منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 11 - 2022, 03:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

القديس كيرلس والبنيان الروحي

البنيان الروحي






مقال افتتاحي


1. رائحة المعمودية الذكية


ها هي رائحة السعادة تنبعث منكم يا من تتقبلون الاستنارة!
ها أنتم تستعدون لقطف الأزهار الروحية(4)، لتضفروا منها أكاليل سمائية! إنه يفوح فيكم شذا الروح القدس (نش 2: 12)!
إنكم تجتمعون في بهو قصر الملك(5)، ليت الملك بنفسه يقودكم!
الآن تظهر الأزهار على الأشجار، ليت الثمر يكون كاملًا! إذ صار لكم:
تسجيل أسمائكم (في قوائم طالبي العماد)،
دعوتكم للخدمة (في جيش المسيح)،
حمل مشاعل كوكب العرس،
شوق إلى الوطن السمائي،
نيّة صالحة ورجاء مرافق...!
الله سخي جدًا في هباته، لكنه ينتظر الإرادة الصالحة لكل أحدٍ. لذلك يضيف الرسول قائلًا: "الذين هم مدعون حسب قصده" في قوله الذي لم يكذب فيه "كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" (رو 8: 28).
إن إخلاص نيّتك يجعلك مدعوًا.
أما إذا كنت ها هنا بجسدك (بين صفوف طالبي العماد) دون ذهنك فلن تنتفع شيئًا.
2. مثال لمن يعتمد بنيّة شريرة

جاء سيمون الساحر يومًا إلى الجرن (أع 8: 13)، واعتمد دون أن يستنير، فمع أنه غطس بجسده في الماء، لكن قلبه لم يستنر بالروح. لقد نزل بجسده وصعد، أما نفسه فلم تُدفن مع المسيح ولا قامت معه (رو 6: 4؛ كو 2: 12).
ها أنا أقدم لكم مثالًا لساقط حتى لا تسقطوا أنتم. فإن ما حدث كان عبرة لأجل تعليم المتقرّبين لهذا اليوم (يوم العماد).
ليته إذن لا يكون بينكم من يجرب نعمة الله، لئلا ينبع فيه أصل مرارة ويصنع انزعاجًا! (عب 12: 15)
ليته لا يدخل أحدكم وهو يقول: لأنظر ماذا يعمل المؤمنون! لأدخل وأرى حتى أعرف ماذا يحدث؟! (أي يدخل لمجرد حب الاستطلاع).
أتظن إنك ترى الآخرين وأنت (في نيتك أن) لا ترى؟! أما تعلم أنك وأنت تفحص ما يحدث معهم، يفحص الله قلبك؟!
3. مثال لإنسان يعتمد لمجرد حب الاستطلاع

جاء في الإنجيل أن إنسانًا دخل مرة إلى وليمة العرس يستطلعها(6)، وقد ارتدى ثوبًا غير لائق. دخل وجلس وأكل، إذ سمح له العريس بذلك. كان يليق به لما رأى الكل لابسين ثيابًا بيضاء أن يرتدي ثوبًا مثلهم، لكنه اشترك معهم في الطعام دون الهيئة والنيّة.
والعريس مع سخائه هكذا فهو ليس بعديم الفطنة، إذ بينما كان يسير بين الضيوف ويلاحظهم... رأى إنسانًا غريبًا غير مرتد ثوب العرس، فقال له: "يا صاحب. كيف أتيت إلى هنا؟ وبأي وجه؟(7) وبأي ضمير أتيت؟! هل دخلت هكذا لأن الحارس لم يمنعك من الدخول بسبب وجود صاحب الوليمة؟ أم أنك تجهل الزي اللائق بدخولك الوليمة؟! ألم تتعلم هذا مما رأته عيناك حين دخلت ونظرت ثياب الضيوف المتألقة؟! أما كان يليق بك أن ترجع في الوقت المناسب لكي تعود وتدخل أيضًا في الوقت المناسب؟! لكن لأنك دخلت بغير لياقة تخرج". وهكذا أمر عبيده قائلًا: "أوثقوا قدميه اللتين اقتحمتا الموضع بوقاحة. اربطوا يديه اللتين لم تعرفا كيف تلبسانه الثوب اللامع. اطرحوه في الظلمة الخارجية لأنه غير مستحق لمشاعل العرس".
لقد رأيتم ما حدث مع هذا الرجل، فاسلكوا أنتم في الطريق الآمن.
4. لا تعتمد بنية خاطئة

