في العهد الجديد يوصينا الروح القدس أن نجتهد لكي نحفظ «وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ»، وهذا يقتضي أن نسلك «بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ» وأن نحتمل بعضنا بعضًا في المحبة (أفسس٤: ٢-٣). وقبل أن يشجع الرسول بولس مؤمني فيلبي بحقيقة أن «اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ» حرَّضهم أن «تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ» (فيلبي٢: ١٢-١٣)، فالمسيحية ليست هي ديانة الأعمال التي تحاول أن تُرضي الله بالمجهود الذاتي، لكنها أيضًا لا تُشَجِّع مُطلقًا على حياة التساهل والتراخي وأن ننتظر من الله أن يعمل كل شيء من أجلنا ونحن لا نريد أن نُحَرِّك ساكنًا لنحفظ وصايا الرب وكلامه ولا أن نتعب في خدمته والعمل معه، بينما في الواقع الله يُريد لنا أن ننمو وأن تقوَى عضلاتنا الروحية وأن تنضج شخصياتنا حتى نتمِّم مشيئة الله في حياتنا.