* "جعلوا أفواههم ضد السماء وألسنتهم تعبر فوق الأرض"...
· إنه لا يفكر في أنه يمكن أن يموت فجأة وهو يتكلم، إنما يهدد كمن يعيش على الدوام. فكره يعبر فوق الضعف الأرضي، ولا يعرف ماهية نوعية الإناء الذي يلتحف به. إنه لا يعرف ما هو مكتوب في موضع آخر عن مثل هؤلاء البشر: "تخرج روحهم فيعودون إلى ترابهم، في ذلك اليوم تهلك كافة أفكارهم" (مز 146: 4). أما هؤلاء الناس إذ لا يفكرون في يومهم الأخير، يتكلمون في كبرياء، ويجعلون أفواههم في السماء، متجاوزين الأرض. لو أن لصًا لا يفكر في يومه الأخير، أي يوم محاكمته الأخيرة عندما يُرسل إلى السجن، لا يوجد من يكون رهيبًا أكثر منه، وكان يليق به أن يهرب .
القديس أغسطينوس