رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا يسوع؟ لم ينجح الشيطان فقط في إسقاط الإنسان في خطيئة التعدي والانفصال عن الله، لكنه نجح أيضًا في تشويه صورة الله في عقل الإنسان. ولماذا يركز الشيطان عمله على الإنسان؟ ببساطة لقوة تأثير الإنسان على من حوله، بل أيضًا على كل المسكونة!! ومع أن الله كامل في كل صفاته، حكيم في كل أعماله، بار في كل أحكامه، رحيم على كل خلائقه، قدوس وليس فيه ظلم، نور ليس فيه ظلمة. إلا أن الشيطان أخفى ما هو حب ورحمة وعظَّم ما هو بر وطهارة وقداسة. حتى أقنع الناس أن الله قاسٍ، صارم، لا عمل له إلا الدينونة! وبلع الإنسان الطُعم. وجفا الإنسان خالقه. وظل هاربًا من وجه الله ومن حضنه. فازداد الإنسان عصيانًا وتوغل في البعد، وانفرد به الشيطان عارضًا بضائعه المسمومة القاتلة. فاشترى الإنسان من بضاعة الشيطان أشكالاً وألوانًا. بل وأسرف في الشراء حتى غرق في القيود. لذلك لما أراد الله أن يعلن كامل صفاته للإنسان التائه، لم يجد من بين البشر من يعلنه حق الإعلان؛ فالأنبياء والمرسلين في كامل عطائهم، هم بشر، يصيبهم ما يصيب البشر من ضعف وقصور. وإعلانهم محدود بمحدوديتهم، وقصير ببقائهم، وقاصر بإدراكهم! عندما صنع الله ما هو مستبعد وعالٍ عن مدارك البشر، لم يصدِّق الناس ولا الملائكة ولا الشياطين أن هذا ممكن الحدوث. فارتاب البشر وتعثروا. لم يصدق الكثيرون إلى اليوم أن الله العلي القدوس العظيم فوق كل عظيم، أدرك البشر وأظهر لهم ذاته وترأى لهم فى الابن الأزلي الوحيد والمجيد، شخص ربنا يسوع المسيح. هذا طريق الله للخلاص. ولا خلاص في طريق آخر!! جاء فقيرًا وعاش كأفقر الفقراء حتى يدرك الفقراء. وجال يصنع الخير ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس. كم شفى من مرضى وأبرأ السقام، وأقام الموتى، وأخرج الشياطين المعمرة في قلوب وأجساد البشر. صنع هذا أمرًا بسلطان. وغفر الخطايا كونه الله العظيم والمخلِّص الوحيد. حمل إثم شعبه. ومات تسديدًا للدين الرهيب. وقام من الموت، وأقر بقيامته الكثيرون ممن ظهر لهم من تلاميذه الأبرار. ومن يوم صعوده إلى الآن يرعى بكامل محبته شعبه الذي اختاره سيدًا وربًا ومسيحًا. «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» (يوحنا١: ١٢). ولا زال يوم محبته قائمًا. ونعمته شديدة الفاعلية، ودمه المطهر لا يقصر عن التطهير، لمن يُقبل بإيمان وثقة. وبابه الأوسع وقلبه مفتوحان للراغبين والمتعَبين والخطاة... لن يعنفك. لكنه سيرحمك. لن يقسو عليك لكنه يحنو ويعتني! الآن وقت مقبول. قبل فوات الأوان... صديقي لا تصدق كذب إبليس؛ لأنه ببساطة لا يحبك وسيجذبك جذبًا للعذاب. فقط شخص الفادي الرب يسوع المسيح. هو الطريق والحق والحياة. ولا حياة في البعد عنه. فهل تريد الحياة؟ تعرف به وكن سالمًا. تعرف على الرب يسوع المخلص العظيم. «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال٤: ١٢). «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ» (عبرانيين١٣: ٧). خلال إعداد هذا العدد، انطلق كاتب هذه المقالة، د. نشأت نصحي، ليكون مع المسيح؛ بعد حياة مكرَّسة شاهدة عن المسيح شهد عنها - في وداعه وعلى صفحات التواصل الاجتماعي - كل من عاصروه سواء كزملاء في العمل أو مرؤوسين وكذلك أسرته ورفقاؤه في الخدمة والكنيسة. وُلِدَ في ٢٦ يونيو ١٩٥٨م بمحافظة سوهاج، لأبوين تقيين. تخرَّج من كلية الصيدلة جامعة القاهرة سنة ١٩٨٢، والتحق بالعمل في شركات أدوية، ونظرًا لكفاءته وأمانته ترقى فيها لأعلى المناصب. تعرف على الرب في شبابه المبكر، وصارت له علاقة شخصية معه عام ١٩٧٦. وكان عضوًا عاملاً مشجِّعًا وراعيًا محبًا للجميع صغارًا وكبارًا بالكنيسة. كان دائم الأشواق لحضور الاجتماعات، لا سيما اجتماعات الصلاة الكنسية، والتي كان يحرِّض عليها كلما واتته الفرصة لذلك. ولقد كان شهادة للرب في بيته، كان بحقٍ نِعمَ الزوج وأطيب وأحن أب لابنتيه، كما كان أيضًا بارًا بوالديه، محبًا ووفيًا لأخواته. ولقد علّمَ من خلال حياته التي شهدت عن سيده، حيث تمثَّل به في الصدق والأمانة والوداعة والتواضع والمحبة، التي لمسها كل من تعامل معه. كما أثَّر في حياة الكثيرين من خلال كتاباته ومقالاته الروحية والأدبية التي تميزت بأسلوبه القصصي الراقي. وانطلق إلى المجد ليكون مع المسيح في ٩ أكتوبر ٢٠٢١. وفي مشهد جميل، تجمع عدد هائل من أصدقائه في العمل، في مظاهرة حب، للشهادة عن حياة رائعة عاشها بشعار «المحبة لا تسقط أبدًا»، أعلنوا أنه كان يعيش بالفعل نوعية حياة مختلفة عن الآخرين وأنه كان يعكس نورًا إلهيًا. ليتنا نعي جيدًا كلنا أن أي تكريس قلبي للرب يكون له قوة تأثير جبارة. فالوقت الذي يُقضى بالقرب من الرب وكلمته هو الذي يعكس الشهادة عن الله الحي الذي يُسَرّ أن يستخدمنا كأنوار في هذا العالم المظلم لنظهر الحب الإلهي للمحيطين بنا. ليقنعنا الرب بأهمية السلوك التقوي الحقيقي النابع من الالتصاق بالرب والذي من خلاله كما يقول الرب نفسه في كلمته: «السالك طريقًا كاملًا هو يخدمني» (مزمور ١٠١: ٦). |
|