رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسم الملك الكاهن اَللهُ مَعْرُوفٌ فِي يَهُوذَا. اسْمُهُ عَظِيمٌ فِي إِسْرَائِيلَ [1]. عظيم هو الله، ومجده في داخله، ولا يحتاج إلى من يَّعظمه أو يمجده. معرفتنا له ولمجده ولأسراره لا تضيف إلى مجده شيئًا. إنما تجعل منه عظيمًا فينا، وممجدًا في حياتنا. يشير سبط يهوذا إلى إسرائيل ككل بكونه السبط الملوكي صاحب السلطان على كل الشعب وكما جاء في المزمور 114: 2 "كان يهوذا مقدسه، وإسرائيل محل سلطانه". حقا لا يستطيع أحد أن يتعرف عليه ما لم يكن منتسبًا ليهوذا، ولا ينعم أحد بالتلامس مع عظمة اسمه ما لم يصر إسرائيليًا. لكن ليس بالمفهوم الحرفي لسبط يهوذا وشعب إسرائيل القديم. ينطبق هذا القول على من كان بالحق ينتسب ليهوذا روحيًا، ويصير عضوًا حيًا في إسرائيل الجديد روحيًا. صار اسم الله معروفًا في يهوذا، إذ هو ابن داود، الأسد الخارج من سبط يهوذا، يهب مؤمنيه حياة النصرة. جاء السيد المسيح ملك الملوك ورئيس الكهنة السماوي ليملك على إسرائيل الجديد (الكنيسة)، ويعلن عن سكناه في صهيون. يرى الأب أنثيموس الأورشليمي أن اسم الله صار عظيمًا في الأمم مثل مصر وبقية أقطار المسكونة، حيث صارت يهوذا الجديد وإسرائيل الروحي الجديد. * قبل أن يجلب الصليب النور للعالم، قبل أن يُرى الرب على الأرض كان الله معروفًا في يهوذا؛ في إسرائيل كان بالأكثر اسمه عظيمًا. ولكن لما جاء المخلص دوَّى صوته في الأرض كلها وبلغت رسالته إلى أقاصي العالم . القديس چيروم * قبل قيامة المسيح كان الله معروفًا في اليهودية فقط، واسمه عظيم في إسرائيل وحدها. القديس چيروم * انظروا فإننا نحن أيضًا نقول هذا، إن لم يكن الشخص في يهوذا لا يمكن أن يكون الله معروفًا له. ولكن ماذا يقول الرسول؟ اليهودي في الخفاء، الذي هو هكذا في ختان القلب، لا بالحرف بل بالروح. يوجد يهود في ختان الجسد، ويوجد يهود في ختان القلب. كثير من آبائنا القديسين (في العهد القديم) لهم ختان الجسد كختم للإيمان، ولهم ختان القلب من أجل الإيمان نفسه. من هؤلاء الآباء جاء أناس لهم مجد الاسم (كيهود) ولكنهم فقدوا العمل، بقوا يهودًا في الجسد، ولكنهم وثنيون في القلب... من يهوذا جاء داود، ومن داود الرب يسوع المسيح . إننا إذ نؤمن بالمسيح نُنتسب ليهوذا، ونعرف المسيح... ماذا يُقال عن إسرائيل؟ "الذي يرى الله". كيف رأوا الله الذي سار بينهم في الجسد، وقد حسبوه إنسانًا وقتلوه...؟ "اسمه عظيم في إسرائيل". أتريدون أن تكونوا إسرائيل؟ لاحظوا ذاك الإنسان الذي قال عنه الرب: "هوذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه" (يو1: 47). إن كان الإسرائيلي حقًا لا غش فيه ، فإن من كان فيه غش أو كذب لا يكون إسرائيليًا بالحق . القديس أغسطينوس * إننا نطلب هذه الطلبة لا لكون اسمه غير مقدس، بل لكي نراه مقدسًا، أي نطلب ألا نرى شيئًا أكثر قداسة منه، خائفين من معارضته. فقد قيل: "الله معروف في يهوذا، اسمه عظيم في إسرائيل" (مز 76: 1). فلا يُفهم هذا كما لو كان اسمه عظيمًا في مكانٍ أكثر من آخر، بل يكون عظيمًا حيثما دعوناه عظيمًا. هكذا يُقال