هذا الَّذي تَنظُرونَ إِلَيه سَتأتي أَيَّامٌ لن يُترَكَ مِنه حَجَرٌ على حَجَر مِن غَيرِ أَن يُنقَض.
تشير عبارة "هذا الَّذي تَنظُرونَ إِلَيه" إلى كلام يسوع المُوجَّه إلى الشعب فيما يخصُّ الهيَكل الذي يُؤكِّد الغرض الحقيقي للنبوَّءة، حيث تنبَّأ الرب يسوع عن دمار الهيَكل وأورشليم كمن ينفض غبار رجليه ضد ذلك البيت وتلك المدينة التي رفضته فتركهم خرابا (متى 10: 14). وفي الواقع، كان الهيَكل مع قدسيَّته قد تحوّل في حياة اليهود بسبب ريائهم إلى عقبة أمام العبادة الروحيّة، لأنَّهم انشغلوا بعظمة الهيَكل الخارجي وابتعدوا عن قدسيَّة هيكل، وكانوا يهتمّون بإصلاح المباني لا القلب، الأمر الذي كرّس أغلب الأنبياء حياتهم لتصحيح هذا المفهوم، خاصة إرميا النبي. فمن كلماته المشهورة " لا تَتَّكِلوا على قَولِ الكَذِبِ قائلين: ((هذا هَيكَلُ الرَّبِّ، هَيكَلُ الرَّبِّ، هَيكَلُ الرَّبّ " (إرميا 7: 4). وجاء بعده حزقيال النبي يُعلن لليهود أنّ ثمرة اهتمامهم بالمبنى دون الحياة الداخليّة أدّى إلى خراب الهيَكل الأول على يد نبوخذ نصًّر578 ق. م. (حزقيال 10: 18-19)