رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس ثيؤفان الحبيس فى رسالة أخرى يقول ثيؤفان أنَّ الإيمان المسيحي ليس مجرد نظام عقيدي، بل هو وسيلة وطريقة لاستعادة الإنسان الذي سقط، بموت الإله المتجسد وبنعمة الروح القدس "انظر أيّ من هؤلاء الذين تبعوا الرب وسترى أنَّه قليلًا قليلًا ينمو في الروح ويصير عظيمًا"، والأب سيرافيم (أيّ سيرافيم ساروفسكى) هو مثال لذلك، لقد كان بسيطًا غير متعلم، لكن مع ذلك إلى أيّ علو قد ارتقى؟! وكان ثيؤفان يؤكد دومًا على أهمية الحياة الكنسية وعلى أنَّه لا خلاص لأحد خارج الكنيسة، فيقول: "لا يمكن لأحد أنْ يخلص وحده، لأنَّ الرب قد صنع جسدًا واحدًا من المؤمنين جميعهم، فلا أحد يخلص إلاَّ في الكنيسة أيّ في الاتحاد الحي مع جماعة المؤمنين كلهم في الكنيسة، ومع الرب نفسه كرأس لها". ويؤكد على وحدة الكنيسة فيقول أنَّ الرب قد دعَى الكنيسة "كرمة" وهو نفسه الساق، والمؤمنين كلهم هم الأغصان، فالكنيسة في جميع أعضائها هي كلٌ واحد لا ينقسم متحد بحياة الرب نفسه، وكما يذبل الغصن ويجف متى نُزع من الشجرة، كذلك فإنَّ كل مَنْ يفصل نفسه عن كنيسة الله، وبالتالي عن الرب، لا تعود له حياة، ويوضح القديس بولس هذا الاتحاد الحيوي الأساسي بين المؤمنين مع الرب خلال الكنيسة بأنْ يُسمِّى الكنيسة "جسد المسيح"، فنحن المؤمنون جميعًا جسد المسيح، والمسيح الرب هو رأس هذا الجسد،وكما هو الحال في أجسادنا، كذلك لا يعيش العضو لنفسه بل في حياة مشتركة مع الجسد كله، وما أنْ ينفصل عن الجسد حتى يموت ويفسد، والمؤمن لا يعيش في عزلة وانفصال بل في شركة مع حياة الكنيسة كلها، وإذا انفصل عنها يموت روحيًا وهكذا يهلك. |
|