إن اسمه قدوس حيثما دعي بوقارٍ وخُشي من معارضته. وهذا ما نسعى لتحقيقه بالتبشير بالإنجيل، ليُدعى اسم الله الواحد بواسطة تدبير ابنه . القديس أغسطينوس * كان الله معروفًا في اليهودية وحدها (مز 76: 1)، واسمه كان يُدعى في إسرائيل، أما الآن فقد خرجت أصواتهم إلى كل الأرض، وبلغت كلماتهم إلى أقصى العالم (مز 19: 4)، فإن خدام إسحق (كرمز للمسيح) ذهبوا إلى كل العالم يحفرون الآبار (تك 26: 22) ويُظهرون المياه الحية للكل، معمِّدين الأمم باسم الآب والابن والروح القدس (مت 28: 19)، لأن "للرب الأرض ومملؤها" (مز 24: 1). العلامة أوريجينوس * قبل مجيئه كان اسم المسيح بين شعب إسرائيل محصورًا في أذهان اليهود كما في نوع من الأوعية. لأن "الله معروف في يهوذا، اسمه عظيم في إسرائيل". بمعنى أن الاسم الذي كان في أوعية اليهود كان محصورًا في حدودهم الضيقة... لكن بعد ذلك، ذاك الذي بمجيئه أشرق على العالم كله، نشر اسمه الإلهي في مناطق متسعة على كل الخليقة...إذ ملأ الفراغ صار اسمه عجيبًا في كل العالم. سكب اسمه يعني نوعًا من الغزارة الفائضة للنعم ووفرة الخيرات السماوية. لأن ما يُسكب إنما يفيض بوفرةٍ كثيرةٍ . القديس أمبروسيوس * قبل مجيء المسيح كان الله معروفًا في يهوذا وحدها. لكن بعد مجيئه ملأت نعمته العالم كله، حتى دوَّى صوت الرسل خلال الأرض كلها، وبلغت رسالتهم إلى أقاصي العالم . الأب قيصريوس أسقف آرل * يقول الرب نفسه في الإنجيل: "إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمُت، فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت، تأتي بثمرٍ كثيرٍ" (يو 12: 24). بعد أن ماتت حبة الحنطة الثمينة ودفنت خلال الآلام، من هذه الحبة الواحدة جاء حصاد الكنيسة الذي انطلق في العالم. لم يعد الله مشهورًا في اليهودية وحدها كما كان سابقًا، ولا اسمه صار معبودًا في إسرائيل وحدها، وإنما صار من مشرق الشمس إلى مغربها (مز 76: 1). الأب قيصريوس أسقف آرل * حيث أن إسرائيل تعني "من يرى الله"، فمن الضروري أن كل شخص يستنير بالنعمة - يهوديًا كان أو يونانيًا - يتحرر من عبودية مصر، حتى وإن كان فرعون -أي الشيطان- يضغط عليه بنيرٍ ثقيلٍ . الشماس قودفيلتيدس من هو إسرائيل الذي اسمه عظيم؟ كل مؤمنٍ يتمتع باستنارة النعمة الإلهية. كَانَتْ فِي سَالِيمَ مَظَلَّتُهُ، وَمَسْكَنُهُ فِي صِهْيَوْنَ [2]. من لا يشتهي أن يقيم السيد المسيح مظلته في قلبه، ويعلن سكناه في أعماقه؟ لتصر قلوبنا أورشليم الجديدة، حيث السلام الداخلي، أي تصير ساليم الجديدة التي يملك عليها ملكي صادق السماوي، كما ملك ملكي صادق قديمًا على ساليم. حقًا توجد خيمته في ساليم (اختصار كلمة أورشليم)، أي تتأسس كنيسته على السيد المسيح الذي على رتبة ملكي صادق (مز 110: 4، عب 5: 6، 10، 20)، ملك ساليم (تك 14: 18، عب 7: 1، 21)، ملك السلام والبرّ، خلال ذبيحته وكهنوته، فتتحطم أسلحة العدو إبليس [٣]. مسكن المسيح هو صهيون الجديدة، أي كنيسته. أما كلمة "صهيون" فمعناها حصن أو برج رقابة، لذلك حيث توجد معرفة الكتاب المقدس حصننا في النفس وتعاليمه فهي مسكن الله. * يلزمنا أن نفعل