رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالتوبة نشفع في إخوتنا يُنَجِّي غَيْرَ الْبَرِيءِ، وَيُنْجَى بِطَهَارَةِ يَدَيْكَ [30]. ختم أليفاز حديثه بتوجيه توبيخ قاس لأيوب. فإن كان أيوب قد اعتاد أن يقدم ذبائح عن أولاده لعلهم يكونوا قد أخطأوا ولو بالفكر ضد الله (أي 1: 5)، حاسبًا نفسه وأهل بيته أبرّ من غيرهم، فإن الله لم يسمع له، ولم ينجه هو ولا أنقذ أولاده، وهذه علامة شره. فالإنسان الراجع إلى الله يطلب حتى عن غيره البرىْ فينجيه، وذلك من أجل طهارة يدي البار الرافع يديه للصلاة. وكأنه يستخف بأيوب قائلا له: لو أن يديك طاهرتين لقُبلت صلواتك وذبائحك عن نفسك وعائلتك، لكن لأنهما شريرتان جلبتا شرًا للكل! حقًا لا يتمتع الإنسان التقي بعمل الله فيه وحده، وإنما إذ باتساع قلبه يصلي عن الآخرين يستجيب الله له، كما فعل الرسول بولس وهو في السفينة (أع 27: 24). لم يكن أليفاز يدرك أن ما يقوله يتحقق فعلًا حيث يصلي أيوب عنه وعن زميليه (أي 42: 8). لعل أليفاز يتنبأ عن السيد المسيح الشفيع الكفاري دون أن يدري. من هو هذا الطاهر اليدين سوى السيد المسيح الذي بلا خطية وحده؟ إنه يبسط يديه على الصليب، طالبا: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" قام بقدرته، واهبا البشرية غير البريئة إمكانية الخلاص والغلبة على الموت، والنجاة! حقًا مسيحنا وحده بدمه ينجي الإنسان غير البريء وذلك بقوة دمه المسفوك على الصليب. |
|