسطة أصدقائه الشيوخ، فأعتمت طريق الحكمة، حتى تكلم أليهو، فظهر نور الفجر. بعد حديث أليهو تكلم الله لتتم استنارة طريق الحكمة تمامًا بصوت الله. قال أصدقاء أيوب إن الله ليس بالضرورة يتكلم، وها هو يتكلم مع أيوب ويدخل معه في تحدٍ كما لو كان الند للند. هذا من فيض حب الله الفائق لمؤمنيه. يود أن يحاجج ويحاور ويناجي ويعزي. دخل الله في تحدٍ مع الشيطان (أي:1-8، 2:2-3)، والآن يتحدى أيوب، وقد مرّ هذا التحدي بمرحلتين، وبين المرحلتين أظهر أيوب خضوعه لله. كانت إجابة أيوب في كل مرة غاية في الاختصار (أي 3:40-5، 1:42-6). |
|