الصلاح إن أردنا أن نترك الشر. يلزمنا أن نطلب السلام إن أردنا تجنب الحرب. ولا يكفي مجرد طلبه، وإنما حينما نجده، وعندما يهرب من أمامنا، يلزمنا أن نقتني أثره بكل طاقاتنا. فإنه "يفوق كل فهمٍ" (في 4: 7). (السلام) هو مسكن الله. وكما يقول المرتل: "في سلام مسكنه" (مز 76: 2 LXX). القديس چيروم * "في ساليم": ها أنتم ترون المعنى الحرفي هو أورشليم - أي ساليم - هذه التي كانت تُدعى أولًا ساليم، ومؤخرًا "يبوس Jebus"، وأخيرًا أورشليم. هذه هي ساليم التي كان ملكي صادق هو ملكها (عب 7: 1). ونحن نقرأ: ما هو معنى: "أنت كاهن على رتبة ملكي صادق"؟ واضح أنه يشير إلى المسيح. قدَّم هرون ذبائح، وسكب دم ذبائح حيوانية. لم يفعل ملكي صادق شيئًا من هذا، إنما قدم خبزًا وخمرًا. ولهذا السبب قيل: "على رتبة ملكي صادق". لا توجد خيمة للرب إلاَّ حيث يوجد سلام. لكن حيث يوجد صراع وخلاف لا يكون الله هناك كحامٍ للموضع. لنقبل تفسير الترجمة السبعينية مسكن الله يكون فقط في النفس المملوءة سلامًا. لذا لتعرف النفس التي بلا سلام أنها ليست مسكنًا لله. "سلامًا أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم" (يو ١٤: ٢٧). السلام هو ميراثنا من المخلص . القديس چيروم * كانت صهيون مدينة اليهود. صهيون الحقيقية هي كنيسة المسيحيين. لكن تفسير الأسماء العبرية بلغ إلينا. "يهوذا" معناه "اعتراف"، و"إسرائيل" معناه "من يرى الله". بعد يهوذا يأتي إسرائيل. أتريد أن ترى الله؟ أولًا اعترف، وعندئذ يصير مسكن الله فيك، إذ "في سلام مسكنه". ما دمت لا تعترف بخطاياك، فأنت في نزاع مع الله[12]. القديس أغسطينوس هُنَاكَ سَحَقَ القِسِيَّ البَارِقَةَ. المِجَنَّ وَالسَيْفَ والقِتَالَ. سِلاَهْ [3]. حاصر الأشوريون أورشليم، ولكنهم التزموا برفع الحصار بطريقة معجزية من قبل الله، إذ قيل: "وكان في تلك الليلة أن ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور مئة ألف وخمسة وثمانين ألفًا، ولما بكروا صباحًا إذ هم جميعًا جثث ميتة، فانصرف سنحاريب ملك أشور، وذهب راجعًا وأقام في نينوى" (2 مل 19: 35-36). ما حدث هنا يحدث بصورة أو أخرى، علانية أو خفية، في حياة الكنيسة في كل جيل، كما في حياة أولاد الله كأعضاء في كنيسته. يرى القديس أغسطينوس أن الذين لا يعترفون بخطاياهم، وفي تشامخ يدخلون كما في معركة ضد الله، تنكسر كل أسلحتهم التي يعتمدون عليها. * إذن أين مسكن الله؟ في أورشليم وفي صهيون. في أورشليم حيث يقوم السلام، وفي صهيون حيث برج المراقبة. ليت النفس البشرية التي بها سلام الله والتأمل، وثانيًا تكون في الكنيسة وبالتأكيد مرتبطة بالأسفار المقدسة. بالتأكيد فيها يكون السلام ومسكن الله وعاصمته هناك يحطم سهام القسيّ البارقة، السهام التي يصوِّبها الشيطان. يحطم الرب دومًا الدرع والسيف وأسلحة الحرب . القديس چيروم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيح إذًا أعظم من الكاهن (هارون)، ومن الملك (داود) |
المسيح الملك الكاهن |
مزمور 76 |حكم الملك الكاهن |
مزمور 76 | عمل الملك الكاهن |
إن الملك أو النبي أو الكاهن الممسوح من قبل الله |