إننا عبيد نقبل كل من يتقدم إلينا، كبوابين نترك الأبواب مفتوحة.
هل تمكنت من الدخول بنفس ملوثة بالخطايا ونيّة دنسه؟ لقد سُمح لك بذلك، وسُجل اسمك.
أخبرني، هل ترى هيبة اجتماعنا؟! هل ترى نظامه وتدابيره(8)؟! وقراءات الأسفار المقدسة(9)، وحضور المكرّسين(10)، ونظام تعليمنا؟ إذن فلتخزَ في هذا المكان (الذي اقتحمته) وتعلَّم مما تراه!
أخرج الآن بلياقة (أي لا تتعجل الدخول في صفوف طالبي العماد وأنت بنيه شريرة)، وادخل غدًا وأنت أكثر استعدادًا.
إن كان ثوب نفسك هو "الطمع"، البس آخر غيره وتعال اخلع ثوبك القديم ولا ترتده.
أرجوك أن تخلع الزنا والنجاسة، وتلبس ثوب النقاوة المتألق.
إنني أوصيك بهذا قبل أن يدخل العريس يسوع ويتطلع إلى ثوبك.
إنني اترك لك زمانًا طويلًا للتوبة. إنها فرصة كافية لك كي تخلع وتغسل وتلبس وتدخل!
لكنك إن بقيت مقاومًا بنيّة شريرة، فإن المتكلم لا يكون مسئولًا، بل أنت تحرم نفسك من النعمة، إذ تتقبل الماء (ونيّتك شريرة) لا يقبلك الروح(11).
إن شعر أحد بجرحه فليأخذ المرهم، وإن كان ساقطًا فليقم!
ليته لا يكون بينكم سيمون، ولا رياء، ولا حبًا للاستطلاع مملوء بلادة من جهة هذا الأمر.
5. العماد بقصد التودد للغير


... قد يحدث أن رجلًا يرغب في التودد إلى امرأة، فيأتي بهذا الدافع. ويمكن أن نقول نفس الأمر لامرأة، أو قد يأتي عبد إرضاء لسيده أو صديق ليبهج صديقه.
إنني أقبل هذا كَطُعم الصنارة. أقبلك بالرغم من مجيئك بنيّة غير سليمة، إذ لي وطيد الأمل إنك ستخلص.
ربما لا تعرف إلى أين قد أتيت؟ ولا في أي شبكة أنت تُصطاد؟ إنك أتيت في داخل شباك الكنيسة! (مت 13: 47) لقد أُخذت حيًا فلا تهرب، لأن يسوع اصطادك كالسمكة لا لتُقتل بل لتصير بالموت حيًا.
يلزمك أن تموت وتقوم ثانية، إذ تسمع الرسول يقول: "أموت عن الخطية لكن أحيا في البرّ" (راجع رو 6: 11، 14). مُت عن خطاياك وعش للبرّ. عشْ هكذا اليوم.
6. يا لعظمة المعمودية!

