رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا لغنى عظمة الله هَا هَذِهِ أَطْرَافُ طُرُقِهِ، وَمَا أَخْفَضَ الْكَلاَمَ الَّذِي نَسْمَعُهُ مِنْهُ! وَأَمَّا رَعْدُ جَبَرُوتِهِ فَمَنْ يَفْهَمُ؟ [14] يختم أيوب حديثه هنا معترفًا بحب الله للإنسان حيث يكشف "أطراف طرقه" أو نصيبًا من حكمته وقدرته وخطته قدر ما يستطيع الإنسان أن يحتمل أو يدرك. لكن مهما نلنا من معرفة لأسرار الله تُحسب قليل القليل مما يريد أن يعلنه لنا. إننا نسمع همسًا خفيفا من كلامه. "ما أخفض الكلام الذي نسمعه منه!" إننا لا نزال "نعلم بعض العلم، ونتنبأ بعض التنبوء" (1 كو 12: 9). إننا نتغنى مع الرسول بولس قائلين: "ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الاستقصاء" (رو 11: 33). يستحيل علينا ونحن بعد في هذا العالم أن نبلغ إلى أعماق معرفة الله وحكمته، فإننا نراه كما في مرآة، في لغز، حتى نلتقي به وجهًا لوجه في الحياة العتيدة (1 كو 13: 13). هكذا القليل الذي نناله يُحسب كرعدٍ عظيمٍ ومهوبٍ للغاية، "وأما رعد جبروته، فمن يفهم؟" يرى القديس أمبروسيوس أن الله إذ يتكلم يرعد، لأن الإنسان في عجزه عن إدراك أسرار الله يقف في دهشة أمام الحديث الإلهي كمن أمام رعدٍ لا يُدرك سره. * إنه لائق جدًا أن يؤسس (المسيح) رعود بمجيئه، أعني قوة الأسفار المقدسة السماوية وصوتها وذلك كنوعٍ من الرعد. بمعنى أن أذهاننا تُصاب بدهشة، فتعلم أننا نخشى المنطوقات السماوية ونهابها جدًا. أخيرًا ففي الإنجيل دُعي إخوة الرب "ابني الرعد"، وعندما نطق صوت الآب قائلًا للابن: "مجدت، وأمجد أيضًا" (يو 12: 28)، قال اليهود: "قد حدث رعد". فمع عجزهم عن نوال نعمة الحق إلا أنهم اعترفوا لاإراديًا، ونطقوا بغير معرفة بسرٍّ الشهادة العظمَى للآب عن الابن. في سفر أيوب أيضًا يقول الكتاب: "من يعرف متى يصنع قوة رعده" (أي 26: 14 LXX ). القديس أمبروسيوس * هذه الرؤية محفوظة كمكافأة لإيماننا، يقول عنها الرسول يوحنا: "إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (1 يو 2:3). نفهم "وجه" الله "إعلانه"، ليس جزءً من الجسد مشابهًا للذي في أجسادنا وندعوه بهذا الاسم. القديس أغسطينوس "من يقدر أن يتطلع إلى رعد عظمته؟" [14] إنه كمن يعبِّر عن نفسه بكلمات صريحة: إن كنا بالكاد نحتمل عجائب تواضعه، فبأية جسارة نواجه مجيء (أو ظهور) جلاله المرتفع والمهوب؟ رعد مجيئه هذا يصفه المرتل أيضًا، قائلًا: "إلهنا يأتي في قوة، إلهنا لا يصمت، نار تلتهم أمامه، وعاصف قدير حوله" (مز 3:50). البابا غريغوريوس (الكبير) القديس إكليمنضس السكندري |
|