رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخشبة و القذى (1) تأملات في البشارة للقديس متى الاصحاح السابع "«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!" مت1:7-5 يتحدث الرب هنا عن الإدانة فيُشبه الخطايا بالخشب في العين و هو تشبيه لم يستخدمه أي أحد غير رب المجد. هذا يعني أن أي خطية في حياتي من المفروض أن أشعر بها كما لو كانت خشبة في عيني! أتستطيع أن تتخيل أن تكون هناك خشبة في عينك؟ إن الألم الذي أشعره عندما يدخل شئ بسيط في عيني يجعلني أفكر أن كم الألم الذي من المفروض أن تُشعرني به خطيتي رهيب؟ لهذه الدرجة الخطية مؤذية! لهذه الدرجة تجرحنا الخطية! الغريب هو إني أفعل الكثير من الخطايا و مع ذلك لا أشعر بالألم! و السبب في هذا هو أننا نستخدم كم من المُسكنات الروحية لكي لا نشعر بهذا الألم العنيف في هذا الجزء الحساس و هو العين. هناك الكثير من المسكنات مثل إدمان العمل؛ أو تبرير الخطية بأسباب على الرغم من أن معظمنا يعلم جيداً أن هذه الأسباب هي أسباب بالية و لا نقبلها من الأخرين و لكن نقبلها من أنفسنا. أيضاً أحد المسكنات المشهورة هي التديُن! و كأن فعلى لبعض المراسم مثل الذهاب إلى الكنيسة و الخدمة كأداء واجب قد يُزيل هذا الألم العنيف! المهم أن كل منا يجد شيئاً يلهيه عن الخطية! و بالفعل فإن هذه المُسكنات تنجح و لكن مع الوقت و مثل أي مُسكن يتم تعاطيه بإنتظام تفقد هذه المُسكنات مفعولها و نضطر لزيادة الجُرعة حتى نصل لأخر الجُرعة المُمكنة و نضطر ساعتها لإستخدام مُسكن أخر! و تتكرر نفس القصة مع المُسكن الأخر و هكذا إلى أخره. الغريب أننا نسمع الناس، و حتى أنفسنا، يستخدمون ألفاظاً تدل على هذا الألم مثل أن يقول شخص: {يوجد في داخلي ألم و أرق منذ فترة و لا أعلم مصدره}! إن مصدر في هذا الألم غير المفهوم هو الجرح الذي تُسببه الخطية اللعينة في عيوننا الداخلية! و لكن لماذا صمم الله هذا الألم؟ أيريد الرب أن يُعذبنا؟ لا بل أن من محبة الرب بنا هو هذا الألم المرتبط بالخطية! تخيل لو لم تكن الزائدة الدودية تؤلم بشدة عند إنفجارها؟! في هذه الحالة لفقدت العديد من أقاربي بسبب إنفجار الزائدة الدودية لأنهم لم يشعروا بأي شئ و بالتالي لم يُعالجوها و ماتوا. أو تخيل أن النار لا تلسع؟! في هذه الحالة كنت سأحترق عدة مرات و ربما أموت و أنا لا أشعر بشئ على الإطلاق! و لكن من رحمة الرب بنا هو هذا الألم العنيف و الذي يُنبهنا أن هناك خلل يحتاج لإصلاح! نفس الشئ مع الخطية. و أظن أننا لم نسمع أن مريض ذهب إلى المستشفى بألام الزائدة الدودية فإذا بالطبيب يعكيه مُسكن و يطلب منه الرجوع إلى البيت و إعتبار أن المشكلة قج تم حلها! الرب يعرف كم تؤذينا الخطية و لذلك وضع الألم ليكون بمثابة تحذير لنا لكي يُنقذ حياتنا. و السبب في هذا هو أن الرب يريد دائماً الخير لنا و يفضل أن تصاب عيوننا بخشبة الخطية من أن نموت "لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ" مت29:5. الرب جميل! |
|