أرجو أن تتأمل عظمة عطايا المسيح التي يشرِّفك بها. لقد كنت تدعى "موعوظًا"، كنت تسمع الكلمة تدوي حولك من الخارج، كنت تسمع الرجاء ولا تدركه، تسمع عن الأسرار ولا تفهمها، تسمع الأسفار المقدسة ولا تلمس أعماقها. هوذا لا يعود الصدى يدوي حولك، بل يكون في داخلك، لأن الروح الساكن فيك (رو 8: 9، 11) يجعل من ذهنك بيتًا لله.
عندما تقرأ عن الأسرار وتفهم ما لا تفهمه عنها الآن، اعلم أن هذا الأمر ليس بشيء هين. فبالرغم من أنك إنسان بائس تتقبل أحد ألقاب الله.
اسمع القديس بولس يقول "أمين هو الله" (1 كو 1: 9). ويقول سفر آخر: "هو أمين وعادل" (1 يو 1: 9)، فإذ ينال الإنسان لقب من ألقاب الله، أي "أمين". لهذا تنبأ المرتل في شخص الله قائلًا: "أنا قلت أنكم آلهة وبني العلي تُدعون". لكن أحذر لئلا يكون لك اللقب أنك "أمين" وأنت لك إرادة غير مؤمن "أي غير أمين في إرادتك".
إنك تدخل سباقًا، جاهد فقد لا تجد فرصة أخرى كهذه(13).
إن يوم زفافك (عمادك) أمام عينيك، ألاّ تريد أن تترك كل شيءٍ وتتفرغ لإعداد الوليمة؟! لقد اقترب يوم تكريس نفسك للعريس السماوي، أما تكف عن الانشغال بالأمور الزمنية حتى تربح الروحية؟!
7. معمودية واحدة!

إننا لا ننال المعمودية مرتين أو ثلاثًا... لأنه يوجد "رب واحد، وإيمان واحد، ومعمودية واحدة" (أف 4: 5)، فلا تُعاد المعمودية، إلاّ معمودية الهراطقة، إذ لا تحسب معمودية.
8. آمن بفاعلية المعمودية

لا يطلب الله منا سوى النيّة الصالحة.
لا تقل كيف تُمحى خطاياي؟ فإنني أقول بواسطة الإرادة(14) والإيمان.
أي طريق أقصر من هذا؟! لكن إن أعلنت شفتاك الإرادة (في التمتع بمغفرة الخطايا) وقلبك صامت، فإن الذي يدينك يعلم قلبك.
من اليوم كف عن كل ما هو رديء! كف لسانك عن أن ينطق بكلمات غير لائقة. أغمض عينك عن التطلع إلى الخطية والتجول فيما لا ينفع.
9. المعمودية والتلاوات

لتسرع قدماك بشغف إلى التعاليم(16) المستلمة، سواء تلك التي تسمعها أو تتلوها، فإن العمل بالنسبة لكم هو الخلاص.
لو كان لديك ذهب خام مخلوط بمواد أخرى مثل النحاس والقصدير والحديد والرصاص، وأنت تطلب ذهبًا نقيًا، فهل يمكن تنقيته بطريق آخر غير النار؟! هكذا لا يمكن للنفس أن تتنقى بدون التلاوات الإلهية المجمعة من الأسفار المقدسة.
لتستر وجهك(17) لكي يتحرر ذهنك، لئلا تزوغ عيناك، فلا ينضبط قلبك. لكن متى أغمضت عينيك لا يعوق شيء أيضًا أذنيك عن تقبل معاني الخلاص.
وكما أن المهرة في حرفة الصياغة ينفخون النار بأدوات دقيقة فيشعلونها تجاه الذهب الموضوع في البوتقة، وبهذا يبلغون غايتهم، هكذا بنفس الطريقة أصحاب التلاوات يثيرون رعبًا بواسطة روح الرب، وتصير النفس كما لو كانت على نار بوتقة الجسد، فيهرب الخصم الشيطان، ويسكن الخلاص ورجاء الحياة الأبدية، وعندئذ تتنقى النفس من خطاياها ويكون لها خلاص.
يا إخوة، ليتنا نسكن في رجاءٍ، ونسلم أنفسنا للرب ونترجاه، حتى يرى إله الكل غايتنا وينقينا من خطايانا، ويهبنا أمالًا صالحة فيما نحن عليه، ويعطينا توبة تنشئ خلاصًا.
الله يدعو، والدعوة هي لك أنت!
10. المعمودية والحرب الروحية

