إذ سبق أن تنبأ عن صور قدمها كسفينة ثمينة في مواد بنائها وحمولتها. لها طاقمها الممتاز وحراسها رجال حرب، جنحت وسط البحار وغاصت مع حمولتها إلى الأعماق فانهار العاملون عليها وتجارها وصارت عبرة لكل السفن الأخرى. أما هنا إذ يتنبأ عن فرعون مصر يقدم لنا "شجرة الأرز" العالية حتى بلغت قمتها السحاب، والغنية في فروعها لتأوي طيور السماء وحيوانات البرية تحت ظلها... هذه التي تنهار أيضًا وتسقط. هذه الشجرة كما وردت في الترجمة السبعينية "آشور" وكأنه يقدم لفرعون مثلًا عمليًا أمامه، دولة آشور التي انهارت ليحل محلها الإمبراطورية البابلية. ويرى بعض الدارسين أنه يتحدث عن فرعون مصر نفسه كشجرة الأرز العالية، على أي الأحوال المثال ينطبق على فرعون مصر المتشامخ كما على آشور من قبله، بل ينطبق على كل نفس متشامخة متكبرة.