18 - 12 - 2022, 12:38 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
لأنكم تحتاجون إلى الصبر أعطى الرب للصبر أهمية عظمى، قائلًا: "لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ" (عب 10: 36). ولكن الناس وقت الضيق يتطلعون لزوال الغَمّ والكَرب سريعًا، متسائلين في ضجرٍ قائلين: إلى متى أبقى ثابتًا في طريق الإيمان متمسكًا بالكمال وسط معاناتي؟! لقد سَخَرت امرأة أيوب من زوجها المتألم المجرّب، وطالبته بالكَفِّ عن تمسكه بإيمانه، ولكنه انتهرها، كقول الكتاب: "فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ، فَقَالَ لَهَا: تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ!.." (أي 2: 9، 10). إن أعظم تجربة يحارب بها الشيطان الإنسان المجرّب، هي تحريضه على الكَفّ عن الثبات في طريق الكمال، وذلك ليُضَيِّع عليه تعبه وجهاده، ولكن الرب أكّد أهمية الصبر حتى النهاية، قائلًا: "... وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ" (مر 13: 13). وطبعًا لا يمكن للإنسان أن يحدد ميعاد انتهاء الضيقة، ولهذا ليس من المنطقي أو المفيد له، أن يضع حدًا أو ميعادًا لينهي ثباته أو تمسكه بإيمانه. لقد حذر القديس يوحنا الحبيب من عدم الصبر إلى النهاية، لأن الصبر لا يأتي بثماره إلا عند انتهاء التجربة، قائلًا: "انْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالَ أَجْرًا تَامًّا" (2يو 1: 8). ويحتاج المتألمون والمتضايقون لقوة ونعمة خاصة، ليتمكنوا من الصبر حتى النهاية، ولهذا نصح معلمنا بولس الرسول مَن في ضيقة، بطلب نعمة الله المقدمة له، من خلال الصلاة وكلمة الله، قائلًا: "فَتَقَوَّ أَنْتَ يَا ابْنِي بِالنِّعْمَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (2تي 2: 1). إن معرفة شخص الرب يسوع المسيح تعطي النفس قوة، وتُمَكِنّها من الصبر، لأنه هو المحب الذي يحب إلى المنتهى، وهو القوي الذي يُعين الضعيف ويرفع البائس من المزبلة، وهو الراعي الذي لا يهمل، ولا يترك منتظريه. لقد شبه معلمنا بولس الرسول الرب يسوع المسيح بالمرساة التي يَربُطُ البحارة بها سفينتهم، فيتمكنوا من الوصول إلى الشاطئ بسهولة، وذلك بجذب الحبال التي تربطها بالمرسى، كقوله: "الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ" (عب 6: 19). وقد أوجز الكتاب المقدس وصفةً فعالة، لكل من طال عليه ضيقه. تلك الوصفة تتضمن الصلاة الدائمة (بمواظبة) لأنها تعطي النفس رجاء، والرجاء في الله يفرح النفس، ويعزيها فيخفف عنها ثقلها، فتتمكن بالتالي من الصبر، كقوله: "فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ" (رو 12: 12). |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا-القس بيشوي فايق-عظة قداس الاحد |
كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق |
صانع الخيرات |
يا صانع الخيرات |
كتاب رسالة تعزية للراهب كاراس المحرقي |