رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقبل معونته، بدلًا من أن تخاصمه تبع فرعون مصر وجيشه بني إسرائيل حتى لم يعد لهم مفر، لأن البحر الأحمر كان أمامهم، فضاقت نفوسهم جدًا، وصرخوا متذمرين، قائلين لموسى النبي: "أَلَيْسَ هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْنَاكَ بِهِ فِي مِصْرَ قَائِلِينَ: كُفَّ عَنَّا فَنَخْدِمَ الْمِصْرِيِّينَ؟ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ نَخْدِمَ الْمِصْرِيِّينَ مِنْ أَنْ نَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ" (خر 14: 12). ولكن الله كلم موسى النبي، قائلًا: "... مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا وَارْفَعْ أَنْتَ عَصَاكَ وَمُدَّ يَدَكَ عَلَى الْبَحْرِ وَشُقَّهُ، فَيَدْخُلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ" (خر 14: 15، 16). لقد كان الله مستعدًا للتدخل في الوقت المناسب، لكن الشعب انشغلوا بالتذمر، وتكلموا بالاِفتراء على الرب، وكأن الرب قد أخرجهم من أرض مصر ليُمِيتَهم. لقد نسوا العبودية المرة التي صرخوا لكي يخلصهم الله منها، كقوله: "وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ الْكَثِيرَةِ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ مَاتَ. وَتَنَهَّدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ وَصَرَخُوا، فَصَعِدَ صُرَاخُهُمْ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِ الْعُبُودِيَّةِ" (خر 2: 23). ونسوا أيضًا يد الله القوية، التي حررتهم من عبودية فرعون القاسية. ونسوا أن الله ما زال مستعدًا لتقديم حبه لهم. إن سبب تذمرهم على الله وعلى موسى هو أفكارهم الشريرة نحو الله. لقد افترضوا أن الله سيتركهم يهلكون. ولكن التساؤل الهام هو: لماذا لم يروا الله الحنون المستعد أن ينجي؟ كقوله: "أَمَّا خَلاَصُ الصِّدِّيقِينَ فَمِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، حِصْنِهمْ فِي زَمَانِ الضِّيقِ... وَيُخَلِّصُهُمْ، لأَنَّهُمُ احْتَمَوْا بِهِ" (مز 37: 39، 40). ويعاتب الرب أمثال هؤلاء المتذمرين، بقوله: "فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، فَقَالَ: لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِالشَّرِّ فِي قُلُوبِكُمْ؟" (مت 9: 4). إن العدو الشرير كثيرًا ما يعمي أذهان البشر عن عون الله المقدم لهم في وقت شدتهم، بل أكثر من هذا يدفعهم إلى التذمر على الله ومخاصمته، كما حدث مع أيوب البار، الذي وبخه صديقه أليهو بن برخئيل، لأنه تجرأ وتذمر على الله، قائلًا: "لِمَاذَا تُخَاصِمُهُ؟ لأَنَّ كُلَّ أُمُورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا" (أي 33: 13). القارئ العزيز... قف أمام الله وقت شدتك، وتضرع له بخشوع. احذر لئلا يدفعك إبليس للافتراء والتذمر على الله الصالح الرحوم، فتتهمه بأمور رديئة، وتنسى حبه لك، أن من يقبل ضلال إبليس سيهلك لا محالة، كقول الكتاب لبني إسرائيل: "هَلاَكُكَ يَا إِسْرَائِيلُ أَنَّكَ عَلَيَّ، عَلَى عَوْنِكَ" (هو 13: 9). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اتكل على الله واطلب معونته |
واطلب معونته |
تطلب معنوته لينجيك من هذه الضيقة |
واتكل على معونته |
صلى بايمان وطلب معونته |