أصغ إلى التعاليم بكل طاقتك(18). ومع أنه يجدر بنا أن نطيل مقالنا لكنني لا أترك ذهنك يمل، فإنك تتسلم عدة حربية ضد قوة العدو، سلاحًا ضد الهراطقة، ضد اليهود والسامريين(19) والأمم.
إن لك أعداء كثيرين. تسلم سهامًا كثيرة ترشقهم بها، إذ يجدر بك أن تتعلم كيف تنازل اليونانيين(20)، وكيف تصارع الهراطقة وأيضًا اليهود والسامريين.
هوذا السلاح مُعد "سيف الروح" (أف 6: 17) مهيأ. يليق بك أن تبسط يدك اليمنى بطريقة صالحة لكي تحارب حرب الله، وتغلب القوات المقاومة وتصير (حصنًا) منيعًا يصد كل محاولة للهراطقة.
11. المعمودية وملازمة التعليم

دعني أقدم لك هذه الوصية أيضًا. اعرف التعاليم(21)، واحفظها إلى الأبد.
لا تظنها عظات عادية، فإن العظات العادية مع كونها صالحة وتستحق المديح، لكننا إن أهملناها اليوم ندرسها غدًا. أما التعاليم بخصوص جرن المعمودية التي نقدمها لك في حلقات مسلسلة إن أهملتها اليوم متى تدرسها كما ينبغي؟!
تصور أن الآن فصل غرس الأشجار، فإننا إن لم نحفر، ونحفر بعمقٍ، كيف نقدر أن نغرس الشجرة بطريقة سليمة إن غرسناها بطريقة خاطئة (وضاع وقت الغرس)؟!
التعليم نوع من البناء، إن لم يرتبط بعضه مع البعض بربطات منتظمة يكون البيت معيبًا، ويصير البناء غير سليمٍ، ويؤول عملنا السابق إلى لا شيء.
إذن يلزمنا أن نُلحق الحجر بحجرٍ، ونزوج الزاوية بأخرى، وخلال اللمسات الأخيرة لإزالة الزيادات يصير البناء منسقًا، هكذا بنفس الطريقة نجلب المعرفة كما لو كانت حجارة، فنُسمعك عن الله الحي، والدينونة، والمسيح، والقيامة... وأمور أخرى كثيرة يلزم تتابع مناقشتها، هذه التي نحبها واحدة فواحدة حتى يتهيأ لنا بناء مترابط متناسق، فإن لم تتهيأ (التعاليم) في وحدة واحدة، ونرتبها كما يليق التعليم الأول فالثاني... فإن البناء يُعد لكنه لا يكون سليمًا.
12. نقدم كل تعليمٍ في الوقت المناسب

عندما تتسلم تعليمًا، إن سألك موعوظ من الخارج(22) قائلًا لك: ماذا يقول المعلمون؟ لا تجبه بشيءٍ. إننا نسلمك سرًا ورجاء في الحياة المقبلة، احفظ السرّ لذاك الذي يهبك المكافأة.
لا يقول لك أحد: ماذا يصيبك لو عرفته أنا أيضًا؟ فإنه كالمريض الذي يطلب خمرًا، فإذ يأخذه في وقت غير مناسب يحدث له هذيان، وبهذا يتحقق شران: المريض يموت والطبيب يُلام! هكذا أيضًا متى سمع الموعوظ شيئًا من المؤمن يصير في حالة هذيان (إذ لا يفهم ما يسمعه، ويجد فيه خطأ، ويتهكم على ما يسمعه)، ويُدان المؤمن كخائنٍ.
أنت الآن على الشاطئ، احذر من أن تقول شيئًا في الخارج، لا لأن ما تقوله لا يستحق أن يُقال، بل لأن الأذن لم تتهيأ للسماع له.
أكنت يومًا ما موعوظًا، ولم أخبرك بما أعلنه لك الآن.
إنك ستختبر كيف أن أمور تعاليمنا عالية، وعندئذ تدرك أن الموعوظين لم يتأهلوا بعد لسماعها.
13. المعمودية والاهتمام بخلاص النفس

أنتم الذين سُجلت أسماؤكم تصيرون أبناء وبنات أم واحدة. عندما تدخلون إلى وقت التلاوات، فليتكلم كل واحدٍ منكم بما هو للصلاح. وإن لم يأتِ أحدكم في دوره فلتبحثوا عنه، لأنه متى دعيتم إلى وليمة أما تنتظرون حتى يأتي زميلكم الضعيف؟! إن كان لك أخ أما تطلب خيره؟!
لا تنهمكوا في أمور باطلة، فلا تنشغلوا (في وقت الأربعين المقدسة) بما يحدث في المدينة أو القرية أو مع الملك أو الأسقف أو الكاهن. انظروا إلى فوق واطلبوا ما تحتاجون إليه في هذه الساعة التي أنتم فيها.
لتصمتوا ولتعرفوا إني أنا الله!

أن رأيتم المؤمنين يخدمون... وهم مطمئنون، فلتعترفوا أنهم في ملكية النعمة... أما أنتم فإلى الآن على كفة ميزان، قد تقبلون وقد لا تقبلون، فلا تقلدوا من تحرروا من القلق، إنما اطلبوا المخافة.
14. آداب الحضور في الكنيسة

عندما تتم التلاوة، فإلى أن يجيء دور الآخرين يجب أن يبقى الرجال مع الرجال والنساء مع النساء(23).
إنكم محتاجون أن أقدم لكم فلك نوح كمثالٍ، إذ كان فيه نوح وبنوه، وزوجته ونساء بنيه. فمع أن الفلك واحد والباب مغلق، لكن كل الأمور فيه كانت مرتبة ترتيبًا حسنًا.
هكذا متى أغلقت الكنيسة وأنتم في داخلها، لينفصل الرجال مع الرجال، والنساء مع النساء، لئلا يكون علة خلاصكم فرصة للهلاك. إن وجد عذر مقبول لجلوسكم مع بعضكم البعض (أي جلوس رجل مع امرأة) فلتطرد شهواتكم!(24)
بالأحرى ليت الرجال عند جلوسهم يكون معهم كتابًا مفيدًا، واحد يقرأ والآخر يستمع، وإن لم يوجد كتاب فليصل واحد وينطق آخر بكلام نافع.
كذلك ليت الحدَثات يجلسن معًا بنفس الطريقة، يسبحن أو يقرأن بهدوء، فتتحرك شفاهن دون أن يسمع أحد أصواتهن، إذ لا يُسمح للمرأة أن تتكلم في الكنيسة (1 كو 14: 34؛ 1 تى 2: 12).
وليتبع النساء المتزوجات نفس المثال ويصلين. لتتحرك شفاهن دون أن تُسمع أصواتهن حتى يوهب لهن "صموئيل"(25) -الذي معناه "الله الذي يسمع الصلاة"، إذ هكذا هو تفسير اسم "صموئيل"- وتلد نفوسهن العواقر الخلاص.
15. اقبلوا عمل الله

سأرى غيرة كل رجل وتقوى كل امرأة.
ليت ذهنكم يتنقى كما بنار في وقار! ليت نفوسكم تُصهر كالمعدن! ليت الشوائب تُزال، ويتبقى المعدن خالصًا. لينزع زغل الحديد، ويتبقى المعدن الحقيقي!
ليظهر الله لكم الليلة الظلام الذي يتلألأ كالنهار، إذ قيل عنه: "الظلمة لا تظلم لديك، الليل مثل النهار يضيء" (مز 139: 12). لينفتح باب الفردوس في وجه كل واحدٍ منكم، عندئذ تبتهجون بمياه المسيح(26) التي لها رائحة ذكية.
اقبلوا اسم المسيح(27)، وقوة الأمور الإلهية.
الآن أرجوكم أن ترفعوا عيون أذهانكم، فتروا طغمات الملائكة، والله رب الجميع جالسًا مع الآب عن يمينه والروح القدس...، تنظرون العروش والسلاطين يخدمون (الثالوث القدوس)، ترون كل واحدٍ وواحدة منكم سيخلص.
لتنصت آذانكم من الآن إلى الصوت المجيد الذي ستتغنى به الملائكة بسبب خلاصكم قائلة: "طوبى للذي غفر إثمه وسُترت خطيته"(28). وذلك عندما تدخلون ككواكب الكنيسة المتألقة جسدًا، ومتلألئة نفسًا.
عظيم هو العماد الذي يوهب لكم فإنه(29):
عتق الأسرى،
غفران المعاصي،
موت الخطية،
ميلاد جديد للنفس،
ثوب النور،
ختم مقدس لا ينفيك،
مركبة للسماوات،
بهجة الفردوس،
ترحيب في الملكوت،
عطية التبنّي!
لكن احذروا، فإنه توجد حيَّة في الخارج تترقب المارين. احترسوا لئلا تلدغكم بلدغات عدم الإيمان.
إنها إذ ترى كثيرين يقبلون الخلاص تلتمس أن تبتلعه منهم (1 بط 5: 8).
إنكم داخلون إلى أب الأرواح، لكنكم ستعبرون على هذه الحيّة.
كيف تعبرون عليها؟ كونوا "حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام" (أف 6: 15)، حتى إذا لدغتكم لا تؤذيكم. فإذ يكون لكم إيمان حي ورجاء ثابت وصندل قوى تجتازون العدو وتدخلون إلى حضرة الرب.
هيئوا قلوبكم لتقبل التعليم من أجل شركة الأسرار المقدسة.
صلوا بأكثر مثابرة، لكي ما يجعلكم الله مستحقين للأسرار السمائية الخالدة. لا تنقطعوا عنها نهارًا وليلًا، بل عندما يُطرد النوم من عيونكم تحرر أذهانكم للصلاة. وإن ثار فيكم أي فكر معيب، حوّلوا أذهانكم إلى التأمل في الدينونة، فتتذكّرون الخلاص.
قدموا أذهانكم كلها للدراسة، حتى تحتقروا الأمور الدنيئة.
وإن قال لكم أحد: "هل أنت داخل لكي تغطس في الماء(30)؟ ألاّ توجد طرق أخرى للمدينة؟" أذكر هذا قول: "التنين الذي في البحر" (إش 27: 1) الذي يبث خداعاته ضدّك، فلا تنصت إلى شفتيه، بل أصغِ إلى الله الذي يعمل فيك.
لاحظوا أنفسكم إلى النهاية، حتى لا تسقطوا في الشباك، فتعيشوا في رجاء، وتصيروا وارثين للخلاص الأبدي.
16. أنتم عملنا

نحن نوصيكم ونعلمكم وأنتم كبناء لنا لا تكونوا خشبًا وعشبًا وقشًا حتى لا نفقد بناءنا فيحترق عملنا، بل كونوا ذهبًا وفضة وحجارة كريمة (1 كو 3: 12، 15).
مهمتي أن أتكلم، وعملكم أن تصغوا بذهنكم فيما أقول(31)، وتركزوه في الله ليجعلكم كاملين.
لنشدد أذهانكم وننهض نفوسكم على رجاء نوال الأبديات، والله الذي يعرف قلوبكم ويميز الصادق من المرائي قادر أن يحفظ من هو صادق النيّة، ويهب إيمانًا للمرائي، لأنه حتى غير المؤمن متى سلم قلبه لله قادر أن يهبه الإيمان.
ليوف الله الصك الذي عليكم (كو 2: 14) ويهبكم غفران معاصيكم السابقة، ويغرسكم في كنيسته، ويجندكم في خدمته، ويلبسكم سلاح البر (2 كو 6: 7)، ويغمركم بخيرات العهد الجديد السمائية، ويعطيكم ختم الروح القدس الذي لا يمحى على مرِّ الأزمنة، في المسيح يسوع ربنا الذي له المجد إلى الأبد. آمين.
إلي القارئ

هذه المقالات التعليمية موجهة إلى الذين يستنيرون، فتُعطى للموعوظين المتقدمين للعماد وللمؤمنين الذي اعتمدوا فعلًا لكي يقرأوها، لكنها لا تُقدم دفعة واحدة للموعوظين... وإن كتبت نسخة منها فاكتب هذه في المقدمة.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ها هى النبوة تعمل للوعظ والبنيان والتعزيه
القديس كيرلس الأورشليمي | كيرلس رئيس أساقفة أورشليم
البابا كيرلس عمود الدين والشغف الروحي
الارشيدياكون المتبتل اسكندر بك حنا المرشد الروحي الاول لحياة الشاب عازر (القديس البابا كيرلس السادس)
البابا كيرلس السادس كان المرشد الروحي لكثيرين


الساعة الآن 02:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024